مع زوال شمس اليوم السبت إلى الغروب، ثالث أيام التشريق، ينتهي حج هذا العام، الذي جندت له المملكة العربية السعودية كل طاقاتها.
فقد سجلت كل الجهات المشاركة بشتى أنواعها ومن مختلف الوزارات الخدمية، نجاحًا باهرًا في التعامل وتقديم الخدمات؛ حيث وقف على تلك الإنجازات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بقصر منى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.
وقدّم رجال الأمن والدفاع المدني والهلال الأحمر والصحة والمتطوعين، جهودًا قادت المملكة لتكون الأولى عالميًّا في التعامل مع أكثر من مليون ونصف المليون في مساحة لا تتجاوز الـ33 كيلومترًا مربعًا، وفي مدة لا تتجاوز الستة أيام، بحكمة واقتدار وتعامل إنساني.
فرجل الأمن يقف بابتسامة؛ إما أن يدفع مسنًّا بعربته، أو يحمل طفلًا في انتظار والدته، أو يجبر قلب محترق من الحرارة فيعطيه الماء ليشرب أو يرش عليه الماء ليبرد من لهيب الحرارة.
دموع سالت من أعين الحجاج وهم ينظرون إلى المواقف الإنسانية التي سطرها سعوديون وهم يقفون لتوزيع الوجبات الصحية على الحجاج، بابتسامة ودعاء بأن يتقبل الله منهم الحج. وآخرون يوزعون المياه الباردة ليشرب الحاج ويواصل مسيرته الإيمانية، وآخر يرفع مظلة إلى حاج ليستظل بها من حرارة الشمس.
مواقف سطرها السعوديون ليقولوا للعالم هنا السعودية العظمى التي تقوم وتعمل على عمل الخير وتستقبل العالم كله في تلك الأيام القليلة بتوجيهات سديدة من القيادة الرشيدة.
انتهى الحج لهذا العام 1444هـ؛ ولكن لم ينتهِ شغف النجاح والوصول إلى القمة؛ فالاجتماعات تبدأ من آخر يوم انتهى فيه الحج لمدارسة نجاح حج العام المقبل، وتلافي الأخطاء إن وجدت في حج هذا العام، والعمل والتباحث من أجل إضافة المزيد من الراحة للحجاج.
هنا السعودية بكل قوتها وطاقاتها تعمل من أجل نجاح وراحة الحج وضيوف الرحمن الذين قَدِموا من 150 دولة ليؤدوا فريضة الحج، وهاهم قد أدوْها بكل نجاح بفضل الله، ثم بتوجيهات القيادة.