بدء جنى محصول الذهب الأبيض.. سعر القنطار يتخطى الـ 9 ألاف جنيها

بعد عودة زراعة القطن المصرى من جديد بمحافظة الشرقية، تحولت الحقول إلى لوحة جميلة بيضاء تزين بمحصول الذهب الأبيض، وعادت مع زراعته ذكرى أغنية يا قطن يا حرير يا حزام أبو إسماعيل" التى تتغنى بها عاملات اليومية أثناء موسم الجنى، فمع بزوغ فجر يوم جديد تستيقظ عاملات اليومية لخروجهن من بيوتهن إلى الحقول الزراعية للعمل فى جنى محصول القطن، فى مشهد يومي اعتدنا عليه طوال موسم حصاد الذهب الأبيض خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، سعيا وراء لقمة العيش بالحلال

 

 

وقال عدد من الفلاحين إن نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، واهتمام القيادة السياسية بالمحالج  وتطويرها ورفع كفائتها، كان سببا فى عودة زراعة القطن من جديد، وذلك بعد قيام الشركة القابضة للغزل والنسيج بإعلان منظومة جديدة لتسويق القطن يتم خلالها بيع القطن بالمزاد العلني بين شركات الأقطان، والذي شهد تنافسا شرسا بين تلك الشركات، ومنذ تلك اللحظة أيقن مزارعو القطن أهميته ومدى الجدوى الاقتصادية والأرباح التي يحققها فازداد الإقبال على زراعته.

 

ويقول المهندس حسين طلعت وكيل وزارة الزراعة بالشرقية مدير عام الزراعة، أنه تم زراعة 43 ألف و500 فدان بمحصول القطن هذا العام، بتقاوى منتقاة من صنف جيزة 94 الذي يتميز بالنمو الثمري عن الخضري وغزارة ثماره وملائمته للظروف الجوية ومقاومته للأمراض بالإضافة إلي نضجه مبكرا عن الأصناف الأخرى، علاوة علي تحقيقه إنتاجية مرتفعة، موضحا أن هذا الصنف مطلوب في الأسواق العالمية، منوها إلى تجهيز 26 حلقة تسويقية لتجميع القطن من المزراعين، منوها أنه تم جنى 12 الف فدان جنية أولي بنسبة تفتيح 70%.

 

ومن جانبه قال المهندس أشرف طه نصير مدير عام الزراعة، إن زراعة محصول القطن بدأت في منتصف شهر أبريل، وتستمر حتى منتصف مايو ولم يسمح بالزراعة بعد هذا الموعد لتجنب الآثار السلبية للزراعات المتأخرة متمثلة في ضعف الإنتاجية وزيادة احتمالات الإصابة بالآفات نتيجة تعرضها لموجات الحر المتتالية، منوها، أنه قد انتشرت زراعات القطن في المراكز الشمالية بالمحافظة، وهى الحسينية ومنشأة أبوعمر وصان الحجر واولاد صقر وكفر صقر وأبو كبير وديرب نجم وبلبيس ،وذلك لخصوبة التربة وتوافر الظروف المناخية الملائمة لزراعة القطن هذا علاوة علي وقوعها في نهايات الترع واكتساب المزارعين في تلك المناطق خبرات موروثة عن آبائهم بقدرتهم علي تحقيق أعلى إنتاجية، ولتحفيز المزارعين علي سرعة زراعة القطن في المواعيد المحددة تم توفير البذور المنتقاة والمبيدات المدعمة في الجمعيات الزراعية وإجراء الحرث العميق تحت التربة وتسوية الأراضي بالليزر بسعر رمزي وتطهير المصارف والمساقي الرئيسية والفرعية.

 

فيما أوضح المهندس أشرف الدمرداش مدير عام الإرشاد الزراعي، أنه تم عقد العديد من الندوات الارشادية بنطاق القرى المنزرع بها محصول القطن، لتبصير المزارعين بأفضل طرق زراعة القطن والمقننات المائية والأسمدة لكل فدان وكذلك تقرر اعداد حقول إرشادية تتراوح مساحتها ما بين فدانين و5 أفدنة لتكون بمثابة نماذج زراعة الذهب الأبيض يقوم خلالها أساتذة مراكز البحوث الزراعية والإدارة المركزية للإرشاد الزراعي بتطبيق الطرق المثلي للزراعة لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان كما تقرر تكليف 2000 مهندس ومشرف زراعي للإشراف على زراعات القطن منذ بذر البذور حتى جني المحصول وتشكيل لجان من إدارات المكافحة والمتابعة والإرشاد الزراعي للمرور الدوري علي زراعات القطن لاكتشاف أي إصابات مبكرة بالافات الأولية ولطع دودة ورق القطن، ولتطبيق خطة متكاملة لمكافحة.

 

 

وأوضح مدير عام الإرشاد الزراعي، أنه تم نشر مصائد وسط الزراعات لرصد فراشات ديدان اللوز وتحديد نسبة الإصابة بها ورشها علي الفور، كما تم إجراء الصيانة اللازمة لمعدات وآلات الرش، موضحا أنه تم رش زراعات القطن بدءا من شهر يوليو بالمبيدات الوقائية ولثلاث مرات متتالية، وسوف ينطلق موسم جني محصول القطن ، ويحقق الفدان زيادة في الإنتاجية عن العام الماضي من المنتظر أن يصل متوسط إنتاج الفدان من 9 إلي 12 قنطارا بزيادة قنطارين عن العام الماضي.

 

ومن جانبه قال المهندس أحمد العساس مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالشرقية، أن رئيس مجلس الوزراء أصدر قرارا بتحديد بداية فتح المزاد هذا العام بسعر 5500 الف جنيه لقنطار القطن طويل التيلة، على غرار العام الماضي كان بداية فتح المزاد 3000 جنيه، فيما قد يتخطى سعر القنطار 9000 جنيه، وهذا يضمن للمزارع الشرقاوى هامش ربح عالى هذا العام من محصول القطن، منوها أن هذا القرار يأتى فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة المصرية، وكذلك من باب حرص الدولة على تشجيعها ودعمها للفلاح المصرى فى ظل ما يمر به العالم من ظروف دقيقة، والعمل على تعزيز منظومة الزراعة التعاقدية، منوها أن سعر القنطار فى أول مزاد علني بالفيوم حقق سعر مجزى جدا للفلاح