"القاهرة الإخبارية" تسلط الضوء على حرب أكتوبر.. مفيد شهاب: الحرب أثبتت فشل نظرية الأمن الإسرائيلية.. نصر أكتوبر العسكرى هو الأساس لما تحقق فى ما بعد
الثلاثاء، 06 يونيو 2023 12:00 ص
سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على حرب أكتوبر، حيث قال الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية الأسبق، إنه منذ عام 1973 بعد النصر العسكرى العظيم الذى حققته القوات المسلحة، ومرورا بمفاوضات السلام والجهد السياسى الذى بذل لإقرار حق مصر فى استرداد جميع أراضيها وكذا كافة الدول العربية، وانتهاء بمعركة تحرير آخر بقعة عن طريق التحكيم الدولى وإعمال قواعد القانون الدولى وهى أرض طابا فى سنة 1988، هذه المسيرة أكدت فشل نظرية الأمن الإسرائيلى.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل كانت تزعم بعد أن حققت نصرا مفاجئا سريعا عام 1967، فى الحقيقة القوات المصرية لم تحارب وإنما أخذت على غرة، وحدثت للأسف نكسة وهزيمة للقوات المصرية.
أكد أن هذا لم يؤثر إطلاقا على معنويات القوات المسلحة ولا على معنويات الرأى العام المصرى ولا على ثقة زعيم الأمة الراحل جمال عبدالناصر، بأنه رغم ما حدث فى 5 يونيو 67 إنما من واجبنا من حقنا وفى مقدرتنا أن نستعيد الأرض وأن نلقن إسرائيل درسا، وأن نثبت لها أن نظرية الأمن الإسرائيلى هى نظرية خادعة.
وذكر أن إسرائيل رغم فوزها فى 5 يونيو بنت جدارا عازلا هو خط بارليف، على مانع مائى كبير وهو قناة السويس، وأمام هذين العائقين الكبيرين قالوا باستحالة أن تعبر القوات المصرية أو غيرها إلى سيناء، إنما القوات المصرية بتصميمها وإرادتها واعتمادها على أبناء الشعب المصرى، وبعد ما تم إعادة تسليح القوات المسلحة من جديد، من الصفر، إلى أن أصبحت فى مركز القوة، استطاعت مصر خلال ست سنوات من 67 حتى 73 أن تقوم ببعض العمليات التى تؤرق إسرائيل، خلال ما نسميه بحرب الاستنزاف. وهى بعض العمليات الناجحة التى قامت بها القوات المصرية مثل عملية ميناء إيلات وضرب السفينة إيلات البحرية بعد أشهر قليلة من الهزيمة وغيرها من العمليات.
وأوضح أن حرب الاستنزاف هى نقطة البداية فى إعلان تصميم القوات المسلحة المصرية على أن تحول هزيمة 67 إلى نصر عسكرى قوى، وبالفعل كانت نصر أكتوبر فى عام 73، الذى أثبتت فيه القوات المصرية أن كل ما كانت تعتقد اسرائيل أنه لا يمكن أن يهزم، وبالذات المرور وعبور قناة السويس، تم بأساليب علمية حددها المهندسون المصريون وبخراطيم المياه التى من خلالها تم فتح منافذ فى الجدار العازل الذى أعلنت إسرائيل مرارا أنه - أى خط بارليف - لا يعبر ولا أن تكون فيه ثغرات، لأنه بالفعل من أقوى الخطوط التى صنعت منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت إلى أن القوات المسلحة المصرية بعبورها للقناة وبتحطمها خط بارليف أثبتت خطأ نظرية الأمن الإسرائيلى، وأنها كانت تعتمد اعتمادا خاطئا على اعتبارات نجحت القوات المصرية فى أن تحطمها. وأثبتت أن إرادة التحرير والاستعداد للتحرير والتسليح الجديد كل هذا أقوى بكثير من أى نظريات.
وأوضح أن نصر أكتوبر العسكرى هو الأساس لما تحقق فى ما بعد، وجعل إسرائيل تقبل بل تسعى إلى الدخول فى تفاوض، لأنها آمنت بأن الشعب المصرى لن يقبل أن تبقى أرضه محتلة. ومن ثم بدأت عملية تفاوض طويلة فى كامب ديفيد انتهت بتوقيع اتفاقية السلام، أقرت فيها مصر على تأكيد مبدأ تحرير كافة الأراضى التى احتلت بعد 4 يونيو، ورفض أن تبقى أى مستوطنات إسرائيلية فيها، فكانت اتفاقية السلام معركة سياسية أكدت حق مصر فى استرداد كافة أراضيها.
وأكمل أنه لما بدأت عمليات تنفيذ هذا التحرير للأراضى على 3 دفعات من 79 إلى 82 وماطلت إسرائيل فى الانسحاب من بعض المواقع الاستراتيجية، على سبيل المثال طابا كموقع سياحى استراتيجى مهم على الحدود المصرية، عند العلامة 91 أو منطقة تعلوها تسمى منطقة رأس النقب، فيها مطار عسكرى مهم، وعليها علامات حدود 85 و86 و87 و88، وعندما حاولت إسرائيل أن تحتفظ ببعض المواقع رفصت مصر بشدة، وصممت على ألا تضحى بشبر واحد من أرضها، وأجبرت إسرائيل على الدخول فى تحكيم دولى فى محكمة العدل الدولية، واستعدت مصر استعدادا علميا قويا عن طريق خبراء، حتى أعلن التحكيم أن طابا مصرية وأجبرت إسرائيل على الانسحاب.
فيما قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة الخبير في الشؤون العربية، إن التوجيه الاستراتيجي الذي كلف الرئيس محمد أنور السادات الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل بصياغته في حرب أكتوبر، كان الباعث الرئيسي عليه هو كسر نظرية الأمن الإسرائيلي، وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة وإقناعه أن الحرب ليست السبيل لتحقيق الأهداف السياسية.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة القاهرة الإخبارية، أن نقطة الانطلاق هذه مهمة جدا لفهم أهداف مصر من حرب 1973 التي عكسها هذا التوجيه الاستراتيجي التاريخي الموجود في كل أدبيات العسكرية المصرية، ويوضح نظرية مصر في التعامل مع قضية الحرب والسلام.
ولفت إلى أن مصر عقيدتها الأساسية هي السلام، ولا تلجأ للحرب إلى دفاعا عن أراضيها أو لاستعادة أراضيها التي سرقت في غفلة من الزمن، وفي 1973 لم يكن الانتصار عسكريا فقط، بل كان عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وقال الرئيس الراحل السادات في خطاب النصر أن مصر عبرت من الهزيمة إلى النصر، إلى مرحلة جديدة من تاريخها أثبتت فيها قدرات المجند المصري والضابط المصري أدارها السادات وقيادات الجيش باقتدار، وأديرت مقدرات الدولة المصرية بمنهج دقيق لتنتقل من الهزيمة للنصر وتخرج بدرس مهم من الهزيمة، وتعيد ترتيب كل أولوياتها، وجعلها تنجح ليس فقط في كسر نظرية الأمن الإسرائيلي بل تضع نظريات جديدة في العسكرية والسياسة المصرية.
وأشار إلى أن تجربة الرئيس السادات العبقرية تستحق الإشادة ويذكر بالخير في كل أيام مصر، حتى أنه اختار يوم 5 يونيو لإعادة افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية، ليثبت للعالم أن تاريخ 5 يونيو أصبح تاريخ النصر الجديد لمصر وليس تاريخ الهزيمة، تجسيدا لكل بطولات القوات المسلحة.
وأكد أنه من المهم جدا تأصيل كل الأفكار للأفكار القادمة عبر أكل أجهزة الإعلام المختلفة، وعد تركها لآلات إعلامية أخرى تحاول أن تصدر للشباب المصري عكس ذلك أو تحاول أن تزيل انتصارات مهمة من تاريخنا.