حضور قوى وفرض للإرادة المصرية.. قمة القاهرة للسلام تعزيز لدور مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية
الأحد، 22 أكتوبر 2023 04:04 م
تعد قمة القاهرة للسلام التي عقدت أمس بالعاصمة الغدارية الجديدة، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى، واحدة من التحركات المصرية التي تقوم بها الدولة لحشد الجهود الإقليمية والدولية للعمل على معالجة جذور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة بعد تدهور الأوضاع في قطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر الجارى، حيث تحركت القاهرة في كافة الاتجاهات لتأمين الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتحميل المجتمع الدولى مسئولياته تجاه الأحداث الأخيرة، فضلاً عن العمل على حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك القوانين الدولية، وقتل الاف الفلسطينيين بالقطاع.
ونجحت مصر في تنظيم قمة القاهرة للسلام التي تمثل أولي الخطوات التي تقوم بها الدولة المصرية ، ولعل الحضور الكبير لقادة وزعماء الدول دليل واضح على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مصر في ملف القضية الفلسطينية.
وكان لافتاً أن القاهرة استطاعت أن تفرض إرادتها عبر فتح معبر رفح البري بالتزامن مع عقد القمة، لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع في ظل حالة الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي، مع اشتداد القصف الإسرائيلي من خلال المدفعية الثقيلة أو القصف الجوي فيما يعرف بـ"الحزام الناري"، حيث استطاعت القاهرة أن تدخل دفعتين من المساعدات الإنسانية أمس واليوم.
وجاءت قمة القاهرة للسلام سريعة نتيجة للأحداث المتسارعة في غزة، وتعتبر رسالة واضحة على قوة الدبلوماسية المصرية، لأنها عقدت مؤتمرا دوليا واستجاب لها العالم بشكل سريع جدا، وأرغمت مصر الاحتلال على إدخال المساعدات إلى اهل فلسطين ووقفت بشكل قوى أمام مخطط تهجير الفلسطينيين.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، إن قمة القاهرة للسلام جاءت وسط حالة من الجنون الذي تقوم به إسرائيل وتغييب صوت العقل، مشيرا إلى أن القمة أرسلت رسائل هامة بأن هناك مشكلة أكبر وأعمق، لافتا إلى أن السيناريو الحالي سببه الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد عطا الله أن إسرائيل تسعى في هذه الفترة إلى استعادة جزء من صورة جيشها الذي تعرض لهزيمة قاسية في 7 أكتوبر الجارى، مؤكدا أن دور مصر هام للغاية في استكمال التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية منذ عام 1948، مشددا على أن مصر تمارس دورا تاريخيا يشمل ضمانة سياسية وكذلك توفير حماية للشعب الفلسطيني على مدار تاريخ القضية وهو ما يعول عليه الفلسطينيين حتى اللحظة لحمايتهم من التصعيد الإسرائيلي، مشدداً على أن الدور المصري ليس عابرا ولكنه تاريخيا على مدار عمر القضية الفسطينية، موضحا أن إدخال مصر للمساعدات إلى قطاع غزة رغم رفض الاحتلال لذلك هو فرض لإرادتها.
وأشاد سفير مصر الأسبق لدى فلسطين أشرق عقل بموقف الرئيس السيسي الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية، وضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية وليس على حساب مصر، مؤكدا ضرورة تحميل الغرب والمجتمع الدولى مسئولية ما يحدث للشعب الفلسطينى فى غزة من إبادة وجرائم حرب وحصار وتجويع للفلسطينيين في غزة.
وشدد عقل على أن "قمة القاهرة للسلام" تؤكد للعالم أولًا ضرورة مرور المساعدات الإنسانية بطريقة مستدامة، وثانيًا وقف استهداف المدنيين، وأخيرًا بدء المفاوضات المباشرة للوصول إلى حل الدولتين على أساس المقررات الدولية.
وشكلت مصر محورا إقليميا ودوليا قوى لدعم رؤيتها لإدخال مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة بشكل كامل، واستجابة عدة دول لنداءات القاهرة التي وجهتها قبل أيام بتحركها لإدخال المساعدات وتخصيص مطار العريش الدولي كنقطة لاستقبال كافة المساعدات التي يتم تخصيصها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتتحرك الدولة المصرية لوضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته من مخاطر تأزم المشهد على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان بشكل عاجل على أبناء الشعب الفلسطينى، والدفع نحو إقرار تهدئة كاملة والعودة إلى المسار السلمى بالتفاوض بعيدا عن لغة السلاح.
تحشد القاهرة الدول الغربية والإقليمية الفاعلة لدعم التحركات المصرية التى تهدف من خلالها مصر، لتوفير ممر آمن وعاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، التأكيد على الرفض القاطع لأى محاولات ترمى لتصفية القضية الفلسطينية على أساس دعوات النزوح أو سياسات التهجير.