10 سنوات من دحر الإرهاب.. ماذا حققت مصر على مستوى الأمن منذ 2013 حتى الآن؟

الأربعاء، 26 يوليو 2023 06:14 م
10 سنوات من دحر الإرهاب.. ماذا حققت مصر على مستوى الأمن منذ 2013 حتى الآن؟
أرشيفية
دينا الحسيني

منذ عام 2013، كانت مصر على موعد مع عهد جديد من الاستقرار الأمني​، وشهد العالم كله كيف تحولت مصر في غضون سنوات قليلة، إلى واحة من الأمن والاستقرار، قامت خلالها وزارة الداخلية بشن ضربات أمنية حاسمة ضد جميع أشكال الخروج على القانون وتراجع الإرهاب، وضربات مؤثرة ضد تنظيم الإخوان الإرهابي على جميع المستويات، إعلاميا وتنظيميا ، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختلفة في الدولة، ما أدى إلى إحباط المخططات العدائية، ضبط عدد من الشبكات القائمة على نشر الشائعات والتحريض على العنف.

لقد أثبتت الأيام صحة الرؤية المصرية لاستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، ولم يخطئ الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعلن بعد توليه مسئوليته أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، رغم الموقف العدائي لبعض الدول الأوروبية وقت تلك الإجراءات التي اتخذتها مصر لمكافحة الإرهاب، خاصة في سيناء، لكنها أصبحت فيما بعد محل إشادة من تلك الدول نفسها، بعد أن ذاقت هذه الدول مرارة الإرهاب.

اعترفت هذه الدول بنجاح جهود مصر في مواجهة الإرهاب العابر للحدود، ووقعت مع القاهرة اتفاقيات ثنائية لتوحيد قاعدة البيانات وتبادل المعلومات، بشأن تحركات المقاتلين الأجانب وقطع خطوط الدعم والتمويل للإرهاب، ورصد الاتصالات والاجتماعات التنظيمية التي عقدت في بعض الدول الأوروبية للتخطيط لاستهداف أمن الدول، وخاصة بعض الدول الأفريقية مثل مصر والسودان وليبيا، كان التنسيق الأمني ​​بين مصر والدول الأوروبية على مستوى عالٍ.

واجهت مصر التطرف وحدها بعد 30 يونيو 2013، وحذرت من استمرار احتضان بعض الدول للجماعات الإرهابية، وطالبت بتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف ، وتوقعت مخاطر الإرهاب العابر للحدود وأثره على الاستقرار الإقليمي والدولي ، حيث أدى نمو الإرهاب عبر الحدود في السنوات الأخيرة إلى ظهور سلسلة من الهجمات في أوروبا أدى صعود داعش في سوريا والعراق إلى وقوع هجمات كبيرة في العديد من المدن الأوروبية ، فضلاً عن انضمام آلاف المواطنين الأوروبيين إلى داعش .

خاضت الجمهورية الجديدة معارك غير مسبوقة ، أولها ضد أخطر التنظيمات الإرهابية التي عرفها العالم ، وفي مقدمتها جماعة الإخوان ، وواجهت مع المصريين حربًا شرسة لاستئصال الورم السرطاني للإخوان، والثانية خاضته القيادة السياسية أمام المحافل الدولية ليثبت للعالم صحة الرؤية المصرية في ملف الإرهاب، خطر الإخوان على كل البلاد وليس مصر فقط.

في كلمة مهمة ألقاها الرئيس السيسي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد عام 2014، أكد خلالها على ضرورة مكافحة التطرف والإرهاب ، من خلال التعاون الدولي المشترك والمتكامل ، لمواجهة أخطاره في العالم أجمع. ليس في سوريا والعراق ، وأخطر ما أشار إليه الرئيس هو أن الإرهاب ليس داعش فقط، بل الإخوان أيضا وكل التنظيمات المماثلة له، وشدد على أن الإرهاب سيصل إلى الدول التي تعتقد أنها محصنة منه.

على صعيد الأمن الجنائي، شهدت السنوات العشر الماضية نجاحات كبيرة للشرطة المصرية، مما أدى إلى انخفاض معدل الجريمة بنسبة 13.6% مقارنة بعام 2021، بحسب آخر الإحصاءات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية خلال احتفالات عيد الشرطة يناير الماضي، كل هذه الجهود أدت إلى خروج مصر من دائرة الدول الأكثر تضررا من الإرهاب، تراجع ترتيب مصر في النسخة العاشرة من مؤشر الإرهاب العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي لعام 2023، وانخفض معدل العمليات الإرهابية في مصر.

على المستويين الإقليمي والدولي، حققت مصر مكاسب دولية بعد نجاحات مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلاد ، وفي مقدمتها رئاسة مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ورئاسة مصر لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي عام 2016، حرصت عدة دول عربية وآسيوية على الاستفادة من تجربة مصر في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني ​​المشترك مع القاهرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق