تظل القضية الفلسطينية باعثا للكتابة فى أوقات الحرب والسلم ولا يوجد ما يذكرنا بالأوقات التى عاشها الفلسطيينيون بين المنفى والتهجير والبحث عن الهوية أفضل من ذلك الوقت الذى تحاصر فيه إسرائيل غزة وتقصفها فى الوقت الذى تبذل فيه مصر جهودها لحل الأزمة، ومن هذا المنطلق نتوقف عند مذكرات أب وابنته عن فلسطين وسنوات المنفى، والأب هو إدوارد سعيد وابنته هى نجلاء سعيد وقد كتبا مذكراتهما فى أوقات مختلفة، فكيف عبر جيل الآباء والأبناء عن المحنة؟ هنا نستعرض كتابى الأب والأبنة.
خارج المكانيعتبر كتاب «خارج المكان» لإدوارد سعيد واحدا من المذكرات الكاشفة لأحوال الفلسطينيين فى عالم ما بعد 1948 ويعتبر إدوارد سعيد من أحد أهم المثقفين فى عصرنا من هنا كتب عن الحياة خارج المكان والمقصود هنا بالمكان بالطبع فلسطين، ويروى إداورد سعيد قصة استثنائية عن المنفى فى احتفاء بماضٍ لا يمكن استرجاعه.
وقد بدأ إدوارد سعيد تدوين مذكراته عام 1991 حين اقتنع بضرورة ترك سجل بالمكان الذى ولد فيه وقضى طفولته، وهكذا يعيد بهذه المذكرات اكتشاف العالم العربى المفقود فى سنواته الأولى فى فلسطين ولبنان ومصر.
ولد إدوارد سعيد عام 1935 فى القدس، ونشأ فى القدس والقاهرة، وتلقى تعليمه فى الولايات المتحدة، حيث التحق بجامعة برينستون «بكالوريوس 1957» وهارفارد «ماجستير 1960؛ دكتوراه 1964» وفى عام 1963، بدأ التدريس فى جامعة كولومبيا، حيث كان أستاذًا جامعيًا للغة الإنجليزية والأدب المقارن، وتوفي عام 2003 في مدينة نيويورك.
له اثنان وعشرون كتاباً تُرجمت إلى 35 لغة، من بينها «الاستشراق» (1978)؛ قضية فلسطين (1979)، تغطية الإسلام (1980)، العالم والنص والناقد (1983)؛ الثقافة والإمبريالية (1993)، السلام وسخطه: مقالات عن فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط (1996)؛ و خارج المكان: مذكرات (1999) وإلى جانب عمله الأكاديمي، كان يكتب عمودًا شهريًا في جريدة الحياة والأهرام.
البحث عن فلسطين
كتاب جيل الأبناء جاء تحت عنوان «البحث عن فلسطين» لنجلاء سعيد وقد نابنة المفكر الفلسطيني الشهير والناشط الفلسطيني إدوارد سعيد وأم لبنانية، في مدينة نيويورك، وقد عاشت طفولتها وفقا لمذكراتها مرتبكة بشأن خلفيتها الثقافية وهويتها.
عرفت نجلاء سعيد أن والديها يرتبطان بعمق بأوطانهما، ولكن نشأتها فى عالم مانهاتن الذي تم تحديده إلى حد كبير بالعالم الذى أتى من الهاجرين شعرت بعدم اليقين بشأن هويتها، وكانت فى كثير من الأحيان تنكر الاختلافات التى شعرت بها بينها وبين عائلتها ومن حولها، ربما تكون قد ولدت فلسطينية لبنانية أمريكية، لكن نجلاء سعيد أنكرت جذورها الحقيقية، حتى بدأت الخسائر النفسية فى نهاية المطاف، تهدد صحتها.