«في رحاب آل البيت».. إعادة الطابع التاريخي والروحاني لمساجد وأضرحة آل البيت بخطة تطوير شاملة

السبت، 12 أغسطس 2023 06:00 م
«في رحاب آل البيت».. إعادة الطابع التاريخي والروحاني لمساجد وأضرحة آل البيت بخطة تطوير شاملة
كتبت- إيمان محجوب ومنال القاضى

- مؤسسات الدولة تنفذ التوجيهات الرئاسية بترميم وتجديد المقامات والأضرحة وتطوير الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لها

- الانتهاء من أعمال ترميم مسجدى الحسين والسيدة نفسية.. وقرب الانتهاء من تجديد السيدة زينب 
 
الثلاثاء الماضى، انضم مسجد السيدة نفسية إلى قائمة مساجد آل البيت، التي حرصت الدولة المصرية على أن يشملها التطوير الشامل، بعدما عانت من الإهمال لفترات طويلة، وبدأت عملية التطوير بمسجد الحسين، الذى تكلف 150 مليون جنيه، ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية، حيث شملت خريطة التطوير مساجد « الحسين، السيدة فاطمة النبوية، السيدة رقية، السيدة سُكَينة، السيدة حورية فى بنى سويف، سيدنا على زين العابدين، السيدة زينب، السيدة نفيسة، سيدنا أحمد البدوى بطنطا».
 
وحرصت الدولة المصرية علي تطوير مساجد آل البيت النبي يعكس حب الشعب المصري وقيادته السياسية للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام الذي أضاءوا مصر بأنوارهم المحمدية، كما انه تجديد عهد لهم ووفاء لحبهم لمصر وشبعها الطيب ومباركتهم ارضها بقدومهم الشريف، عندما اختارت السيدة زينب بعد فاجعة كربلاء أن تكون مصر مآوي لمن تبقي من ذرية آل محمد لتنير ارجاء المحروسة بقدومها الشريف، ومعها فاطمة بنت الحسين، وعلي زين العابدين رضي الله عنهم- ؛ فاستقبلها والي مصر وأهل مصر استقبالًا عظيمًا، لم يسبق له مثيل، حيث فرحوا كثيرا بقدومها، وذلك حبًا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبركًا بنسبها الشريف.
 
وفى 24 يوليو 2021، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً مع عدد من المسئولين، تم خلاله استعراض سير العمل في جهود ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، حيث وجه الرئيس السيسى، بأن يتم تطوير هذه الأضرحة بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تمشياً مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، جنباً إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع.
 
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضى، أعمال تطوير وترميم مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، ورافقه السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، حيث تفقد أعمال تطوير المقصورة بالمسجد، وقام بتأدية الصلاة فيه، وعقب ذلك استمع الرئيس السيسي لتلاوة آيات من القرآن الكريم، وفي كلمته أعرب سلطان طائفة البهرة بالهند السلطان مفضل سيف الدين، عن شكره للرئيس السيسي، وعن سعادته للمشاركة في افتتاح أعمال تطوير وترميم المسجد.
 
كما أعرب السلطان مفضل سيف الدين عن سعادته لقيام الرئيس السيسي بمنحه وشاح النيل؛ لما تمثله هذه البادرة الكريمة من تعزيز الروابط ومتانة العلاقات المتميزة التي تجمع بلاده بجمهورية مصر العربية على مدار أعوام، موجها شكره وتقديره لجهود أجهزة الدولة المصرية المتعددة، وخاصة جهود وزارة الأوقاف، وكذلك جهود القوات المسلحة لعمارة بيوت الله.
 
وعقب ذلك، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشكر لطائفة البهرة؛ للمساهمة في أعمال تجديد مقامات آل البيت، مؤكدا أن الدولة المصرية تتبنى خطة لتطوير القاهرة التاريخية، ورحب الرئيس السيسي بسلطان البهرة، مشيدا بمساهمته في تطوير أضرحة آل البيت، وأضاف أنه يتم حاليا العمل على تطوير مسجد السيدة زينب؛ تمهيدا لافتتاحه، في إطار خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية.
 
