بعد رصد حالتين داخل مصر.. الصحة تكشف تفاصيل جديدة حول متحور «أي جي 5»

السبت، 26 أغسطس 2023 06:00 م
بعد رصد حالتين داخل مصر.. الصحة تكشف تفاصيل جديدة حول متحور «أي جي 5»
التطعيم ضد كورونا- أرشيفية
أحمد سامي

- لقاحات كورونا حاصرت المرض.. والعمل على تطويرها لتكون أكثر قوة في مواجهة المتحور الجديد
 
لا يزال فيروس كورونا المستجد ومتحوراته مثيرا للقلق والاهتمام من قبل السلطات الصحية سواء داخل مصر أو خارجها، فمع ظهور متحور "اي جي 5" عادت التحذيرات مرة أخرى من تهاون الشعوب في ارتداء الكمامات وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية، وبدأت وزارة الصحة إطلاق التحذيرات والتأكيد علي أن الدولة تتخذ كافة الإجراءات الاحترازية، بعد ظهور أول حالتين للمتحور الجديد داخل مصر، ويأتي ذلك استمرارا لدورها الذي بدأته منذ انتشار الفيروس  عام 2019 والمجهودات التي بذلتها في إطار السيطرة علي فيروس كورونا والتي مكنتها من عدم انتشاره علي نطاق واسع بالإضافة الي القدرة علي توفير الأدوية واللقاحات التي حمت صحة المصريين مقارنة بأقوى الدول التي لم تستطيع توفير الحماية الكافية لمواطنيها وتدهورت فيها الأمور بشكل سريع.
 
وفي إطار المتحور الجديد "أي جي5 " أعلنت وزارة الصحة  اكتشاف اول حالتين للمتحور الجديد داخل مصر، وتتابع الوزارة الموقف الوبائي للفيروسات التنفسية، بما فيها كوفيد-19، من خلال منظومة رصد قوية تشمل الترصد الروتيني للأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة للحالات المترددة على العيادات الخارجية أو المحجوزة في المستشفيات، ومن خلال المواقع ، كما أنه يتم فحص التسلسل الجيني للعينات المؤكدة معملياً لمرض كوفيد -19 بمعامل الصحة العامة المركزية بشكل مستمر، لمتابعة ظهور المتحورات الجديدة.
 
وأعلنت منظمة الصحة رسميا انتهاء حالة الطوارئ العامة المرتبطة بكورونا، ثم عادت بعد أسبوع وأعلنت ظهور متحور جديد مثير للاهتمام، لكنه لا يشكل تهديدا على الصحة العامة، وتراقب حاليا العديد من الدول متحورات فيروس كوفيد-19، منها 3 متحورات مصنفة على أنها مثيرة للاهتمام وهي (XBB.1.16 ، XBB.1.5 ، EG.5)، وستة متحورات أخرى مصنفة أنها تحت المراقبة، مشيرا إلى أنه على المستوى العالمي، لا يزال "XBB.1.16" هو المتحور الأعلى انتشارًا، حيث تم الإبلاغ عنه من إجمالي 101 دولة منذ ظهوره، وتمثل نسبة انتشاره 25,2% من بين جميع المتحورات الأخرى خلال الأسبوع الوبائي 29 في الفترة من 17 إلى 23 يوليو 2023.
 
من جانبه، كشف الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، تفاصيل عن المتحور الجديد واعراضه قائلاً:" يتميز بسرعة الانتشار ولا يصيب سوى الجهاز التنفسي العلوي، وتشمل أعراضه ارتفاعا في درجة الحرارة وآلام في الجسم والزور، وضعف وتكسير وكحة مستمرة، وشعور بالألم عند البلع أو الحديث فضلا عن سيلان بالأنف والصداع، فالمتحور الجديد أكثر انتشارا، لكنه ليس أقوى ولا يسبب عبئا أكثر على المصابين به، مشيرا إلى أنه من عائلة أوميكرون ومتحور فرعى منه، ويمكن التعايش معه.
 
وأكد رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ، أن الفيروسات التنفسية جزء منها التطور ومن الطبيعى تحور فيروسات التنفس وليس غريبا الاستماع إلى تحور جديد من فيروس كورونا، قائلا: خرجنا من الجائحة ولكن في قلق من المتحورات ولكن ليس هناك أي دليل أنه أشد خطورة حتي الآن، محذرا أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وانه يجب عليهم الحذر من المتحور الجديد لكورونا واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة.
 
وأوضح حسني، أن الأمصال التي حصل عليها المواطنون حاصرت المرض، وهناك تطوير لها لتكون أكثر قوة في مواجهة السلالات المختلفة والمتحورات الجديدة، وليس المهم اسم اللقاح المطور ولكن الأهم وجود لقاحات تواجه المتحورات التي تطرأ من وقت إلى آخر، مؤكدا أن اللقاحات متوفرة وهناك لقاحات أخرى سيتم توفيرها مع الموسم الجديد للمرض، وتابع: اللقاح الخاص بكورونا سيكون سنويا لكل المواطنين، وهناك بعض الشركات تخطط لأن يكون كل من لقاحا الانفلونزا وكورونا في لقاح واحد يمنح سنويا للمواطن، ويتم تطوير أكثر من 8 لقاحات حاليا لمواجهة المتحورات التي انبثقت عن المتحورات الأساسية.
 
وقال استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، الدكتور أمجد الحداد، أن ظهور المتحورات  أمر طبيعي ومتعارف عليه فمنذ ظهور متحور اوميكرون وانتهاءه ظهرت متحورات فرعية من خلاله وجميعها كانت قيد الاهتمام والمتابعة المستمرة من قبل منظمة الصحة العالمية، ولم يكن هناك أي متحور مثير للقلق، ولكن جميع المتحورات مثيرة للاهتمام، محذرا كبار السن من التواجد في أماكن التجمعات أو عدم ارتداء الكمامة لحمايتهم. 
 
وتابع "الحداد"، أن أغلب المتحورات لم تحدث انتشار سريع بنسبة كبيرة مثلما حدث مع المتحور الجديد "Eg5"  والذي كان القلق منه بسبب سرعة انتشاره والهروب من المناعة لذلك وضعته الصحة العالمية من ضمن الفيروسات المثيرة للاهتمام، ولكنها لم تضعه في نسبة الخطورة، ولا نستطيع أن نقول أنه مثير للقلق خاصة لعدم توفر دراسات أو ابحاث تكشف مدي خطورته أو أنه أكثر ضرارا من اوميكرون ولكنه مثير للاهتمام.
 
وعن الوضع في مصر فأوضح حداد، أنه غير مقلق بالمرة فالدولة تقوم بدورها في تطبيق الإجراءات الاحترازية بالإضافة لتطبيق منظومة اللقاح بشكل جيد جدًا فهي توفر التطعيمات وتقيم حملات بالمجان لأخذ جرعات تنشيطية من اللقاحات وبالتالي مع الاستمرارية في أخذ لقاح كورونا والإنفلونزا منذ بدء فصل الشتاء سيكون هناك انتشار ولكن لن يصل إلى درجة وبائية خطيرة.
 
وفي نفس السياق قال الدكتور كريم مصباح عضو مجلس نقابة الأطباء، أننا نعاني في شهر أغسطس وسبتمبر من نزلات البرد بسبب التكييف والمراوح وارتفاع نسب الرطوبة، مشيرًا إلى أننا لا نستطيع التفرقة بين البرد وبين كورونا، خاصة مع التحورات التي حدثت في الفترة الأخيرة حول العالم لأن كورونا أصبحت أقرب لدور البرد، بمعنى أن الأدوار المنتشرة أغلبها دور برد.
 
وأضاف مصباح، أنه لا قلق من المتحور الجديد حتى الآن، وعدد الحالات المصابة به قليل، على عكس فيروس «كوفيد-19»، الذى كان يشكل خطراً كبيراً، لأنه كان فيروساً جديداً على المناعة البشرية، وانتشر بسرعة هائلة، ولكن المشكلة تكمن في انخفاض مناعة الجسم والتي تحول هذه الفيروسات إلى التهابات تؤثر بالسلب على صحة الجسم، مشيراً إلى أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض المناعة هم فئة كبار السن لإصابتهم بأمراض مزمنة كالسكر وأمراض القلب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة