دينا الحسيني تكتب: مطروح تضع الساحل الغربي على خريطة التنمية وقبائلها ظهير وطني للأمن القومي
الثلاثاء، 15 أغسطس 2023 09:35 م
يظل ملف التنمية الشاملة والمستدامة أحد اهتمامات القيادة السياسية المصرية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي سعت منذ توليها المسؤولية في عام 2014، إلى صياغة مفهوم جديد للتنمية في مصر يشمل جميع المحافظات على حد سواء ويقضي على سنوات التهميش التي مرت بها المحافظات الحدودية.
محافظة مطروح من المحافظات الحدودية التي تشهد في الفترة الأخيرة طفرة غير مسبوقة في التنمية في كافة القطاعات والمجالات، وزارها الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة بعد 30 يونيو2013 ، والتقى بعمد وشيوخ القبائل ، واستمع إلى رؤيتهم لتنمية المنطقة الغربية وقدموا أفكارا لتعزيز روح الانتماء ومواجهة التحديات الأمنية على الحدود ومواجهة الفكر المتطرف من خلال توفير فرص عمل لشباب المحافظة بإطلاق مشاريع وطنية تجذب الاستثمار وتفيد أبناء المحافظة، وشبكة طرق جديدة تربط المدن بالمحافظة من الداخل، وتربطها بباقي المحافظات الأخرى>
فضلاً عن مطالب بتمكين المرأة بمطروح ومنحها فرصة المشاركة في صنع القرار ورسم ملامح المستقبل، لتلقى مطالبهم استجابة فورية من الرئيس الذي أكد لهم أن الدولة تقدر دورهم في المنطقة الغربية في الحفاظ على الأمن القومي، ووجه الحكومة بالإسراع في التنفيذ، ومتابعة المسئولين خطوة بخطوة لمراحل تنفيذ كل هذه المشاريع، لتصبح مطروح الآن واجهة العالم نحو الساحل الغربي لمصر.
اتخذت حكومة الجمهورية الجديدة خطوات جادة نحو تنمية الساحل الشمالي الغربي، ووضعت مخطط تنمية النطاق الساحلي حتى عمق 4 كيلو متر لتتخطى هذا العمق فيما بعد، ويشمل المخطط إنشاء تجمعات جديدة وربطها بالطرق الإقليمية المقترحة واستصلاح الأراضي اعتماداً مياه الأمطار والمياه الجوفية، إنشاء مدينة العلمين الجديدة كبوابة تربط بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وتمثلت أبرز الأهداف الاقتصادية لتنمية الساحل الشمالي الغربي في تحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع لا يقل عن 12% في العام، وتوطين مالا يقل عن 5 ملايين نسمة ، وإيجاد نحو 1.5 مليون فرصة عمل، بالإضافة إلى دمج المنطقة في الاقتصاد القومي والعالمي، عن طريق زيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى ذلك المشروع يهدف إلى الارتقاء بالأوضاع الاجتماعية وتحسين الأحوال المعيشية، وكذلك تطوير شبكات البينة الأساسية، وتعزيز علاقات التبادل بين المنطقة والأقاليم المحيطة.
اعتمد الفكر التنموي لهذا المشروع العملاق على الاستخدام الأمثل لكافة الموارد المتاحة كاستغلال ظهير الاستصلاح الزراعي بالمنطقة في إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية ، وإمكانية استصلاح ملايين الأفدنة بالاعتماد على تحلية مياه البحر، ومياه الصرف الزراعي المعالجة بجانب استغلال منخفض القطارة في التنمية المتكاملة، لتشهد المنطقة مشاريع تنموية على طول الساحل الغربي في مختلف القطاعات، بما في ذلك إنشاء محطة الضبعة النووية بتكلفة لا تقل عن 28.5 مليار دولار، إنشاء أول محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في واحة سيوة بقدرة 10 ميجاوات، تنفيذ محور المرحوم علي حميد بمطروح بطول نحو 10 كيلومترات، تنفيذ الطريق الدولي الساحلي إسكندرية مطروح بتكلفة بلغت 810 ملايين جنيه، إنشاء مدينة رأس الحكمة الجديدة، إنشاء فندق الماسة بمدينة العلمين الجديدة.
يستكمل قطار التنمية بالمنطقة ليشمل الساحل الشمالي الغربي من العلمين حتى السلوم، إنشاء متحف الآثار بمطروح لإلقاء الضوء على تاريخ المدينة الحافل على مر العصور، بناء وتطوير عدد من المستشفيات بمحافظة مطروح منها النجيلة والسلوم والعلمين، بناء وتطوير عدد من المدارس في المراحل التعليمية المختلفة، إنشاء جامعة العلمين الدولية، إطلاق المشروع القومي لإنتاج البذور والتقاوي، إنشاء محطة الفرز والتعبئة للمنتجات الزراعية بقطاع قاعدة محمد نجيب.
إجمالاً ، يكتسب المشروع أهمية كبيرة من كون المنطقة بها جميع موارد وعناصر التنمية الموزعة في عموم الجمهورية ، حيث تتركز في مكان واحد وهو الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي، في زمن قياسي كانت الدولة على العهد وعلى قدر المسؤولية أمام أهل مطروح الذين أشادوا بما شعروا به من جدية الدولة في التعامل مع مطالبهم وسرعة تحقيق آمالهم في رسم ملامح المستقبل لأبنائهم.