بالفيديو والصور.. «أفراح» المصريين عادات توارثها الأجيال..«شوارع الدلتا» ينافس سمسمية القناة.. «جرينوف المنيا» مقابل حق الرباية فى سوهاج..و«أراجيد النوبة» فى مواجهة معركة «سيوة» ودلكة «حلايب وشلاتين»

الخميس، 28 يناير 2016 05:07 م
بالفيديو والصور.. «أفراح» المصريين عادات توارثها الأجيال..«شوارع الدلتا» ينافس سمسمية القناة.. «جرينوف المنيا» مقابل حق الرباية فى سوهاج..و«أراجيد النوبة» فى مواجهة معركة «سيوة» ودلكة «حلايب وشلاتين»
هشام صلاح ـ ماهر مندى

تختلف عادات وتقاليد الزواج فى محافظات مصر، بعضها يعتبر عاديًا والبعض الآخر قد يراه البعض ضربًا من الجنون.

وفي الوقت الحالي تظهر مجموعات الشباب في رقص جماعي وفردي وكذلك العروسان، ويعبر الرقص عن البهجة والسعادة، ويظهر ذلك في بعض السيدات من كبار السن خاصة الجدات، اللاتي يرقصن فرحًا بزواج أحفادهن، وكذلك الرقص البلدي أو رقص الفلاحين، وهو رقص تؤديه النساء في الأفراح.

أما في الصعيد فهناك الفنون الحركية، في مباريات التحطيب والرقص بالعصا كتعبير عن الفتوة والمهارة، وذلك وفق التقاليد المتوارثة.

ومن أحد معالم الأفراح في مصر «رقص الغوازي» اللاتي كن يمثلن معلمًا للأفراح في القاهرة والدلتا والصعيد، وتشير بعض الدراسات إلى أن الغوازي كن ينتشرن أساسًا من جنوب مصر، وكانت تكثر تجمعاتهن في إسنا والأقصر وقنا وجرجا وإدفو، وكن يرقصن بمصاحبة المزمار والرباب، أما في الشمال فكانت تجمعاتهنفي قرية سنباط، وكن يرقصن بمصاحبة آلات الإيقاع، أما غوازي بلقاس فكن يرقصن بمصاحبة الآلات النحاسية التي تشبه فرقة حسب الله المعروفة بالقاهرة.


"صوت الأمة" رصدت تقاليد وعادات الزواج في محافظات، وعلى الرغم من دخول بعض التقاليد الحديثة، إلا أن التقاليد والأعراف القديمة ما زالت متبعة بين العائلات في كثير من المحافظات.


شوار الدلتا.. مواكب للتفاخر

في قرى الريف المصري، في دلتا النيل فى مصر، تبدأ طقوس الزواج عادة، قبل ليلة الزفاف ببضعة ايام، حيث تتم دعوة الاهل والجيران لمشاهدة اثاث عش الزوجية، الذي يسمى "الشوار" او "الجهاز"، عند نقله في عربات مكشوفة من منزل اهل العروس الى "شقة الزوجين الجديدين التي غالبًا ما تكون في منزل اسرة العريس".

وفي المسافة بين المنزلين، وهي مسافة غير بعيدة في معظم الاحيان، يسـير "موكب التفاخر" هذا ببطء شديد تحيط به العشــرات من الرجال والنساء والاطفال، وفوق سطوح المنازل على النوافذ يصطف الذين لم يتسع لهم الشارع، حيث تنطلق الزغاريد والاهازيج الخاصة في هذه المناسبة، وبعد ان تصل عربات "الشوار" الى مقصدها، ينخرط المدعوون والمتطفلون في مجموعات تنشغل كل منها في تقويم "الجهاز" من حيث جودته وفخامته وتكاليفه، وما اذا كان افضل من جهاز ابنة «فلان او علان» من اهل القرية.



أفراح السامر والسمسمية

أما المجتمعات البدوية المصرية فتتميز باحتفالات السامر، التي تقام للترحيب بالضيوف واحتفالات الأعراس، ويشكل الرقص عنصرًا أساسيًا من مكوناتها، وهو ما يتجلى في "سامر الدحية" والسحجة والواحات البحرية، وتتميز منطقة قناة السويس بالرقص كعنصر مهم في سامر الضمة واحتفالات السمسمية، سواء في السويس أو الإسماعيلية أو بورسعيد.


عشاء الفيوم لرد الشبكة

في قرى مركز إطسا بالفيوم، تصطحب العروس العائلة كلها وأولاد أعمامها أثناء شراء العريس للشبكة، التى تحدد بعدد جرامات معين، لا يقل عن مائة جرام، ومن الممكن أن تزيد وتصل إلى ثلاثمائة جرام ذهب.


وفى قرى مركز سنورس، يقوم والد العروس بعد شراء الشبكة، بزيارة أهل العريس في منزلهم، مصطحبا معه خروف وخضار وفاكهة وجوال دقيق وجوال أرز، ليعطيهم لأهل العريس فيما يعرف بـ”رد الشبكة” أو بـ”العشاء”.


أفراح الشاى بالترامادول والجرينوف

وتختلف عادات الزوج من مركز لآخر بمحافظة المنيا، وأحيانا بين قري المراكز، ففي بعض القرى يصر الأهالي حتى الآن على أن يكون الزوج من نفس العائلة، خاصة إذا كان جميع أبناء ابن العم أو الخال من الإناث.

وهناك اشكال عديدة لعقد حفل الزفاف بين أهالى محافظة المنيا وسط عادات وتقاليد اعتاد عليها ابناء المحافظة فعند القبائل العربية تحتفل بطابع خاص فتجل من الافراج غرزة لشرب المواد المخدرة وبين اطلاق النار أمام فى المدن واهل الحضرتة تجل من حفل العرس جلسة سمر وود بينهم وتبدء الحفل بالقران الكريم لجب البركة والنفحات خلال تلك اليوم ففى القرى تطبق نفس عادات البدو والقبائل العربية فى اطلاق النار وانتشار توزيع الخمور والحشيش والاقراص المخدرة.

يقول الحاج أحمد زهران، من ابناء محافظة المنيا، كل ما يتم فعلة فى الافراح يخالف شرع الله بل هناك ظاهرة ثابتة تزدات خلال تلك الايام وهى انتشار توزيع المواد المخدرة فى الافراح من حشيش واقراص مخدرة واضاف انه العرس فى التسعينات كانت تختلف عن تلك الايام كانت الاهالى تحتفل بالطلب والزغاريد قبل الفرح بخمس أيام فضلا عن تطبيق العادات والتقاليد وتواصل صلة الرحم فى تلك المناسبات.

وأضاف علاء مندى، انه يشاهد الكثير والكثير فى الافراح هناك من يضع الاقراص المخدرة مثل «التامول» فى الشاى والذى يعد أحد المشروابت فى الافراح.



تكون حنة العروسين أمام منزل كل منهما وبعيدة عن الأخرى، وإذا كانا أقارب فتقام الحنة أمام منزل العريس، وعند قرب انتهاء يوم الحنة وغالبا ما ينتهي على الثانية أو الثالثة صباحا، تعجن الحنة وتزين بزينة وشموع، ويحملها الشباب ومعهم العريس ويطوفون جميع شوارع القرية، وبعدها يُحن العريس والعروس بيد أحد أقاربهما، وترسم العروس الوشم أو أشكال علي يدها، ونادرا ما يرى العريس عروسته يوم الحنة.



وفي “الصباحية”، يذهب جميع أقارب العروس من السيدات وأصحابها، ومعهم الأرز باللبن، الذي يوزع على الضيوف، وثالث أيام الزفاف يسمي بـ”يوم الفطير” لأن أهل العروس يجهزون الفطائر ويقدمونها للعروسة، ولكن بعض القرى ألغت هذا التقليد وترسل للعروسة تليفزيونا بدلًا من الفطائر، وكل يوم خميس بعد أسبوع من الزفاف، يقوم أهل العروس جمعيهم بإرسال الزيارات للعروسة.


تحطيب وذهب أسيوط

وفي قرى أسيوط، غالبا ما يختار أهل العريس أو أمه العروس لابنها، فلا يفضل أن يكون الشاب علي علاقة بالفتاة قبل الخطوبة، أما في المدن، فأحيانا ما تكون هناك معرفة بين العروسين أو زمالة في دراسة أو عمل، ويكون للفتاة رأي قاطع ولا يضغط أحد عليها.


وتختلف الشبكة حسب الوضع الاجتماعي والعائلي، فيؤكد أحد بائعي الصاغة، أنه في إحدي قري أسيوط يكون الذهب عبارة عن ربع كيلو أو نصف كيلو، وهي كثيرة جدا، وهناك البعض يطلب 150 جرام، وهم الفئة الثانية، أما الفئة الأقل فقد يصل الأمر إلي سبعة آلاف جنيه أو أكثر، وقد يتم بيع الذهب بعد الزفاف برضاء الزوجة من أجل التجارة للزوج أو شراء نواقص بالمنزل لم يكن لديهم القدرة علي إكمالها.

ويمتاز الريف بوجود مزمار بلدي ورقص الخيول، وبالطبع إطلاق الأعيرة النارية، ومع لعب الحطب، وتقديم عروض مبهرة.

وفي اليوم التالي للحنة وهو يوم الزفاف، تشتهر القري بتقديم واجب الغداء ويتم دعوة الأقارب والأهل بداية من الظهيرة، ويتم دبح أو شراء لحوم لإطعام الأهالي، بخلاف الحضر فيكون وقت تنسيق وإعداد للفرح داخل إحدي القاعات أو النوادي العامة.

حق الرباية وعلبة سوهاج

وما زال أهالي بعض القرى في سوهاج يشترطون شراء كميات كبيرة من الذهب، تصل إلى أكثر من مائة جرام.


وتلتزم بعض القرى مثل “العرابة، ونجع الدير، وأدفا، وأولاد عزاز” بما يعرف بـ”العشاء”، وهو مبلغ مالى يدفعه العريس لأهل العروسة لتكاليف العشاء ولصنع مخبوزات الزفاف، مثل الكعك والبسكويت وتبدأ من خمسة آلاف جنيه، وهو أقل اتفاق للعشاء وحتى 15 ألف جنيه.

وتنتشر فى بعض قرى مركز جهينة مثل النزة ما يسمى بالعلبة، وهى مبلغ مالى يتفق عليه أهل العروسين ويقدم من العريس للعروسة، ويحدد وفقا لحالة العائلتين الاجتماعية ومكانة العروس ومستواها الثقافى والمادى، ويكون بحد أقصى عشرة آلاف جنيه، ويكون لشراء الأجهزة الكهربائية واحتياجات العروس، ويلتزم أهل جهينة بهذه الحالة، بل إن كثيرا من الزيجات لم تكتمل بسبب الاتفاق على قيمة العلبة بين الطرفين.



وتشتهر بعض قرى مدينة أخميم بعادة تشارف على الإنقراض، وتسمى “حق الرباية”، وهو مبلغ مالى يدفعه العريس لوالد العروس، تعويضا عن تربيته لها، وتحدد وفقا لمكانة الفتاة الاجتماعية.

سلاح قنا

وفى قنا “المندرة والدوار وساحة العائلة” هي أبرز الأماكن التي يجتمع فيها أهل العروسين من الرجال للتعارف، أما منزل العروس فهو مخصص للسيدات، وذلك في أيام التقدم أو الخطوبة.

وتتوقف كمية السلاح التي توجد فى الأفراح على الحالة المعيشية لأصحاب الفرح، والعلاقات الاجتماعية لهم، حيث يتباهي الأهالي بضرب النار.



حكاية اللبن والبيضة

وتختلف عادات وتقاليد الزواج فى قرى ومراكز محافظة الأقصر، ففى قرية قبلى قامولا بمركز القرنة لا يوجد مهر، والمقدم يكون عبارة عن 25 قرشا، والمؤخر يكون على حسب الاتفاق، أما الشبكة فتكون على حسب حالة العريس المادية.


وهناك من يقدم اللبن للعروسين يوم الزفاف، وقبل دخولهما إلى منزلهما، وهناك من يقدم بيضة للعروسة قبل دخولها المنزل حتى تضغط عليها بقدمها، وذلك اعتقادا منهم أن ذلك يجعل الزوجين يعيشان بحب طول الحياة.



اراجيد النوبة

وتلقى احتفالات الزواج في النوبة اهتمامًا متزايدًا في الثقافة النوبية، وتمثل فرصة للقاء وتكريسًا للعادات والتقاليد النوبية، والأفراح هناك عامرة بالرقص الذي يتخذ أشكالًا وأنواعًا تتباين بين الرقص الجماعي الذي يشارك فيه كل الحاضرين نساءً ورجالًا، فعند الفادجا نجد ما يعرف بدور الأراجيد، وعند الكنوز نجد رقصة الهولا التي تتميز باستخدام الكف، كما يتميز العبابدة بما يعرف بالتربلة.

وعلى رغم ان الطابــع الريفي يغلـب على بيــئة منطقة النــوبة فــي اقصى جــنوب مصر، الا ان طقوس الزواج فيها تتميز بسمات تختلف عن تلك السائدة في المناطق الريفية الاخرى، فيوم الحنة هو للرجال والنساء معًا، حيث يتم نقشها على الكفوف والاقدام في اشكال فنية بديعة بعد ان ينخرط الجميع في الرقص والغناء لساعات عدة على انغام موسيقية ذات جذور افريقية.

واثناء الرقص المتواصل والذي يسمى "أراجيد" تغيب العروس عن الانظار من حين الى آخر لتعود في كل مرة بفستان جديد. وكلما تنوعت فساتينها وكثرت، كلما دل ذلك على ثراء اسرتها.


