"جيهان السادات" جزء من تاريخ مصر... نموذج ملهم للمرأة الناجحة
الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 07:10 م
السيدة "جيهان السادات" اسم يحمل الكثير من تاريخ مصر، فهي المرأة التي شاركت الرئيس الراحل محمد أنور السادات مسيرته الرئاسية والعائلية على مدار 32 عاماً.
وجيهان أول زوجة رئيس مصر تخرج للعمل العام وتشارك في إنشاء المشروعات الخيرية كالوفاء والامل ومشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة وعدلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية وساهمت في تغيير ثقافة الرئيس الراحل باعتبارها فتاة لام إنجليزية وأب يعمل بالتدريس الجامعي.
"كنت في الخامسة عشر من عمرى وقبلت دعوة لقضاء عطلة مع قريبة لى في السويس، حينها التقيت لأول مرة بضابط مطلق سراحه من السجن حديثا في عام 1948 ، كان وطنيا متحمسا يسعى لإخراج الانجليز من مصر، وكان له دور بارز ضمن مجموعة الضباط الأحرار، والداى كانا متخوفين من علاقتى بضابط أفرج عنه حديثا صارحتهما بنيتى للزواج منه، تزوجته وعمرى 16 عاما، وبدأنا سويا رحلة لا تنسى.. رحلة استمرت لأكثر من 32 عاما".
في مثل هذا اليوم 29 أغسطس 1933 ولدت السيدة جيهان رؤوف صفوت المعروفة باسم جيهان السادات لأب مصري وأم إنجليزية، حصلت على ليسانس الآداب بجامعة القاهرة وماجستير في الأدب المقارن ثم الدكتوراه، وقامت السيدة جيهان السادات بالتدريس بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية وعملت أستاذًا زائرًا ببعض الجامعات في الولايات المتحدة.
إنها جيهان السادات إحدى أهم سيدات مصر في التاريخ المعاصر والتي كان لها دور بارز ووطني للغاية في مختلف القطاعات، فهى امرأة مصرية وطنية خالصة، وكان لها دور سياسي واجتماعي سطر اسمها في التاريخ بأحرف من نور، فكثير منا لا يعلم أنها أول من أنشأت مرفق لتأهيل المحاربين المعاقين، وكذلك دور أيتام ملحق به كما أنها أنشأت في عام 1967 جمعية تعاونية في قرية تالا، بمحافظة المنوفية التي ينتمي إليها زوجها، حتى تتمكن الفلاحات من الحصول على درجة من الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن من خلال تعلم الحرف اليديوية.
وضربت "السادات" مثلا يحتذى به فى المسئولية خلال حرب أكتوبر عام 1973، إذ ترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري، وكانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب.
كان للراحلة دور مجتمعي للغاية وقدمت مردودا شهد له المصريون والتاريخ على حد سواء، لدرجة أن زوجة الرئيس الألماني قالت لها في لقاء شهير جمع بينهما: "ما تفعلينه جعل لنا دور مهم في العمل المجتمعي"، وفى الأدب حدث ولا حرج إذ كان لها اثنان من أهم المؤلفات، وهما كتاب «سيدة من مصر» وهي تحتوي على مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات ، وكتاب «أملي في السلام» نشر في عام 2009 وهو يمثل تحليل ورؤي سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي.
رحلت السيدة جيهان السادات عام 2021 وكان لها طلب من الرئيس السيسى قبل وفاتها بأن يسمح لها بأن تدفن بجوار الرئيس السادات عند النصب التذكاري وبالفعل تم دفنها بجوار رفيق عمرها، ونعتها رئاسة الجمهورية ببيان قالت فيه (قدمت نموذجًا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخى في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامة فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة)، وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي حينها إقامة جنازة عسكرية لها وقام بمنحها وسام الكمال وأطلق اسمها على محور الفردوس.