«سكر الدايت فيه سم قاتل».. الصحة العالمية تفاجئ الجميع بوضع «الأسبرتام» البديل للسكر الأبيض من مسببات السرطان
السبت، 22 يوليو 2023 06:00 مأحمد سامي
- أطباء يحذرون: المادة تستخدم بكثرة في منتجات الأغذية والمشروبات الغازية.. وتسبب أمراض القلب والقولون
- تحرك برلماني لتوعية المواطنين بمخاطر استخدام المنتجات التي تحتوي على مادة الأسبرتام
- تحرك برلماني لتوعية المواطنين بمخاطر استخدام المنتجات التي تحتوي على مادة الأسبرتام
بديل صحي للسكر الطبيعي.. استخدام سكر الدايت يساعد في انقاص الوزن.. الاسبرتام يساعدك في تحقيق نظام صحي دون أضرار.. عبارات كثيرة ترددها الاعلانات للترويج عن قيمة سكر الدايت وأهميته وقدرته علي التنحيف واعتباره آمن على صحة مستخدميه، لتكن الكارثة التي أثبتتها الدراسات الحديثة بأن سكر الدايت يصيب بالسرطان وبعض أمراض القلب والمخ.
منظمة الصحة العالمية فاجأت الجميع بإدراجها مادة «الأسبرتام» وهي نوع من أنواع السكر الصناعي البديل للسكر الأبيض، ضمن المسببات المحتملة للسرطان، بعد سنوات من استخدامه في حوالي 6 آلاف من منتجات الأغذية والمشروبات على مستوى العالم، ليبقى السؤال الأهم، هل في إمكان الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الوقوف في وجه الشركات الصناعية الكبيرة؟ ولماذا لا يُحظر استخدام «الأسبرتام» في المنتجات الغذائية؟ وهل هناك تحرك داخل مصر للحد من استخدام المنتجات التي تحتوي على تلك المادة؟
ورغم تعارض هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية مع منظمة الصحة العالمية حول وضعها الاسبرتام ضمن المسببات المحتملة للسرطان، إلا أنه كان هناك تحرك للبرلمان المصري لدق ناقوس الخطر، خاصة أن مادة التحلية «الأسبرتام» تضاف إلى آلاف المشروبات الغازية والأطعمة منخفضة السعرات الحرارية، وهو ما يمثل خطرًا محتملا للإصابة السرطان.
وتقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى وزيري الصحة والسكان، والتموين والتجارة الداخلية، بشأن توعية المواطنين بمخاطر استخدام المنتجات التي تحتوي على مادة الأسبرتام، التي تؤثر على المخ مما يتسبب في اضطرابات النوم والقلق والصداع، والصداع النصفي والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى الإصابة ببعض أورام المخ، بالإضافة إلى دورها في ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى تأثيرها السلبي على البكتريا النافعة الموجودة بالأمعاء والتي تنظم عمل الكثير من الإنزيمات وهرمونات الجسم، بالإضافة إلى أن لها تأثيرًا سلبيًا على خلايا الكبد.
وكشف الدكتور أمجد حداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أنه تم اجراء العديد من الأبحاث حول مادة «الأسبرتام» والتي رجحت تسببها في الإصابة بمرض السرطان، مشيرا إلى تواجد هذه المادة في عدد من المواد الغذائية مثل المياه الغذائية «الدايت»، وبعض أنواع المربات وغيرها من المحليات غير السكرية والتي يلجأ إليها البعض في اتباعهم نظام الحمية الغذائية.
وأضاف حداد في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، أن مادة الأسبرتام ليست مسئولة فقط عن الإصابة بمرض السرطان، بل أن العديد من الأبحاث أن تلك المادة تتسبب أيضًا في الإصابة بمرض الشلل في العصب السابع، موضحا أن تأثير مادة «الأسبرتام» هو تأثير تراكمي وليس متولدًا عن تناولها الفوري ولكن مع كثرة تناولها تسبب مشاكل كبيرة في جسم الإنسان.
وحذر رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، من تناول المواد الغذائية "الدايت" والتي تتضمن محتوياتها "الأسبرتام"، وبالتالي فإن الاقتصاد في استخدامها أو عدم استخدامها مطلقا هو الافضل للصحة العامة، لكن على جانب آخر فالسكر الأبيض يعتبر أكثر خطورة من الأسبرتام ويسبب أمراض أكثر وأسرع من المحليات الصناعية واستبدال تلك المواد في هدف التحلية بكميات قليلة من العسل الأبيض الموثوق في مصدره، وأكد حداد، ان الغريب في الأمر أن "الأسبرتام" تناولته العديد من الدراسات والأبحاث منذ سنوات عديدة، ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قد أعطت موافقة من قبل باستخدامه بنسبة ليست قليلة وهي 50 ملج، كما أنه يستخدم بنسبة كبيرة في المشروبات الغازية، مضيفا أن إعلان منظمة الصحة العالمية أن مادة الاسبرتام مسرطنة والتحذير من مخاطر تلك المادة وضع بعض الشركات في موقف صعب لأن هذا الإعلان سيؤثر بالطبع على حجم مبيعاتها.
من جانبه كشف الدكتور كريم مصباح، عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه لا يوجد إحصائيات لحجم استخدام المادة في مصر، لأن تلك المادة موجودة في العديد من الأغذية والمشروبات الغازية وليس الصيدليات فقط، وفي حال إقرار منظمة الصحة العالمية أن الأسبارتام مادة مسرطنة، فإن قرار منظمة الصحة العالمية فيها شبه إلزام تأكيدي بمنع تلك المادة من التداول، لأنها تتعلق بصحة وحياة الناس.
وأضاف عضو مجلس نقابة الأطباء، في تصريح خاص لـ "صوت الأمة"، أن الدراسات التي تمت على تلك المادة أثبتت أن استخدام المحليات الصناعية والمشروبات المحتوية على السكر المكرر بكميات كبيرة مثل مشروبات المياه الغازيه لمده طويله اكتر من ست شهور له علاقة بسرطان البنكرياس وترفع من معدلات الاصابة بأمراض القلب والسكرى من النوع الثانى وقد تؤدى إلى السمنة وزيادة الوزن، مشيرا إلى أن مادة الأسبرتام ثبت أنها تسبب السرطان في حيوانات التجارب مثل الفئران ويسبب سرطان الثدى والجهاز الهضمى، ويسبب أيضا أضرارا في الأعصاب للكبار والأطفال ومادة قد تكون مسرطنة للبشر، وحددت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، الكمية المسموح بها يوميا للأسبرتام، وهي 50 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وهي الكمية المسموح بها وتعتبر آمنة للاستهلاك كل يوم خلال حياة الشخص.
وأكد مصباح، أن الأشخاص الذين يستهلكون منتجات تحتوي على "الأسبرتام" بشكل يومي لديهم خطر مرتين أو ثلاث مرّات أكثر الإصابة بأمراض القلب والسكّري النوع الثاني والسرطان، وبالاستناد إلى هذه التقارير، بدأ الضغط على منظمة الصحة العالمية لاعتبار "الأسبرتام" مُسبّبًا محتملًا للأمراض المذكورة.
من جانبه كشف الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء، أن تصنيف مادة الأسبرتام في احتمالية تسببه في السرطان هو B2، لذا فإن الموضوع غير مخيف بشكل كبير لان اللحوم الحمراء على سبيل المثال تعتبر في تصنيف 2A أي اعلى خطورة من الاسبرتام في التسبب في السرطان، وكذلك اللحوم المعالجة مصنفة في قائمة A1.
وأشار أمين، في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، إلى أن هناك أشخاص يأكلون اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة لكن يخافون من الاسبرتام الذي يعتبر تصنيفه اقل منهم في الخطورة، مضيفا أنه من الافضل عدم الاكثار من الاسبرتام أو عدم الاستخدام من الأساس هو الأفضل للصحة العام، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن السكر الأبيض يعتبر أكثر خطورة من الأسبرتام ويسبب أمراضا أكثر وأسرع من المحليات الصناعية، كما يجب التقليل من اللحوم الحمراء ايضًا، وتجنب اللحوم المعالجة بشكل كامل للحفاظ على صحتك، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية في السنوات الماضية الأخيرة، أصدرت موقفًا مشابهًا حول اللحوم المصنّعة ولم يتغيّر شيء، وما زالت اللحوم المصنعة مستهلكة بشكل عادي، ويجب أن يكون هذا التحذير بمثابة جرس إنذار للمستهلكين لتوخي الحذر عند استهلاك هذه المنتجات التي أصبحت في الآونة الأخيرة تُستخدم في الحميات الغذائية لإنقاص الوزن.
وأكد أمين، أنه من الصعب منع استخدام «الأسبرتام» لأن الصناعة الغذائية ترتكز عليه بشكل كبير في صناعاتها ، وكل ما تعمل عليه منظمة الصحة العالمية هو التحذير من الأضرار دون أي قرار فعلي على أرض الواقع، لذلك على المستهلك الحد من استهلاك هذه المنتجات والتقليل من استخدام السكر الأبيض من خلال اللجوء إلى المحليات الطبيعية.