بدوره، أهدى سلطان طائفة البهرة، الرئيس السيسي كتاب الله (مصحف)؛ للتعبير عن امتنانه وطائفة البهرة للجهود العظيمة التي يقوم بها الرئيس السيسي في أعمال تطوير مساجد آل البيت. عقب ذلك، تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة سلطان طائفة البهرة بالهند، أعمال التطوير والترميم لمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بعد افتتاحها.
 
وقال الرئيس السيسى "إن أعمال التطوير بمسجد السيدة زينب جارية تمهيدا لافتتاحه، في إطار خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية"، وأضاف "تحركنا ونعمل في مناطق مثل منطقة عرب اليسار.. هدفنا التطوير مثل ما قمنا بعمله في منطقة مجرى العيون وغيرنا الواقع الصعب، الذي كان يتواجد هناك.. نتحرك في إطار خطة نتمني من الله سبحانه وتعالى أن نوفق فيها"، وأعرب السيسي عن شكره لرئيس طائفة البهرة باسمه وباسم كل المصريين على مساهمتهم التي دائما تكون عنوانا للمحبة والمودة، قائلا "إن طائفة البهرة المتواجدة في مصر تعيش وسط أهلها بمنتهى الود والاحترام والتقدير، وهذا ما لمستموه خلال تواجدكم على أرض مصر".
 
من جانبه، أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن اعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة مصدر فخر لمحافظة القاهرة التي شهدت خلال 9 سنوات طفرة غير مسبوقة في كافة القطاعات، ولاسيما قطاع احياء تراث القاهرة واستعادة قيمتها العظيمة على خريطة السياحة العالمية، فالقاهرة تضم على أرضها درر من كنوز العمارة الاسلامية التي تميزها عن سائر عواصم العالم، لافتاً إلى أن اعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة شملت تطوير مقصورة المسجد، والضريح والمنطقة المحيطة، وكذلك رفع كفاءة الميدان وكافة الشوارع المحيطة بالمسجد والمؤدية له ، فضلا عن تحسين صورة الهوية البصرية عن طريق زيادة المسطحات الخضراء وترميم كافة المباني المحيطة.
 
والسيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، مكانتها عظيمة في وجدان المصريين، الذين خرجوا لاستقبالها يوم 26 رمضان عام 193من الهجرة المحمدية فاحتفل أهل مصر بقدومها واعتبروا دخولها إليهم في ليلة القدر علامة على الفرح والنصر والسعادة، وظل المصريين يترددون على السيدة نفيسة حتى شغلوها عن عبادتها، فقالت لهم: "كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى"، فلما سمع المصريون قولها فزغوا له، وتمسكوا بها، فتدخل الوالي السري بن الحكم، وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه"، فخصص لها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع فقط لزيارتها، لتتفرغ للعبادة باقي الأيام، فقبلت ذلك وبقيت.
 
وفي رجب عام 208 هـ، اشتد المرض على السيدة نفيسة، وظل يشتد حتى لقيت ربها في رمضان  208 هـ بعد أن حفرت قبرها بيديها استعدادًا لدفنها، وبكى المصريون السيدة نفيسة وحزنوا أشد الحزن لموتها، وقتها قرر زوجها السيد إسحاق المؤتمن أن يدفنها مع السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ونساء أهل البيت في المدينة المنورة، وهم بأن يخرج بجسدها من مصر قبل دفنها، فوجد اعتراضاً كبيراً من المصريين، فجمع المصريون أموالاً طائلة وذهبوا بها لبيت السيدة نفيسة وتركوها لزوجها السيد إسحاق، حتى يرضى ببقائها فيهم، فظل رافضًا، فتركوه في المساء.
 
وفي صباح اليوم التالي، تفاجأ المصريين بموافقته بعد رفضه الشديد، فسألوه لما غيرت رأيك، فقال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي:  "يا إسحق دع نفيسة لأهل مصر ولا تنازعهم فيها، فإن الرحمة تننزل عليهم ببركتها"، فتركها، وتحققت رغبة المصريين.
 
تطوير وافتتاح مسجد السيدة عائشة التي تحمي أهل مصر
 
وكانت بداية تطوير مساجد آل البيت، بمسجد من المساجد التى تعد عنوانا لوحدة الأمة وحب آل بيت الله الكرام وهو مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها، لما «لها من حكاية وود وأمان»، فعندما افتتح عمرو بن العاص مدينة الفسطاط، بنى السور وترك مسجد السيدة عائشة خارج السور، وعندما سئل: لماذا ذلك؟، قال: «السور يحمى مصر، والسيدة عائشة تحمينا".
 
ودائما ما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه اهتمام بالغ بتطوير مساجد آل البيت، وبعث برسالة استراتيجية لتطوير مساجد آل البيت بمصر بالشكل الذى يليق بمكانة آل البيت فى نفوس المصريين والمسلمين، فبدأت مؤسسة مودة بتطوير مسجد السيدة عائشة، ليشمل إعمار ونظافة وفرش وتطوير وتشغيل المسجد.
 
وفي إبريل 2022 افتتح الرئيس السيسي اعمال تطوير وترميم مسجد الامام الحسين رضي الله عنه، حيث اقيمت اول صلاة جمعة في شهر رمضان المعظم بالمسجد الذي شهد حضور المصريين من كل المحافظات لصلاة في مسجد الحسين ابن بنت رسول الله، حيث تم بناء مسجد الامام الحسين في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
ويشمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المقتنيات النبوية.
 
والترميم والتجديد شمل الصالات الداخلية بالمسجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما في ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة فى تطوير المواقع الاثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.
 
من جانبه أكد السيد الشريف، نقيب الأشراف، أن مصر تعيش العصر الذهبي في عمليات تطوير البنية الأساسية، بالإضافة إلى تمتع الدولة بالأمن والأمان والاستقرار، الأمر الذي انعكس على قطاع السياحة بشكل كبير، مشيداً بالتطوير الذي تشهده مساجد آل البيت، وشدد على أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير مساجد وأضرحة آل بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ستزيد الدخل القومي عبر رافد جديد وهو السياحة الدينية، خاصًة من قبل الفئات المحبة لآل البيت من كل دول العالم، والوافدين من الدول الإسلامية التي تأتي خصيصًا لزيارة المعالم السياحية الدينية في مصر.
 
وأشار الشريف إلى أن مصر عيش العصر الذهبي في تطوير البنية الأساسية للمساجد الكبرى ومقامات آل بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويمكن رؤية العديد من النماذج التي تؤكد هذا التطوير بمحافظة القاهرة ومحافظات الصعيد والوجه البحري، مثل شارع الأشراف بمنطقة السيدة زينب الذي يعد نموذجا حيا للتطوير الحقيقي، ومسجد الإمام الحسين والمنطقة المجاورة له، مؤكداً أن الشعب المصري لديه وعي تام بالمؤامرات التي تحاك ضد الوطن، وسيكون الداعم الأول للرئيس عبدالفتاح السيسي للتأكيد على أننا دولة واحدة وأبناء شعب واحد لا فرق بينهم على أرض الوطن، فالجميع يعمل من أجل مصر ورفعتها.
 
من جانبه قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن اهتمام الرئيس السيسى بتطوير مسجد آل البيت، يدل على أن مصر لديها منظومة أخلاقية تسعى للإعلاء من شأنها، لافتاً إلى أن مصر تتبع تلك المنظومة الأخلاقية من القيم والمبادئ حتى في تعاملها مع الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن تطوير المقامات والأضرحة سيساهم في زيادة معدلات الزيارة لها باعتبارها مقصدًا سياحيًا.
 
وأشاد القصبى، باهتمام الرئيس السيسى، بتجديد وتطوير وترميم مساجد ومقامات آل البيت وقطاع المساجد كافة، مشيدا بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي  لمتابعة موقف ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، موجهًا أن يتم تطوير الأضرحة بشكل متكامل مع الخدمات والمرافق المحيطة بمواقعها والطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، مؤكدا  أن المشيخة حريصة على تجديد وتطوير مقامات آل البيت، وأن اهتمام المشيخة تتوافق مع توجيهات الرئيس السيسي بالاهتمام بمساجد آل البيت وأضرحة الأولياء الصالحين في إطار مشروعات متكاملة بالإضافة تطوير الميادين والشوارع.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق