خلاف حاد داخل إسرائيل من مخاطر الهجوم البرى على قطاع غزة.. وتقارير تحذر من أزمات تواجه جيش الاحتلال
الخميس، 26 أكتوبر 2023 03:34 م
ارتباك شديد تعيشه إسرائيل في الوقت الراهن، خاصة في ظل ضبابية المشهد والصرع ما بين الحكومة وجيش الاحتلال بشأن تنفيذ هجوم برى على قطاع غزة، وأيضاً تزايد التحذيرات الدولية من خطورة تنفيذ هذا الهجوم، والذى سيسبب أزمات متعددة للاحتلال.
وأكدت تقارير متعددة أن هناك مخاطر أمنية وخسائر اقتصادية كبري فى انتظار إسرائيل حال ما قامت بعملية اجتياح بري لقطاع غزة، فى خضم حرب ضروس يشنها الاحتلال على القطاع منذ 20 يومًا، لا تقرف بين فصائل مسلحة ومدنيين أطفالا ونساءًا، وسط تحذيرات من أن تنتهى العملية بالفشل كما انتهت تجربة عام 2018.
وأكدت تقارير أمريكية أنه حال أقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ هجوم برى ضد القطاع، فمن المتوقع سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين، ومخاوف داخلية بشأن الرهائن الإسرائيليين في غزة، ومنح المزيد من الوقت للفلسطينيين قصد إخلاء المناطق المراد استهدافها بداية، فيما قال الخبير العسكري عمر معربوني لإذاعة مونت كارلو الفرنسية إن الجنود الإسرائيليين سيضطرون إلى خوض حرب مزدوجة، فوق الأرض وتشمل معارك الشوارع، وتحت الأرض تتمثل في معارك الأنفاق.
أما عن المخاطر الاقتصادية فأكدت التقارير إن عمليات كهذه ستكبد اسرائيل اضعاف الخسائر التى منيت بها خلال الـ 20 يوما الماضية، فقد استنزفت الحرب مليارات الشيكلات من الاقتصاد الإسرائيلى، إذ وصلت قيمة الدولار ما يزيد على 5 شيكل إسرائيلي، وخصص البنك المركزى 30 مليار دولار من الاحتياطى لدعم الشيكل أمام الدولار، بالإضافة إلى هروب 60% من الاستثمارات الأجنبية المهمة من إسرائيل.
وقدّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التكلفة المباشرة للحرب على قطاع غزة، بمليار شيكل (246 مليون دولار) يوميا، وفى تقديرات فإنه فى حال شنت إسرائيل الهجوم البري ستكلف الاحتلال اضعاف هذه الأرقام، وبخلاف ذلك فإن الموقف في الغرب ليس متوافق علي عملية الاجتياح البري، فقد حذرت تقارير وسائل إعلام أمريكية، من بينها صحيفة "وول ستريت جورنال" التى نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، وقالت أن إسرائيل وافقت على تأجيل تنفيذ الهجوم البري الشامل على قطاع غزة في الوقت الحالي.
ووفق تقرير الصحيفة، فإن موافقة إسرائيل سببها "منح الولايات المتحدة الوقت الكافي لتتمكن من إرسال الدفاعات الصاروخية إلى المنطقة".
وكان مسئولون عسكريون أمريكيون يحاولون إقناع إسرائيل بعدم تنفيذ الغزو البري للقطاع المحاصر، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، لكن من دون جدوى على ما يبدو، ووفقا للتقرير، نصح المسؤولون الأمريكيون الجيش الإسرائيلي بإلغاء فكرة الاجتياح، خوفا من "تعريض الرهائن والمدنيين للخطر، وزيادة تأجيج التوترات في المنطقة".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر دبلوماسي قوله، إن "الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية تضغط بهدوء على إسرائيل لتأجيل الغزو البري، خوفا من أن يؤدي إلى إحباط الجهود الرامية إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور".
وأوضح المصدر أن "الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون بين المفقودين".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي "سيواجه واحدة من أصعب المعارك في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان"، في إشارة إلى قطاع غزة، حيث يرفض سكانه الاستجابة لأوامر إسرائيلية بالنزوح من شماله إلى جنوبه، لافتة إلى أن الدراسات تقدم مقارنات مع ما حدث في العراق، خاصة في الفلوجة، عام 2004، وهي من أصعب معارك القوات الأمريكية منذ حرب فيتنام، أو المعركة ضد داعش في الموصل عام 2016، التي استمرت عدة أشهر وأدت إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص.
وتتجلى هذه المقارنة، وفق المصدر ذاته، في أن عدد مسلحي الفصائل يتراوح بين 3 إلى 5 أضعاف (ربما 40 ألف مقاتل) مقارنة مع مقاتلي داعش في الموصل، كما أن بإمكان الحركة أن تجند سكان غزة الشباب، إضافة إلى هذا، كانت أمام الفصائل الفلسطينية، سنوات عديدة للاستعداد للمعركة في مختلف أنحاء غزة، بما في ذلك شوارع المدينة.وأبرزت "نيويورك تايمز": "معركة الشوارع يمكن أن تلغي تفوق الدبابات والذخائر الإسرائيلية، بالاستعانة بتكتيكات حرب العصابات".