لماذا كتلة الحوار

الإثنين، 29 مايو 2023 09:33 م
لماذا كتلة الحوار
حسام الدين على

 
إن دور السياسى اغتنام كل فرصة تسنح وتساهم فى تحسين المناخ العام الذى ينعم به كل مكونات الحياة السياسية. ومن هذه الفرص فى تاريخنا الحديث كانت ثورة ١٩ والتى أسست لدولة مدنية ليبرالية ودستور ٢٣. أيضا الفرصة التى سنحت فى يناير ٢٠١١ ولكن كانت نتيجتها غير مرضية حتى لمن صنعوها. ثم أيضا فرصة ٣٠ يونيو التى تبعتها سنوات صعبة جمدت كل حراك من أجل تثبيت الدولة التى واجهت صعوبات شديدة أمنية واقتصادية وبالقطع سياسية. 
ثم كانت لحظة الدعوة لبدء الحوار الوطنى، إحدى الفرص القليلة منذ سنوات. لم تتفاعل الدولة بكل مكوناتها مع هذه اللحظة ولا أعنى بالدولة الحكومة والبرلمان والأجهزة الأمنية فقط، وإنما أيضا المعارضة وأحزابها من كل التيارات. 
وكان الارتباك مسيطرا على الجميع على السواء، مؤيدين ومعارضين، وأخذ الأمر عاما كاملا كى تفتتح جلسات الحوار الوطنى بعد شد وجذب ومزايدات من كل الجهات. 
وكحصاد لكل ما سبق، وصلنا إلى قناعتنا بأن الوضع عبثى ومعتل بل ومختل. فلا الدولة تؤدى دورها كدولة ديمقراطية وتلتفت لطلبات الطرف الآخر، ولا المعارضة تؤدى دورها كمعارضة وتقدم حلولا وبدائل، بل إنها انكبت على نفسها بين مزايدات فيما بينها وبين نظام لا يلتفت إليها تارة وبين مكوناتها هى نفسها تارة أخرى. 
إذا كان لا بد من خروج تيار جديد يعبر عن المعارضة الفاعلة، المعارضة التى تمارس السياسة، المعارضة التى لا تستخدم الحناجر، المعارضة التى تقدم البدائل، المعارضة التى تكسر الدوران فى دوائر التخوين المتبادل، المعارضة التى تبنى جسورا للثقة بينها وبين المواطن وأيضا بينها وبين النظام، المعارضة التى تمد يدها للوطن حين يمر بصعوبات دون انتهازية، معارضة تقوم بدور المعارضة كما يحدث فى كل دول العالم، معارضة تعلن مواقفها الأيديولوجية بوضوح شديد ولا تلعب على كل الأيديولوجيات، معارضة تكون فعلا وليست رد فعل لما تقوم به الحكومة، معارضة تمتلك أرقاما تحللها وتخرج منها بسياسات حقيقية قابلة للتطبيق، معارضة تقدم رأيها فى كل القضايا الأساسية. 
الاقتصاد والضرائب والتعليم والصحة والبيئة والمناخ والإسكان والدعم والطرق والمدن والطيران والزراعة والصناعة والتجارة والجامعات والميزانية والديون والاستثمار. 
معارضة تستطيع أن تشرح للمواطن كيف ستتصرف فى مداخيل الدولة المالية وكيف ستنفقها على التزاماتها وما هى أولويات الإنفاق، معارضة تستطيع أن تصل لتوافق مع الأطراف الأخرى للوصول لمناطق وسط يحقق فيها كل طرف جزء من مبتغاه فما لا يدرك كله لا يترك جله، معارضة تسعى للحصول على صوت الناخب عن طريق برنامج به معلومات وتحليلات. 
هذه المعارضة لم تعرفها مصر قط من قبل، وقد آن الأوان لهذا الجيل أن يصنعها، ولهذه الأسباب كانت #كتلة_الحوار 
 
م. حسام الدين على 
عضو الهيئة التأسيسية لكتلة الحوار

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق