المساواة في البلاغة والفرق بين الإيجاز والإطناب

الأربعاء، 10 مايو 2023 11:50 ص
المساواة في البلاغة والفرق بين الإيجاز والإطناب

يمكن تعريف البلاغة بأنها الوصول إلى شيء ما، والبلاغة في اللغة العربية هي مطابقة الكلام لمقتضى حال السامعين مع فصاحته، ويعتبر بليغًا لما يشتمل له من ألفاظ ومعاني متشابهة أو مختلفة تحقق نفس المعنى.

المساواة في البلاغة

تعرف المساواة في البلاغة بأنها التعبير عن المعنى بعبارة أخرى مساوية له، وذلك بأن يكون مناسبًا لما عُرف في أوساط الناس، وهم الناس الذين يتم اعتبارهم مرتقيين إلى درجة البلاغة دون الانحطاط إلى درجة الفهامة، بعبارة أخرى يمكن تعريف المساواة في البلاغة بأن تكون المعاني بنفس مقدار الألفاظ، وفي ذات الوقت تكون الألفاظ بقدر المعاني؛ بحيث لا تزيد المعاني على الألفاظ، ولا تزيد الألفاظ على المعاني.

أمثلة على المساواة في البلاغة 

من أبرز الأمثلة على المساواة في البلاغة:

أمثلة على المساواة في البلاغة في القرآن الكريم

مجموعة من الآيات القرآنية التي تتضمن المساواة في البلاغة:

قال تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ " [الأنعام: 68]

قال تعالى: "الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصادقين" [يوسف: 10]

قال تعالى: "وإن يكذّبوك فقد كذّبت رسلٌ من قبلك" [فاطر: 5] 

قال تعالى: "نحن نقص عليك أحسن القصص، بما أوحينا إليك هذا القرآن" [يوسف: 3]

قال تعالى: "قالت أنّى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغيا" [مريم: 20]

أمثلة على المساواة في البلاغة في الشعر

استخدم الشعراء المساواة في البلاغة في الكثير من المواضع، ومن أبرز الشعر الذي يتضمن المساواة في البلاغة:

قال الشاعر سموأل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيْمها ** فليس إلى حسن الثناء سبيل

قال الأعشى:

وإني على ما كان مني لنادمُ ** وإني إلى أوس بن لأم لتائب

وإني إلى أوس ليقبل عذرتي ** ويصفح عني ما حييت لراغب

فهب لي حياتي فالحياة لقائم ** بشكرك فيها خير ما أنت واهب

الفرق بين الإيجاز والإطناب والمساواة 

عندما يرغب البليغ في التعبير عن نفسه أو أفكاره يتبع 3 طرق رئيسية، وهي الإيجاز، أو الإطناب، أو المساواة، وجميعها تختلف عن بعضها البعض، وقد تحدثنا عن معنى المساواة سابقًا، بينما الإيجاز يعني استخدام عبارة ناقصة للتعبير عن معنى ما، مع شرط أن تؤدي المعنى وأن يكون واضحًا، وذلك مثل قول "إنما الأعمال بالنيات"، أو القول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت".

والإطناب عكس الإيجاز تقريبًا؛ بحيث يكون هناك زيادة في استخدام الألفاظ لتأدية أو توضيح معنى محدد، على أن تكون الزيادة في الألفاظ تحقق نفس المعنى، وذلك مثل قوله تعالى: " قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا"[مريم: 4]، أو في قول "وألفى قوله كذبا ومَينًا".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق