فى مشهد سياحى غير مسبوق، يعكس صورة الأمن والأمان فى مصر، توافدت الأفواج السياحة الأوربية والدولية على المعالم الأثرية المختلفة بمحافظة أسوان جنوب البلاد، وشهد معبد أبوسمبل اليوم، إقبالا تاريخيا بدخول 10 آلاف سائح فقط فى الساعة الأولى من فتح أبواب المعبد للزيارة.
ورصدت "صوت الأمة" زيارة السائحين للمعالم الأثرية والسياحية فى أسوان، خاصة فى أقصى جنوب مصر، ولم يبالى السائحين بالمسافات البعيدة وحرصوا على زيارة الحضارة المصرية القديمة هناك، بجانب رصد انطباع الأجانب عن زيارة مصر وشعورهم بالاطمئنان خلال الفترة الحالية.
وعن المشهد التاريخى جنوب مصر، استقبل معبد أبوسمبل جنوب محافظة أسوان، صباح الخميس، نحو 10 آلاف سائح أجنبى من مختلف الجنسيات الدولية، خلال الساعة الأولى فقط من فتح أبواب المعبد للزيارة، فى تمام الساعة السادسة صباحاً، فى مشهد غير مسبوق خلال الفترة الحالية من الموسم السياحى.
وفتح المعبد أبوابه أمام الزوار فى تمام الساعة السادسة صباحاً، وتوافد نحو 10 آلاف سائح أجنبى وذلك فى ساعة واحدة فقط من أول اليوم، ويزال المعبد يستقبل زواره على مدار اليوم، بالتزامن مع بداية الموسم السياحى الشتوى جنوب مصر.
وتوافد السياح الأجانب على مدينة أبوسمبل عن طريق حافلات برية "كول خاص" يضم نحو 2750 سائح، بجانب حافلات برية أيضاً "كول صباحى" يضم نحو 5100 سائح، بإجمالى 447 حافلة وباص سياحى، بجانب وصول أكثر من 3 آلاف سائح عبر 6 رحلات طيران بمطار أبوسمبل الدولى و3 بواخر سياحية ببحيرة ناصر.
وعن انطباع السائحين حول زيارتهم لمصر، رفض أحد السائحين الأجانب ويدعى "ميكو" سائح ألمانى الجنسية، أن يلبى دعوة والده بالعودة إلى بلادهم وقطع زيارته لمصر، بعد أن سمع فى وسائل الإعلام عن وجود بعض اضطرابات والأحداث السياسية فى منطقة الشرق الأوسط، إلا أن السائح الألمانى وأسرته أصر على استكمال زيارته لمصر مؤكداً لوالده أنه يشعر بالأمن والأمان فى مصر ويستمتع بزيارة معالمها الأثرية والسياحية بمنتهى السهولة ولا يوجد شيئ يعكر صفوهم خلال تواجده وأسرته فى مصر.
وأكد السائح الألمانى، أنه لم يتعرض لأى مضايقات أو أذى هو وأسرته التى تضم زوجته "جانين" والطفلة "إيمليا" 5 سنوات، والطفلة "لويزا" سنتين، مضيفاً أنه يتنقل بين المدن السياحية المصرية بكل راحة، خاصة أنها الزيارة الأولى له بمصر والتى استمتع خلالها بالأجواء والمعالم السياحية فيها، لافتاً إلى أنه يعمل معلم بإحدى المدارس الألمانية وسينقل تجربة زيارته وما شاهده، عبر وثائق مصوره وصوتيات، إلى تلاميذه الطلاب فى مدينة بريمن الألمانية التى يعيش فيها.
وأشار إلى أنه يقضى جولة سياحية بين المدن المصرية لنحو أسبوعين، ينتقل خلالها ما بين القاهرة وأسوان والأقصر والغردقة، موضحاً أنه فضل الإقامة بأحد الفنادق البيئية فى قرية غرب سهيل النوبية لما تتمتع به من سياحة بيئية لا مثيل لها فى العالم، موجهاً الشكر للأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل والذى قدم له ولأطفاله هدايا تذكارية تعكس صورة أبوسمبل السياحية.
رافق السائح الألمانى فى جولته السياحية بمحافظة أسوان، المرشد السياحى سامى صالح، والذى أكد لـ"اليوم السابع"، أنه سعيد بردود أفعال الأجانب السائحين وانطباعاتهم عن مصر، معلقاً: لسنا بحاجة إلى توضيح الوضع السياحى فى مصر ولكن السائحين الأجانب لمسوا ذلك من خلال تنقلاتهم بين المواقع السياحية المختلفة التى زاروها بكل سهولة ويسر.
وأضاف المرشد السياحى، أن السائحين الأجانب زاروا معبد أبوسمبل واستمتعوا بمشاهد الحضارة المصرية العريقة الموجودة جنوب مصر، ولم يبالوا بالمسافات البعيدة التى قطعوها لزيارة هذا المعلم السياحى البارز، مشيراً إلى أن بعض الأجانب ومنهم عائلة السائح الألمانى المعلم، تلقوا هدايا تذكارية من العاملين فى الآثار والمرشدين السياحيين بهدف ترك شعور طيب وأثر ملموس فى ذلك.
وفى السياق، أكد حسن عبد القادر، أمين عام غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر بمحافظة أسوان، أن الغرفة سجلت تحرك الأفواج السياحية لزيارة معابد أبوسمبل صباح الخميس، وهناك نحو 6023 سائح تحركوا عبر الحافلات البرية والأتوبيسات السياحية إلى مدينة أبوسمبل، موضحاً أن الوفود الأجنبية تضم جنسيات: "أسبانية وإنجليزية وسويسرية وكندية واسترالية ومكسيكية وأمريكية وغيرهم".
ومن جانبه، أكد الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن منطقة آثار أبوسمبل، تسعى لتقديم المساعدة للسائحين وتسهيل دخول الزوار الأجانب إلى المعبد وتوفير سيارات جولف لكبار السن وغيرهم، لنقلهم من بوابات الدخول إلى ساحة المعبد، وتقديم المساعدات الأخرى التى تعكس راحة السائح واستمتاعه بزيارة المعالم الأثرية للحضارة المصرية العريقة.
وأوضح "مسعود"، أن أنظار العالم، تتجه إلى مدينة أبوسمبل لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد رمسيس الكبير، وهى الظاهرة الفريدة التى تتكرر مرتين كل عام فقط 22 أكتوبر و22 فبراير، ويتابعها آلاف السائحين من شتى أنحاء العالم.