"أمن قومي واحد".. مصر تجدد موقفها الثابت تجاه السودان وأهله

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 06:46 م
"أمن قومي واحد".. مصر تجدد موقفها الثابت تجاه السودان وأهله
الرئيس السيسى ورئيس مجلس السيادة السودانى
دينا الحسيني

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، بمدينة العلمين الجديدة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وشهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل، وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مشيرا إلي موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

وفي كلمة القاها البرهان من القاهرة ظهر اليوم، وجه رئيس مجلس السيادة السوداني، التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي، والحكومة المصرية والشعب المصري على استضافة الشعب السوداني بمصر، قائلا: "أوجه التحية على استضافتهم الكريمة للشعب السوداني، واستضافتهم لنا اليوم".

على مدار عقود لعبت مصر والسودان أدواراً استراتيجية في الملفات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التحديات الأمنية سواء تلك المٌتعلقة بأمن الحدود أو الأمن المائي، إذ تتشارك القاهرة والخرطوم في كافة التحديات الأمنية والجيوسياسية باعتبارهما شقين لوطن واحد تجمعه روابط وأواصل تاريخية لم يستطع أحد على مر العصور النيل من قوتها، وسبق وأن أكد الرئيس السيسي أن أمن واستقرار السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

أما على الصعيد الشعبي، تحظى العلاقات بين شعبي البلدين بترابط منذ قديم الأزل منها المصاهرة، والاندماج تحت راية حكم واحد، وفي العصر الحديث سبق وأكد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن مصر مصالحها العُليا تتحدد بثلاث دوائر خارجية، العربية والإسلامية والإفريقية، ومن هنا تتضح الأهمية الكبرى للسودان بالنسبة لمصر لكونها تقع في كافة تلك الدوائر، هذا بخلاف كونها دولة حدودية مع مصر أمنها من أمن مصر والعكس صحيح.

في فترة أراد فيها الشعب السوداني التغيير وتحرك من أجل ذلك بدأ من نهاية 2018 لم تكن القاهرة في موقف المتفرج مع تصاعد حدة الأحداث، بل أكدت في العديد من المناسبات على مساندتها كل ما يقرره الشعب السوداني لمستقبل بلاده، وبلورت رؤيتها الصادقة من خلال محاولات حثيثة للتقريب بين وجهات نظر الأطراف السودانية، وتهيأت المناخ السياسي للحوار السوداني - السوداني على أرض القاهرة بإستضافة كافة الأطراف السودانية دون تدخل.

منذ ذلك الحين وبدأت مرحلة جديدة يزداد فيها الإدراك المصري السوداني بوحدة الأهداف والمصير ووجوب التنسيق لتجنُب أية سيناريوهات غير مرجوه، وهو ما تُرجم على أرض الواقع من خلال زيارات متبادلة رفيعة المستوى بين الطرفين، من بينها زيارات لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان ونائبة محمد حمدان دقلوا واستهدفت تلك الزيارات تعزيز التعاون بين  شعبي وادي النيل في المجالات كافة ودون أي استثناءات.

كما تُعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي السودان دليلاً على عمق العلاقات المصرية السودانية وحرص السيسي بأن تكون أول جولة خارجية له عقب  إعادة انتخابه لولاية ثانية إلى السودان الشقيق، حيث قام بـ 6 زيارات إلي الخرطوم، كما كانت السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى أيضاً والتي تضمنت الجزائر وغنيا الإستوائية.

لطالما كانت مصر والسودان دولتين مؤيدتين للسلام في مختلف القضايا والأزمات لكن ذلك لا يغني عن تدريبات عسكرية مشتركة يجريها الطرفين بشكل شبهه دوري من بينها "نسور النيل 1،2"، والمعروفة باسم " حماة النيل" إيماناً منهما بأهمية القوة في الدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية أياً ما كانت.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق