أكد وزير الخارجية سامح شكري، الخميس، اعتزاز مصر بالعلاقات مع فرنسا التي تعد استراتيجية على أسس العلاقات التاريخية الممتدة، مشيرا لوجود ارادة سياسية حقيقية توثيق العلاقات بين البلدين ومواجهة التحديات التي تواجه البلدين، موضحا أن الوزيرة الفرنسية التقت الرئيس السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات في كافة المجالات.
وأوضح وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظريته الفرنسية كاترين كولونا بقصر التحرير، أن المباحثات تطرقت لسبل تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والقضايا الاقليمية في الشرق الأوسط وليبيا، متقدما بالتعازي لليبيا والمملكة المغربية جراء الاعصار والزلزال التي ضرب البلدين.
لفت وزير الخارجية إلى أن المباحثات تطرقت للوضع في الساحل والصحراء والوضع في سوريا والعراق، مؤكدا وجود توافق في الرؤى للتوصل بين مصر وفرنسا للوصول لحلول للمشكلات التي تواجه المنطقة، معربا عن تطلع مصر الكامل لتعزيز وتوثيق التعاون مع فرنسا في القطاع الثقافي والتعليمي، موضحا أن المشاورات ستكون مستمرة بين البلدين، معبرا عن تطلع مصر لزيارة لوزير خارجية فرنسا ايمانويل ماكرون إلى مصر.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على أهمية العلاقات المصرية الفرنسية، متوجهة بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على الاستقبال، حيث جرت مباحثات مشتركة حول عدد من المجالات، مشيدة باستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره في مكافحة ظاهرة تغير المناخ، موضحة أن مصر شريك مهم واستراتيجي لفرنسا وأوروبا، لافتة إلى أن مصر وفرنسا يمكن أن تعملان بشكل يساهم في انعكاس ذلك إيجابيا على منطقة المتوسط، لافتة إلى أن مصر قوة إقليمية وقوة اعتدال وتسعى للحلول، مشيدة بدور مصر في محاولة إرساء الاستقرار والسلام فى المنطقة وتحديدا بالشرق الاوسط، مشددة على أن فرنسا ستظل شريك لمصر في إطار التعاون المشترك.
وأشارت وزيرة خارجية فرنسا إلى وجود تحديات وتوترات أخرى يبقى أن يتم مواجهتها بين مصر وفرنسا بشكل مشترك، موضحة أن هناك تداعيات كبيرة للحرب الأوكرانية على كافة دول العالم، مؤكدة أن نتائج الأزمة الأوكرانية الروسية لها تداعيات في ارتفاع الأسعار وخاصة الطاقة وتأثير ذلك على الآمن الغذائي، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر لتحقيق الأمن الغذائي، داعية الجانب الروسي لوقف الحرب فى أوكرانيا وضرورة ضغط الدول لتحقيق ذلك.
أشارت الوزيرة الفرنسية أن بلادها تقدر التحرك المصرى الداعم لفرنسا لتوفير الغاز والطاقة العام الماضي، متوجها بالشكر والتقدير لمصر ودورها الكبير في المنطقة، لافتة إلى أن العلاقات السياسية ممتازة وأيضا على الصعيد الاقتصادي وهناك شركات عدة تستثمر في مصر، موضحة ان فرنسا تشارك في دعم مصر بمشروع مترو الأنفاق، مشيرة لزيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عندما كان يشغل منصب رئيس وزراء فرنسا، لتدشين خط مترو الأنفاق، مضيفة "نحن ممتنون لكم واقول ذلك بدون مواربة على دعمنا العاجل بالغاز العام الماضي دون تأخر".
فيما أكد وزير الخارجية وجود رغبة مشتركة لتعزيز التعاون بين مصر وفرنسا، موضحا ان العلاقة الاقتصادية مميزة وحجم الاستثمارات الفرنسية كبير، مشيرا إلى أن اجتماع باريس منذ أشهر تناول قضية الخروج من الأزمة الاقتصادية ومنها تخفيف الديون واصلاح عمل المؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن فرنسا تستطيع أن تحفز هذا الامر من خلال دعمها لمصر في المؤسسات الدولية وعضويتها في الاتحاد الاوروبي، لافتا إلى أن الحوار سيبقى قائم بين القاهرة وباريس خلال الفترة المقبلة لبحث سبل تطوير العلاقة بين البلدين.
فيما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية إن فرنسا مستعدة لدعم مصر في حوارها في المؤسسات الدولية ومرافقتها في ذلك لحل الازمة الاقتصادية، موضحة أن بلادها على استعداد على الحوار حول موضوع الديون، لافتة إلى أن فرنسا مستعدة لزيادة الاستثمار في البلاد.
على جانب آخر، أكد وزير الخارجية أن اجتماع وزراء خارجية دول جوار السودان في تشاد تهدف لمعالجة الازمة والاتصال على المستوى السياسي، موضحا أن مصر وفرنسا تتطابق الرؤى في أهمية وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق الحوار الوطني بين كل مكونات الشعب السوداني، مشيدا على ضرورة وضع خارطة طريق في المستقبل لمعالجة الأزمة، جاء ذلك ردا على سؤال اليوم السابع حول خطة العمل التي وضعتها دول جوار السودان في اجتماع تشاد لمعالجة الأزمة السودانية وإيجاد حل لها.
أوضح وزير الخارجية أن دول جوار السودان، مشيرا إلى خارطة الطريق التي أطلع عليها قادة الدول سيتم مناقشة آلية تنفيذها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفا الاجتماع بالهام جدا في ظل وجود ضرورة ملحة على أهمية التنسيق بين الآلية مع المجتمع الدولي في هذا الصدد.
فيما شدد وزير الخارجية على ضرورة أن يكون هناك تنسيقيا بين آلية دول جوار السودان مع الدول الاخرى والأطراف الفاعلة ومنها مجموعة الايجاد ومنصة جدة، موضحا أن لكل منهم القدرة للتعامل مع القضية لتحقيق الهدف المشترك.
على جانب اخر، أكد وزير الخارجية أن مصر تستورد 10 مليون طن من القمح بصورة تعتمد بشكل كبير على القمح الروسي، مشيرا إلى أن المواد الغذائية الاخرى كانت تعتمد مصر فيها على اوكرانيا ، مشددا على أهمية توفير الامن الغذائي للشعب المصري وقد وفرت اوكرانيا وروسيا احتياجات الشعب المصري من القمح والمواد الغذائية، موضحا ان مصر رحبت باتفاق الحبوب وايجاد ممر من البحر الأسود وكانت مصر تتطلع بأن توفي هذه المنظومة احتياجاتها، معربا عن أمله أن يكون هناك نهاية للحرب والتوصل لاتفاق حل الازمة الروسية الاوكرانية سياسيا.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تبذل جهودا لحل الأزمة الأوكرانية -الروسية فهي عضو في مجموعة الاتصال العربية التي زارت روسيا وأوكرانيا، لمعالجة الأزمة وايجاد حل لها وبحث سبل تخفيف العبء عن دول أوروبا بتوفير احتياجاتها من الطاقة والأسمدة، مضيفا "ستظل في انتهاج سياسة تدعم الحلول السياسية والدبلوماسية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة."