قبل قمة "القاهرة للسلام".. موقف الدول الأوروبية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
الخميس، 19 أكتوبر 2023 11:00 مأحمد سامي
مع تصاعد وتيرة الأحداث خلال الفترة الماضية بشأن القضية الفلسطينية والانتهاكات التي تحدث من قبل العدوان الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، تباينت مواقف الدول في أوروبا، إزاء استمرار المساعدات المقدمة للفلسطينيين من عدمها.
مواقف الدول الأوروبية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
إسبانيا
تعتبر إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تعاطفا مع الفلسطينيين خلال حرب غزة الأخيرة، وهي من الدول الداعمة لحل الدولتين وإيجاد سلام دائم بمنطقة الشرق الأوسط، كما أنها استضافت بعض جولات التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ولعل أبرزها استضافة مؤتمر مدريد للسلام" عام 1991.
وقررت الحكومة الإسبانية زيادة المساعدة الإنسانية للفلسطينيين بمقدار 4 ملايين يورو لهذا العام، وكانت قد قدمت إسبانيا دعما ماليا لفلسطين، قدرت قيمته بين عامي 1994 و2018 بـ 777 مليون يورو.
إيطاليا
كانت الإيطاليا علاقات جيدة مع الفلسطينيين منذ وقت طويل؛ ففي عام 1980 تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي 2012 سمحت إيطاليا بتعيين أول سفير لفلسطين لديها، كما صوتت في ذات العام لصالح إعطاء فلسطين صفة مراقب بالأمم المتحدة، كما اعترف البرلمان الإيطالي بها كدولة وحث الحكومة على الاعتراف بها. تحرص إيطاليا دائمًا على دفع حل الدولتين، وهي من الداعمين الأساسيين لوكالة الأونروا. تعاملات إيطاليا مع القضية الفلسطينية لم تكن بذات المدوال المنفتح في كل المرات، ففي 2011 مثلا امتنعت إيطاليا عن التصويت لصالح انضمام فلسطين لعضوية اليونسكو وترجع حالة التذبذب تلك إلى وجود علاقات قوية مع الدول العربية من جهة، وأيضا مع الغرب وإسرائيل من جهة أخرى.
وخلال حرب غزة الحالية، قام عدد من المسؤولين الإيطاليين بتحميل مسؤولية اندلاع الوضاع في غزة إلى حماس، مع استمرارهم في التأكيد على ضرورة التهدئة، طلبت إيطاليا من مصر لعب دور نشط في تأمين تحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، والمساعدة في إعادة الإيطاليين داخل قطاع غزة.
مملكة النرويج
بدأت العلاقات الترويجية الفلسطينية منذ عام 1986 حينما افتتحت منظمة التحرير الفلسطينية مكتبا إعلاميًا لها في العاصمة النرويجية. وفي عام 1993، رفعت الحكومة النرويجية مستوي التمثيل مع فلسطين على درجة بعثة دبلوماسية، ثم افتتحت ممثلية لدي السلطة الفلسطينية عام 1999، وقامت بترقية العاقلات عام 2010 إلى درجة سفارة كاملة. . تعتبر المملكة النرويجية من الدول الأوربية الراعية لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية حيث شهدت عاصمتها أوسلو عام 1993 توقيع الاتفاقية الأشهر في تاريخ محاولات حل الصراع والمعروفة باسم اتفاقية "أوسلو".
وأكدت النرويج على رفضها فرض الاحتلال الإسرائيلي حصار شامل على قطاع غزة خلال الحرب الحالية، ودعت الترويج لإحياء صيغة "الأرض مقابل السلام" لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتحرص النرويج بشكل دائم على دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وسمت الحكومة النرويجية منتجات المستوطنات الإسرائيلية بشعار خاص منذ منتصف عام 2022، لتنبيه المواطنين إلى البعد الإنساني الخطير وراء شراء تلك المنتجات التي قد تستخدم في تمويل العلميات العسكرية ضد الفلسطينيين.
اليونان
دعمت اليونان حق الفلسطينيين في الحصول على ومهم، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. تم افتتاح مكاتب الوفد الفلسطيني الدبلوماسي في أمينا عام 1982. بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى اليونان بعد طرده القسري من قبل الأمريكيين والإسرائيليين من لبنان.
صوت البرلمان اليوناني بالإجماع على قرار يدعم حل الدولتين على حدود عام 1967 مع اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في ديسمبر 2015 خلال زيارة الرئيس الفلسطيني إلى اليونان. . أطلقت اليونان وفلسطين اتفاقية التشاور السياسي، ويعقد البلدان اجتماعات اللجنة الوزارية اليونانية الفلسطينية المشتركة منذ ديسمبر 2018 ، كما شهدت السنوات الأخيرة تبادل الزيارات الرسمية للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اليوناني السابق أليكمي تسيبراس إلى فلسطين واليونان.
ودعمت أثينا إسرائيل علنا في هجماتها التي تشنها ضد قطاع غزة، حيث اعتبر رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس أنه لا يمكن أن يبقى النشاط الإرهابي دون رد.
وأجرى رئيس الوزراء اليوناني اتصالات بالعديد من المسؤولين لتبادل وجهات النظر بشأن التطورات في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تركيا ومصر، حيث تم التوافق مع الرئيس المصري على تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لخفض التصعيد باعتباره الأولوية الحالية لتجنب أن يأخذ أبعادا أوسع تزيد من تعقيد الموقف.
وأدانت وزارة الخارجية اليونانية الهجوم على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وألغى رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل في 19 أكتوبر .
ألمانيا
تدعم ألمانيا إقامة دولة فلسطينية مستقبلية كجزء من جهود حل الدولتين، كما ترغب في استقرار الأوضاع لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وترفض بناء المستوطنات والتوسع فيها لكونها من أهم العوامل المحفزة للتوتر بين الجانبين.
وتعتبر ألمانيا الدولة الأكثر دعمًا لإسرائيل في الحرب الأخيرة داخل أوروبا، وانخرطت ألمانيا بشكل سريع في إبراز دعمها المطلق لإسرائيل، حيث أجرت وزيرة الخارجية الألمانية زيارة إلى إسرائيل لإبراز ذلك الدعم.
أعلنت ألمانيا أنها وضعت في تصرف إسرائيل مسيرتين حربيتين من طراز "هيرون تي بي" لكي تستخدمهما في ردّها على الهجوم الذي شنته عليها حركة حماس، كما قررت الحكومة الألمانية حظر حماس و أنشطتها في ألمانيا، ومنع كافة الأنشطة والمظاهرات المؤيدة لحماس والمعادية للسامية
وعلقت ألمانيا جميع مساعدات التنمية للأراضي الفلسطينية لحين الانتهاء من مراجعتها للتأكد من أنها تخدم السلام الإقليمي وأمن إسرائيل على أفضل وجه. وكانت ألمانيا قد خصصت منذ بداية العام الجاري 250 مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين، حسبما ذكرت وزارة التنمية الألمانية