الفرح المعركة فى سيوة

اما طقوس الزواج في واحة سيوة فتبدأ في بيت العروس بعد ان يخطبها العريس مباشرة. حيث تعلق الزينات وتقام الولائم لسبعة ايام متصلة، وفي تلك الاثناء يقوم العريس بطلاء منزله باللون السماوي ويشتري "الشبكة" وملابس جديدة للعروس.

وفي الليلة السابقة ليوم الزفاف ليلة الحنة تتجمع صديقات العروس في بيتها، ويقمن بنقش يديها وقدميها.

ويوم الزفاف تبدأ مراسمه منذ الصباح باقامة وليمة ضخمة لابناء القبيلة تحت اشراف اهل العريس، وبعد صلاة العصر ترتدي العروس احسن ملابسها، وتفك ضفائرها الصغيرة بمساعدة قريباتها اللاتي يصحبنها الى "عين ناموس" وهي احد فروع النبع الذي كانت تستحم فيه الملكة كليوباترا.

وتقضي التقاليد في سيوة بان تخلع العروس عند استحمامها في "عين ناموس" كل ملابسها عدا قميص ابيض ضيق.

وبعد ان تفرغ العروس من الاستحمام يجب عليها ان تذهب لزيارة مقام "سيدي سليمان" وهو من السلف الصالح للصلاة والدعاء قبل غروب الشمس، لتعود بعد ذلك الى منزلها وتبقى وحيدة في حجرة موصدة ممنوع على اي امرأة غير متزوجة الاقتراب منها.


وبعد صلاة العشاء يستحم العريس مع اصدقائه في المكان نفسه الذي استحمت فيه العروس، وقبل انتصاف الليل بقليل يتحرك ركب من منزل العريس الى بيت العروس فلا يستقبله احد باستثناء العروس الجالسة بمفردها وسط حجرتها.

فتقوم سيدات الموكب بتضفير شعرها الى 99 ضفيرة، ثم يغادرن المنزل ويأخذن الحنة والكحل لتزيين العريس. ثم يخرج ركب آخر من منزل العريس يضم اخواته المتزوجات وخالاته وعماته للذهاب الى منزل العروس. فيجدونها في غرفة مليئة بالمدعوين وهي ترتدي ثوب الزفاف الابيض المشغول من الحرير، والمطرز بعدد كبير من الازرار المصنوعة من اللؤلؤ والمكسوة بالاصداف، والتي تعرف باسم "عين الشمس".

وهذه الاصداف، حسب اعتقاد اهل سيوة، تقي من الحسد وتحت الثوب الابيض ترتدي العروس سروالًا فضفاضًا طويلًا، وحزامًا عند الوسط اطرافه مطرزة بخمسة الوان من الخيوط الحريرية، بينما تضع قدمها في حذاء خفيف مصنوع من جلد الماعز المصبوغ.

وعندما يحاول اهل العريس اصطحاب العروس يتصدى لهم اقاربها وتحدث معركة مفتعلة بين الطرفين يتدخل فيها كبار الشيوخ لفك الاشتباك لصالح العريس، فيخرج الركب من بيت العروس الى حيث يستقبله العريس، ولتبدأ مراسم الاحتفال بالرقص والغناء.


دلكة حلايب وشلاتين

وفي حلايب وشلاتين، في اقصى الجنوب، يبدأ يوم الحنة منذ الصباح باعداد الدلكا وهو طحين يعجن بالماء والروائح ثم يتم انضاجه على نار هادئة حتى يتحول الى اللون البني وتدهن به النساء جسم العروس ثم يزال بعد ان يجف، و"الدلكا" تقوي الجلد وتجعله ناعمًا.

وفي المساء ترتدي العروس ثوبا مميزا يسمى "اللادو" وتجلس في مكان مستقل تحيط بها صديقاها، اما العريس فيحمل في هذا اليوم لقب "الامير" ويرتدي حلة مميزة تسمى "الجونك" تعلو صدرها تمائم تقي من الشرور والحسد، ويظل في كوخه المصنوع من سعف الدوم حتى تأتيه العروس في اليوم التالي بصحبة ثلاث وصيفات.

ويظل العريس لمدة اربعين يوما يصطحب عروسه الى كوخ اسرتها. عند الفجر ليعود ويصطحبها الى كوخه عند الغروب، وفي نهاية هذه المدة تنحر الذبائح. وترجع جذور هذه العادة الى قدماء المصريين اذ لم يكن مسموحا للعروسين في ايام زواجهما الاولى بالخلوة الا في حضرة إله الخير والتناسل والذي كان يرمز اليه بالقمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق