مدن الجيل الرابع والإسكان الاجتماعي وتطوير للعشوائيات.. المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية "مصر 2050"

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم شهدت مصر، نهضة عمرانية كبيرة، في القطاع العقاري غير مسبوقة علي الرغم من صعوبة وتأزم ذلك الملف، خاصة فيما يخص العشوائيات، فقد احتلت سياسات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتخطيط العمراني أولوية متقدمة في خطة الدولة المصرية منذ عام 2014 وحتى الآن.

 

وتبنت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على مدار السنوات الماضية، منظومة متكاملة تهدف إلى زيادة الرقعة العمرانية بكل مشتملاتها، لتحقيق المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية "مصر 2052"، الذي تبناه الرئيس السيسي، وقد تم تحقيق وتنفيذ جزء كبير منه ، حيث تم مضاعفة المعمور، ليرتفع إلى 14% من المساحة الإجمالية لمصر، وهي المساحة التي يتم العمل بالفعل على تنميتها حاليا، ليتم تتفيد شبكة من الطرق والمحاور لتكون بمثابة الشرايين للربط بين العمران القائم، ومناطق التنمية الجديدة.

 

كما توسعت الدولة في إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي هي بالأساس خطة اقتصادية، وليست خطة للبناء فقط، ليتم أقامة مشروعات بالشراكة مع القطاع الخاص (حوالي 70 مطورا) على مساحة حوالي 15 ألف فدان بمدن الجيل الرابع، بقيمة استثمارات تجاوزت 1.1 تريليون جنيه، حصة الدولة منها 311 مليار جنيه، وتوفر تلك المشروعات أكثر من 200 ألف فرصة عمل، وما كان لحجم تلك الشراكة أن تتم لولا خطة الدولة للتوسع العمراني.

 

المناطق العشوائية غير الآمنة

 

واجهت مصر الكثير، من التحديات خلال حربها علي العشوائيات، ورغم صعوبة ذلك الملف، فق تم القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة بمختلف المحافظات، وبلغت التكلفة التقديرية للمشروعات المنفذة والمخططة لتطوير العشوائيات على مستوى جمهورية مصر العربية، نحو 425 مليار جنيه وتنقسم إلى 3 أقسام الأول هو تطوير المناطق غير الآمنة، أما القسم الثاني يتضمن تطوير المناطق غير المُخططة، وهي المناطق التي نشأت بالمخالفة للقوانين واللوائح المنظمة للتخطيط، حيث نشأت هذه المناطق نتيجة لعدم الوفاء بمتطلبات التنمية العمرانية في المدن والقرى .

 

 

أما القسم الثالث فهو تطوير الأسواق العشوائية، حيث يتم إنشاء أسواق حديثة مُطورة بديلة للأسواق العشوائية الموجودة، ليتم بذلك توفير الحياة الكريمة لقاطني هذه الاماكن ، من خلال 3 أساليب، وهي الدعم لشريحة محدودي الدخل حيث تتحمل الدولة أكثر من نصف قيمة الوحدة من خلال الدعم المباشر وغير المباشر، والمساندة لشريحة متوسطي الدخل، والإتاحة لشريحة الدخل الأعلى، مما يحقق مبدأ العدالة الاجتماعية، من خلال استخدام العوائد المادية في تقديم الدعم لشريحة محدودي الدخل، وتطوير المناطق غير الآمنة.

 

ومن أهم تلك المشروعات تطوير "مشروع مثلث ماسبيرو تنفيذ مشروع الإسكان البديل "روضة السيدة" بمحافظة القاهرة لتطوير عشوائيات منطقتي تل العقارب والطيبي بمنطقة السيدة زينب ومشروع إسكان بديل المناطق غير الآمنة في منطقة "الرويسات" بشرم الشيخ والتي يستفيد منها 2480 نسمة.

 

بالإضافة لتنفيذ 32 وحدة سكنية و513 بيتًا بدويًا، بتكلفة 600 مليون جنيه، لنقل سكان منطقة عشش الجبل إلى منطقة روضة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر ، ومشروع روضة القصير بمحافظة البحر الأحمر، والذي جرى الانتهاء من تنفيذ 40 وحدة سكنية بالإضافة إلى 36 بيتًا بدويًا بتكلفة 30 مليون جنيه، وذلك لنقل سكان منطقة الكلاحين بعدد 76 أسرة بإجمالي 380 نسمة ،بالاضافه إلي تطوير قرية الصيادين برأس البر بدمياط وإزالة العشش العشوائية المهددة للحياة.

 

كما استكملت الدولة التطوير الحضاري بمنطقة غيط العنب في الإسكندرية من خلال بشاير الخير 1 -2 .

 

تم تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع حي الأسمرات بمحافظة القاهرة، في إطار التكافل الاجتماعي وإنهاء مشكلة العشوائيات، وإنشاء 7 آلاف و298 وحدة سكنية، بتكلفة 1,75 مليار جنيه، لتوفير مسكن آمن لـ 31 ألف نسمة، بالإضافة إلي إحلال وتجديد مساكن المغتربين بالنوبة، بتكلفة 339 مليون جنيه، ومنطقة الصحابي بأسوان وغيرها من المشروعات 

 

مدن الجيل الرابع 

 

منذ عام 2014 شرعت الدولة في تنفيذ عشرات المدن الجديدة ضمن مدن الجيل الرابع، وهي مدن ذكية ومستدامة، لتحقيق جودة الحياة للمواطن المصري، وتعتمد كل مدينة منها، على قاعدة اقتصادية تتناسب مع طبيعة الإقليم الذي تقع فيه، وتحقق الغرض من إنشائها، ومن أهم تلك المدن، العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تمثل مركزا لريادة المال والأعمال، وتضم مشروعات يتم تنفيذها لأول مرة بمصر، كمشروع منطقة الأعمال المركزية، والبرج الأيقوني، وهو أطول برج في أفريقيا بارتفاع نحو 400 متر، وكذا مشروع الحدائق المركزية "كابيتال بارك"، بطول نحو 10 كم، وهي أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط، وثاني أكبر حديقة مركزية في العالم، وغيرهما من المشروعات الرائدة.