تطورات عديدة يشهدها قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلى برا وبحرا وجوا، انتهاكات لا تتوقف من الاحتلال الذى يرتكب جرائمه ضد الأبرياء المدنيين من أبناء القطاع الذى يعانى منذ 24 يوما من تلك العمليات الانتقامية من الاحتلال، إضافة إلى محاولات حرمان الأهالى من حقوقهم فى أكل وشرب ووقود واتصالات وغيرها من الحقوق التى تم سلبها من الاحتلال.
فى هذا الإطار تواصلت "صوت الأمة" مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينى إسحاق سدر، والذى تحدث عن آخر التطورات فى قطاع غزة بعد أيام من انقطاع الاتصال والإنترنت، ومحاولات الاحتلال لإخفاء جرائمه.
وإلى نص الحوار:
فى البداية حدثنا عن آخر التطورات بالنسبة للاتصالات والإنترنت فى قطاع غزة؟
بعد الانقطاع المتعمد الذى تسبب به عدوان الاحتلال على قطاع غزة، استطعنا أن نعاود ربط خدمات الاتصالات والإنترنت فى القطاع بالرغم من الخطورة الشديدة المصاحبة لذلك، وتعرض حياة الطواقم الفنية التابعة للشركات الفلسطينية للخطر نتيجة هذه العدوان الغاشم فى القطاع، وجاءت عودة الاتصالات للقطاع استجابة للضغوطات والمبادرات الدولية والتعاون السريع الذى أبداه الشركاء من الجانب المصرى بشكل خاص والاتحاد العالمى للاتصالات.
ماذا عن الدور الذى لعبته مصر فى عودة الاتصالات إلى قطاع غزة؟
قامت مصر بدور محورى من خلال استعدادها للعمل على تقوية الإرسال للشركات المصرية حتى يتمكن من الوصول إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى دراستها لفتح التجوال الدولى مما أرغم الاحتلال على التراجع، وجميعنا نثنى على جهود ومواقف مصر التى أوعزت لشركاتها المحلية بتقوية وزيادة أبراج البث الحدودية لتتمكن من تغطية المناطق الجنوبية فى قطاع غزة، وبدأت بدراسة تشغيل خدمات التجوال لمشتركى الشبكات الفلسطينية على شبكاتها، ما دفع الاحتلال الإسرائيلى للرضوخ تجنبا لتطبيق مبادرة الجانب المصرى.
كيف ترى حالة التضامن القوى عبر السوشيال ميديا وخاصة بعد انقطاع الاتصالات بالقطاع؟
لا شك أن صوت الناس يلعب دورا مهما فى استعادة الحقوق ودعمها، فقد عمل العديد من الأشخاص بشكل كبير منذ اللحظة الأولى على إطلاق مبادرات عبر السوشال ميديا، للمساهمة فى عودة الإنترنت والاتصال لغزة، وكان هناك صدى كبير لهذه الوقفة الإنسانية المشرفة التى جمعت الأحرار من كل العالم، ما لعب دورا كبيرا فى إيصال صوت فلسطين للعالم وتوضيح أن ما يحدث يهدف إلى ارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطينى دون وصول أخباره للعالم.
لماذا يستهدف الاحتلال الاتصالات والإنترنت فى غزة دائما؟
من الناحية الإنسانية والعملية، فإن توفير وصول الاتصالات والإنترنت يمكن أن يكون حاسما فى عمليات الإنقاذ والرعاية الصحية، وإذا تم قطع الاتصال، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على القدرة فى الإبلاغ عن الحالات الطبية الطارئة وتوجيه الخدمات الطبية بفاعلية، ما يعنى أن هذا النوع من الهجمات يضع الحياة البشرية فى خطر ويؤثر على المنظومة الصحية التى تعتمد على الاتصالات لتقديم الرعاية الطبية العاجلة واللازمة، ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلى معنى بإيقاع أكبر عدد من الضحايا الأبرياء، ويسعى لإخفاء جرائمه عن الأنظار وحرمان الشهود من الوصول للعالم وإيصال رسالاتهم مباشرة لكل من يهتم ويتابع ما يحدث فى قطاع غزة.
حدثنا عن آخر التطورات حاليا فى قطاع غزة ومدى استمرار العدوان الغاشم من الاحتلال؟
أهالى غزة يعانون القصف الجوى والبرى والبحرى فى كل الأوقات، وأصبحوا يخشون حلول المساء، لأن الضربات تزداد عنفا بهذا الوقت وباتت كل ليلة أعنف من التى سبقتها، والآن المستشفيات بغزة مهددة بالقصف، فمستشفى القدس تلقى عدة تهديدات، وتم حرث الأرض من حوله بالقذائف، لكن طاقم المستشفى والملتجئين إليه يرفضون مغادرته خاصة مع وجود العديد من الإصابات الحرجة المعرضة للموت إذا خرجت من المستشفى، كما يدعى الاحتلال أن المقاومة تتخذ من مستشفى الشفاء مركزا لها، ما يحمل فى طياته تهديدا مبطنا بقصفه أيضا، وأشير إلى أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا فى القطاع وخاصة مع استمرار الاحتلال جرائمه ضد الشعب الفلسطينى الأعزل داخل قطاع غزة.
ماذا عن المساعدات التى تصل للقطاع؟
إن استمرار الاحتلال لانتهاكاته وجرائمه للأسف كان سببا فى أن المساعدات تصل شحيحة لا تغنى ولا تسمن من جوع أو عطش أو مرض، كما أنها لا تتضمن الوقود، والذى يعد عنصرا حيويا فى استمرار تقديم الخدمات الإنسانية على كل الأصعدة، وكل يوم يؤكد الاحتلال أنه يسعى لأن تكون هذه الإبادة الجماعية بأبشع الصور الممكنة، كما أنه لا يعير اهتماما لكل النداءات الدولية لوقف قتل الأبرياء فى غزة، فالمزاج العام فى دولة الاحتلال انتقامى، كما قال دولة رئيس الوزراء د.محمد أشتية، وإسرائيل تتصرف بأنها فوق القانون وتجد من يساندها فى ذلك للأسف، خاصة من الغرب.