دينا الحسيني تكتب: فى ذكرى تأسيس "الوحدة الأفريقية".. علاقات مصر بأفريقيا من التأسيس إلى إعادة البناء
الإثنين، 15 مايو 2023 07:05 م
لدى مصر رؤية واضحة لمستقبل القارة الأفريقية ، وقد وضع هذه الرؤية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بداية عهده ، في ظل التحولات الجيوستراتيجية التي تشهدها القارة، لذا تعتبر القاهرة الاحتفال السنوي بيوم إفريقيا الذي يواكب ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو عام 1963 بمثابة فرصة لاستعراض التحديات المتسارعة التي تواجه القارة السمراء ، وسبل مواجهتها ، والتأكيد على ضرورة الالتزام الجماعي للدول الأفريقية ، خاصة فيما يتعلق بمواجهة تهديدات الأمن الغذائي والصحي، من خلال الاعتماد على التضامن والقدرات الجماعية لدولهم ، والاستثمار الفعال لقدراتهم ، والتحرر من التبعية في الخارج من خلال توفير الاحتياجات المعيشية للشعب الأفريقي.
جاءت مراحل إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية بعد سنوات من الاستعمار بمشاركة 30 دولة ، والتي سرعان ما تحولت إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2002 ، وبين هذا وذاك ، سبقت هاتان المرحلتان رحلة طويلة قادها الدول الأفريقية قبل أن تصل إلى الاتحاد تحت مظلة كيان واحد بدأ بمحاربة الاستعمار الأجنبي وخاصة الإنجليزي والفرنسي قبل الوصول إلى مفهوم واحد للاندماج ، كانت البداية في نهاية الخمسينيات ، عندما اتخذ القادة جمال عبد الناصر والغاني كوامي نكروما ، والغيني أحمد سكتوري الخطوات الأولى لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية للوقوف في وجه الاستعمار في بقية دول القارة، ووقفت مصر جانب غانا في تحقيق أهداف المؤتمر ، وتحقيق الشخصية الأفريقية ، وكان تحرك عبد الناصر الواسع في هذا المجال هو الذي جعل دعوة نكروما بهذه الطريقة ممكنة ، وبالتالي كانت نتائج هذا المؤتمر نجاحًا لسياسة عبد الناصر الإفريقية، وتتويجاً لجهوده المستمرة في مساعدة حركات التحرر الأفريقية.
بعد إنشاء اتحاد مشترك بين غانا وغنيا ، انضمت مالي إليهما وأطلقت عليه اسم الولايات المتحدة الإفريقية، جرت مباحثات بين الأعضاء لتطوير شكل الكيان سواء كان فيدرالياً أو كونفدرالياً حتى عام 1999 ، لذلك قررت الجمعية العمومية عقد قمة استثنائية في مدينة سرت بليبيا للإسراع بعملية الاندماج ، وأحد الأعضاء اقترح حينها منح الاتحاد حق التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء ، لا سيما الحكومات التي تتسلم السلطة بشكل غير دستوري ، وهو ما رفضه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي على وجه الخصوص.
وهو ما قُبل بالرفض خاصة من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ومع تبدل الأراء وموافقة الدول على إدخال إصلاحات في الكيان، إنشي الاتحاد الافريقي واضيف لهيكلة تجمع اقتصادي، وبنكاً مركزياً، وصندوقاً للنقد ومحكمة عدل وبرلمان ليكون يوم 26 مايو 2001 يوماً تاريخياً حيث تم التصديق نهائياً على القانون التأسيسي للاتحاد، ويبلغ عدد الاتحاد حالياً 55 دولة، الأمر الذي قوبل بالرفض خاصة من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ، ومع تغير الآراء واتفاق الدول على إدخال إصلاحات في الكيان ، تأسس الاتحاد الأفريقي وأضيف لهيكله تجمع اقتصادي ، بنك مركزي ، صندوق نقدي ومحكمة عدل، برلمان ، لصبح 26 مايو 2001 يوم تاريخي حيث كانت المصادقة نهائية على القانون التأسيسي للاتحاد ، الذي وصل عدد أعضاءه إلى الأن 55 دولة.