مقتطفات من مقالات كتاب الصحف.. مرسي عطا الله: سقوط أعداء الدولة.. محمد بركات: الدعاوي المشبوهة فشلت في ذكرى الثورة.. عنبة: معرض الكتاب سوق الثقافة العربية
الخميس، 28 يناير 2016 10:30 ص
سلط عدد من كبار كتاب صحف القاهرة، اليوم الخميس، الضوء في مقالاتهم على عدد من الموضوعات المهمة، كان على رأسها الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وافتتاح الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
فتحت عنوان "سقوط أعداء الدولة"، أكد الكاتب مرسي عطا الله - في عموده "كل يوم" بصحيفة "الأهرام" - أن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير جاءت لتؤكد مجددا أن المصريين يميلون للاعتدال والوسطية ولا يستجيبون لدعوات التهييج والرغبة في إثارة الفوضى مهما تكن درجة التباين في الرؤى الأيديولوجية أو الانتماءات الفكرية.
وقال عطا الله "الكل بات مدركا من دروس السنوات الخمس العجاف أن الملاذ الآمن لكل الفئات والتيارات هو وجود الدولة ورسوخها لأن البديل ليس خطرا داهما فحسب، وإنما هو كابوس مخيف ومرعب مازالت دول شقيقة ومجاورة تعانى من إزعاجاته المتواصلة عاما بعد عام".
وأوضح أنه ليس معنى ذلك أن اعتدال المصريين وميلهم إلى الوسطية يمثل تفويضا على بياض لأجهزة الدولة، وإنما يعنى ارتضاء الشعب لقواعد الحساب المتعارف عليها في حال حدوث أية تجاوزات تمارسها السلطة خارج إطار الدستور والقانون من خلال الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور للسلطات الرقابية والتشريعية، وفى مقدمتها مجلس النواب.
وأكد الكاتب، في ختام مقاله، أن الذكرى الخامسة شهدت سقوطا مريعا لأعداء الدولة الذين أمضوا الشهور والأسابيع الأخيرة في التحريض بدعوى أن الشعب مهيأ لموجة ثورية جديدة في هذه المناسبة، قائلا "فلما صفعهم الشعب المصري تحولت شاشات الدوحة وإسطنبول إلى ما يشبه مآتم العزاء والرجوع إلى الخلف اضطرارا بالقول بأن الثورة لا تندلع في يوم محدد ولا في ميدان بعينه متناسين كل الهراء الذي نطقوا به مهددين ومتوعدين.. ويا حمرة الخجل التي افتقدوها في اليومين الأخيرين بعد أن صفعتهم إرادة المصريين المنتصرة للدولة المصرية".
وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان "التحرك للأمام" قال الكاتب محمد بركات "كانت الدعاوي الساقطة والمشبوهة تنادي من خلال أبواقها المسمومة، بأن يكون يوم 25 يناير، يوما للتهجم على الشرطة وإشاعة الفوضي والعنف وعدم الاستقرار في البلاد، فإذا بالشعب يحتفل بشرطته وحماة أمنه، ويترحم على الشهداء منهم الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر وشعبها".
وشدد بركات على ضرورة الانتباه إلى حقيقة مؤكدة، وهي أن الجماعة الإرهابية، كانت ولازالت تسعي بكل الحقد والكراهية أن يكون ويبقي يوم 25 يناير يوما للعنف والتخريب وذكري لإشاعة عدم الاستقرار والقلق والخوف في نفوس المصريين، ولكن إرادة الله ووعي الشعب أحبط ما كانوا يسعون إليه.
وأضاف "لابد ألا ننجرف وراء ما يريدون، ولا يجب أن نظل أسري الخوض في قضايا جدلية وخلافات مفتعلة يحاولون جرنا إليها وسقوطنا فيها، على شاكلة افتعال خلاف بين أنصار الخامس والعشرين من يناير، وأصحاب الثلاثين من يونيو.. وهو ما لن يفيد أحدا سوي أعداء مصر وشعبها".
واختتم محمد بركات مقاله بالقول "لابد أن نتحرك للأمام ونسعى بكل قوة لبناء مصر المستقبل ونتوقف عن النظر للخلف، والاستغراق في الجدل والخلاف".
وتحت عنوان "معرض الكتاب.. سوق الثقافة العربية"، قال فهمي عنبة رئيس صحيفة "الجمهورية" - في عموده "كلام بحب" - "إن افتتاح المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة لمعرض الكتاب في دورته الـ47 فرصة لاستعادة قيمة الكتاب ولتشجيع القراءة التي استعاض عنها معظم الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي والحصول على المعلومات من الكمبيوتر عبر الإنترنت واستخدام الأجهزة الإلكترونية بدلا من صفحات الكتب الورقية التي لا تعادل متعة قراءتها أي متعة أخرى".
ورأى عنبه أن المواطنين ابتعدوا عن القراءة في السنوات الأخيرة، لذلك أصبحت المعلومات العامة ضعيفة جدا عند الغالبية ويتضح ذلك من الامتحانات والمسابقات التي تجري لخريجي الجامعة لطلب الوظائف، خاصة في الجهات التي يتطلب العمل فيها قدرا من الثقافة والمعلومات.
وأوضح أن أهمية معرض الكتاب تزداد بوجود العديد من الأنشطة وتحول أيامه إلى منتدى فكري وثقافي يتحاور فيه الجمهور العادي مع السياسيين والمفكرين والاقتصاديين وأساتذة الاجتماع وعلماء النفس وأصحاب المواهب والاختراعات والابتكارات.. ويتناقش من لهم فكر سياسي أو اجتماعي مع من يختلف معهم.. مما يثري الحياة ويتم تبادل الرؤى والأطروحات.. وبهذا يكون سوق الثقافة منبرا موازيا للبرلمان يزيد من قدرة الناس على التعبير وصولا إلى حرية الرأي والفكر والديمقراطية.
وأضاف عنبه أن من خلال 560 نشاطا ثقافيا في 14 موقعا بالمعرض يلتقي الشباب في حلقات نقاشية ويتحاور الأدباء مع أصحاب الروايات ودواوين الشعر، وتعرض مسرحيات وأمسيات غنائية تكتشف فيها العديد من الأصوات الجديدة الجميلة التي تؤكد أن هذا الشعب "ولاد"، كما يتم تكريم الكاتب الراحل جمال الغيطاني بنشر أعماله الروائية وعقد ندوات عن مشواره الأدبي والجوائز التي حصل عليها ليكون قدوة للمبتدئين في القصة والرواية.
وشدد على ضرورة الاستفادة من أيام معرض الكتاب في تخفيض أسعار الكتب والمراجع والموسوعات، وكذلك أعمال التراث حتى تنتشر بين الأجيال الجديدة لكي تقرأ، مشيرا إلى أن الأجيال الماضية كانت محظوظة عندما كانت أمهات الكتب والمترجمات العالمية تباع بخمسة قروش ليس بخمسين جنيها مثل الآن.
واختتم مقاله قائلًا "أجعلوا الثقافة متاحة للجميع انشروا الكتب وافتحوا قصور الثقافة في المحافظات، وأقيموا الأمسيات والندوات الشعرية والفنية التي تقدم الأعمال المحترمة لننقذ شبابنا وأطفالنا من ثقافة الإرهاب أو الإنحطاط التي تنتشر هذه الأيام".