دينا الحسيني تكتب: 57 عاما على إعدامه والإخوان لم يتعلموا الدرس.. سيد قطب مفتى الخراب والدم
الأربعاء، 30 أغسطس 2023 05:30 م
57 عاما مرت على إعدام سيد قطب، وما زالت الجماعة الإرهابية التي تلطخت أيديها بدماء الأبرياء، تحرص طوال الوقت على عدم الاعتراف بارتكاب الجرائم، ولا تزال تتهرب من جرائمها الدنيئة بحق المصريين بعد 30 يونيو وساروا على نهج كبيرهم الذي علمهم العنف سيد قطب الذي اعترف على نفسه في كتاب "لماذا أعدموني" أنه رصد نشأة التنظيم وفكرة ضرب القناطر الخيرية وإغراق القاهرة وغير ذلك من الجرائم، لكن الإخوان يصرون على أن سيد قطب بريء، وكأن أفعال الإخوان، حتى لو كانت إجرامية، هي أعمال بطولية من وجهة نظرهم ولا تستحق الاعتذار.
ويعتبر عدم اعتراف الجماعة الإرهابية بخطئها مبدأ عاما وعقيدة ثابتة لها، والدليل على ذلك أنها لا تعترف بأن كل من يعدم من الإخوان قاتل، بل تسميه في كل مناسبة شهيدا، وتدعي أن النظام أعدمه ظلما، كما ادعت على النظام بعد إعدام سيد قطب أنهم قتلوه، وفي التخطيط لاغتيال جمال عبد الناصر، واغتيال النقراشي، واغتيال الخازندار، رأى الإخوان أنهم يقومون بعمل بطولي، وليس جريمة.
الجماعة التي تحيي ذكرى إعدام قطب، وتصر على وصفه بـ"الشهيد"، لا تزال تستجمع أفكاره الدموية من مجاهل التاريخ لتعيد توظيفها في الوقت الحاضر، من خلال تقديمها على شكل مبادئ وتوجيهات، وتجاهلت هذه الجماعة أن سيد قطب يعتبر رأس الفتنة والإرهاب وأول من بحث في العمليات الإرهابية، والعنف الممنهج بأفكاره السامة، الذي طرحه في كتابه الملغم "معالم في الطريق"، وهو الكتاب الأبرز الذي تتخذه الجماعة الإرهابية مرجعا، لتبرير عملياتها الدنيئة.
لم يتعلم الإخوان الإرهابيون من دروس الماضي، ولم يحاولوا الاستفادة من التجارب التي مروا بها، والتي مرت بها الأمة بأكملها منذ إعدام مرشدهم ، وهو ما يعكس إصراراً معلناً وليس خفيا على اتباع أفكاره الدموية، استناداً لكتاب سيد قطب "معالم في الطريق ،والذي يُعد دستور التكفيريين، قال فيه:" إن المجتمع المسلم حالياً مجتمع جاهل"، وفي كتابه بعنوان " في ظلال القرأن" قال صراحة: "أن المسلمين الأن لا يجاهدون وذلك لأن المسلمين اليوم لا يوجدون"، إذ يرى قطب من وجهة نظره أن بيوت مصر غير مسلمين حتى ولو نطقوا "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وبالتبعية مساجد مصر مساجد جاهلية وهذا يفسر لماذا نفذت الجماعة الإرهابية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة عملياتهم الخسيسة التي طالت المصلين في المساجد وكان الحادث الأشهر تفجير "مسجد الروضة "، وبالتالي المواطن العادي في الشارع والضباط والحكام كفار من وجهة نظر أبناء سيد قطب إلا من انضم إليهم بخلاف ذلك الدماء المباحة.
وكان التنظيم السري لجماعة الإخوان وحسن البنا نواته الفكر التكفيري لسيد قطب، حيث يعتبر سيد قطب المرجع الأساسي لجميع الجماعات التكفيرية الموجودة حاليا، بدءا بـ "الإخوان وداعش والقاعدة"، وجميع العمليات التي قامت بها الجماعة الإرهابية خلال ثورة 30 يونيو 2013 من الحشد لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مرورًا باغتيال شخصيات مدنية وعسكرية وأمنية، وصولاً إلى تفجير الكنائس وزرع العبوات الناسفة في الشوارع والطرقات.
تناسيت الجماعة الإرهابية عمداً أنه خرج من تحت عباءتها فكر قطبي خالصاً ، تحت اسم حركة "حسم" لتكمل لبنة أفكار قطب، ولعبت الحركة الدور الأخطر كجناح عسكري مسلح ويدها التي تقمع كل من يخالف رأي الجماعة، التي لا تزال تحلم بالعودة إلى الساحة السياسية في مصر من جديد، وظهرت بعملياتها الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، عندما قرر المصريون عزل الإخوان عن الحياة السياسية ورفضوا إبقائهم في السلطة، فاتخذ قيادات جماعة حركة حسم المسلحة عدة مسارات منذ تأسيسها لاختراق الأجهزة الأمنية لتسهيل تحركات العناصر الإرهابية وأنشطتها العدائية، إلا أن الأجهزة الأمنية سرعان ما علمت بهذا المخطط.
لاتزال الإرهابية تنفذ خطة معلنة أقرها قطب وهي خطة :" رد الاعتداء على الحركة الإسلامية القائمة على شل حركة الدولة المصرية، وتدمير منشآتها وبنيتها التحتية واغتيال قادتها ونسف محطات الكهرباء، وبمراجعة ما حدث من 30 يونيو، وحتى الأن نجد أن الجماعة الإرهابية طبقت أفكار قطب، وكان هدفهم الأول والأخير خلال الاعتصامين المسلحين برابعة والنهضة هو إثبات فشل النظام وعدم قدرته على الإدارة ، ومن هنا خرجوا بمظاهرات وأطلقوا الشائعات خاصة فيما يخص عمليتي فض اعتصام رابعة والنهضة من قبل الأجهزة الأمنية وخاصة أنها تمت تحت مراقبة دولية إلا أنهم روجوا شائعات عن سقوط شهداء من صفوفهم برصاص الأمن على خلاف الحقيقة، وهكذا احتكمت الجماعة الإرهابية لخطة رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التي أقرها قطب خلال تعاملهم مع الدولة المصرية إبان الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم محمد مرسي العياط وجماعته الإرهابية.