في 21 دقيقة لـ «القاهرة الإخبارية».. البرهان يكشف كواليس الاشتباك مع الدعم السريع: المليشيا استعانت بمُقاتلين أجانب واستولت على ممتلكات المواطنين
الثلاثاء، 09 مايو 2023 01:10 ص
- الولايات تحت سيطرتنا ولا وجود لهم إلا في العاصمة
- بعض أفراد قوات الدعم تركوا السلاح وانضموا للجيش وهم محل ترحيب
- نرحب بكل مبادرة تحقن دماء السودانيين وتبعد شبح الحرب الأهلية شرط وقف إطلاق النار الدائم وإخلاء الأعيان المدنية
- نقدم الشكر لمصر وكرمها مع أهل السودان ليس بغريب عنها
- كل أقاليم السودان تُساند القوات المسلحة
- رفضنا تدويل الأزمة في حالة فرض شروط علينا
- اقتحموا كل السجون لإثارة الفوضى وأطلقوا سراح المجرمين لإرهاب المواطنين
- حدثت عدة محاولات في دار فور للسيطرة على المدن بفتنة الصراع القبلي
نحو 21 دقيقة أطل خلالها الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، استعرض فيها مجريات الأمور فى الساحة السودانية، وأطلع السودانيين والمجتمع الدولى على تطورات الموقف وحقائق الأرض، وكواليس الاشتباكات مع متمردى الدعم السريع، والملابسات التى قادت إلى السياق الراهن فى المشهد السودانى الملتهب منذ منتصف أبريل الماضى.. فإليكم نص الحوار:
منذ اليوم الأول الأخبار والمعلومات متضاربة، ما حدث منذ البداية حتى تبدأ الاشتباكات ونصل لمرور شهر كامل في ظل الأزمة؟
إشكالية قديمة مع متمردي الدعم السريع هذه القوى التي يسيطر عليها الأخوين محمد حمدان وشقيقة عبد الرحيم، هما يريدان أن يبتلعا السودان بجملته، بعد أن عجزا عن تحقيق ذلك بالطرق السليمة، أو بطرق المساومات، يحاولان الأن ابتلاعه بواسطة استقدام القوى العسكرية، والمسألة ليست ورائها سوى الأطماع الشخصية.
كيف استطعتم التصدي لما حدث ولما كان مخطط له من قلب الدعم السريع خصوصاً في الأيام الأولى لهذه الأحداث؟
في بداية الأمر كنا نظن أن هذه القوى قوى حليفه، قوى مسانده للقوات المسلحة، كنا نظن أن كل ما تحصل عليه من أسلحة سيعود في النهاية إلى القوات المسلحة، وكنا نأمن لهم وجودهم في مؤسساتنا، وفي كل مؤسسات الدولة، فهم موجودين بالجانب بجانب القوات المسلحة، لكن حدث منهم هذه الفعلة الغادرة الخائنة، التي سددت بموجبها طعنه ليست إلى خاصرة القوات المسلحة، بل إلى خاصرة الشعب السوداني، وتسببت في هذه المأساة التي يعيشها السودانيين الأن، لأن كل الأسر في الخرطوم أصابها ضرر بليغ، حرائرها اغتصبت، بيوتها أُحتلت، ممتلكاتها نُهبت، خدماتها تعطلت ، ضرر كبير أصاب الشعب السوداني وسكان الخرطوم على وجه الخصوص من هذه العملية الغادرة التي نطن أنها توسم هذه القوى بوصمة عار لن تتخلى عن قيادته أبداً .
في أخر بيانات الجيش كان هناك أنباء تقول أن الوضع مستقر في بعض الولايات ولكن هناك بعض المناوشات في بعض مدن العاصمة، فما الوضع في الخرطوم الأن؟
الولايات جميعها لا يوجد بها ما يُسمى بمليشيات الدعم السريع المتمردة، وهناك بعض المواطنين من أفراد الدعم السريع انضموا إلى القوات المسلحة وهم محل ترحيب، العاصمة الأن بها الدعم السريع وسط المواطنين، في المستشفيات، ومقار الشرطة، والمناطق الخدمية، لكن لا وجود لهم في قواعدهم العسكرية، بل احتموا بالمواطنين وسيتم تطهيرهم قريبا.
إذا يمكنا القول بأن الوضع مستقر في جميع الولايات السودانية ؟
الوضع مشهود له بأنه مستقر في جميع الولايات ماعدا الخرطوم، كما ذكرت واحتموا بالمواطنين خشية هجمات القوات المسلحة.
كيف رأيت جهود الدولة المصرية في حل الأزمة واستقبال السودانيين؟
أتقدم بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكل حكومة وشعب مصر، وهم ليسوا بغرباء عن السودانيين وكرمهم واستقبالهم للسودانيين قديم في كل محنه هم أقرب ناس وهذا الأمر ليس بغريب عنهم وليس ببعيد عنهم.
التطورات الأخيرة تقول إن هناك ممثلين عن الجيش وعن الدعم السريع أيضاً موجودين في السعودية الأن لمحاولة التفاوض أو الوصول إلى حلول، فما موقفكم من المبادرات بشكل عام وخاصة هذه المبادرة السعودية ثم مبادرة الايجاد؟
نحن نرحب بأي مبادرة تحقن دماء السودانيين وبكل مبادرة تبعد شبح الحرب الأهلية عن السودان، وكل مبادرة تعيد للسودان استقراره وأمنه، ونعم لدينا ممثلين عن حكومة السودان وليس للقوات المسلحة فقط، ونسعى أن تضع هذه المبادرة أسس حقيقية لوقف القتال وتشمل على الانسحاب من المناطق السكنية ومناطق الخدمات وإفراغ وسط العاصمة من الوجود العسكري وإخلاء منازل المواطنين العُزل من القناصة والاحتلال المسلح، بخلاف ذلك لا يمكن أن نتحدث عن وقف لإطلاق النار أو أي عمل أن يتم.
إذاً أنتم غير مستعدون لأي حوار سياسي أو تفاوض معهم الأمر يتوقف فقط على العمل الإنساني؟
هذه المرحلة لا نتحدث عن العمل السياسي بل عن وقف القتال، وعودة الطمأنينة للمواطنين وهذا الاستقرار لن يعود في ظل انتشار هؤلاء العصابات في منازل المواطنين، ومعظم البنوك والسفارات ومؤسسات الخدمة العامة تم نهبها، ومقار البعثات الدبلوماسية منها الاتحاد الافريقي، اليونيسيف، الهلال الأحمر، كله تم نهبه بواسطة عصابات الدعم السريع والأمر أمتد إلى الأحياء السكنية، وتمارس تلك المليشيات التعذيب والاغتصاب وكل فعل ذميم تمارسه هذه العصابات على المدنيين لذلك نرى أن خروجهم من المناطق السكنية ومن مناطق الخدمات هي الأسس الصحيحة لأي وقف إطلاق نار.
هل ترى أن هذا يمكن أن يتحقق من خلال مبادرة السعودية الأن؟
نسعى لتحقيق ذلك من خلال ما يحدث في السعودية وإذا لم يتحقق فلا فائدة من الذهاب إلى السعودية ولا فائدة من الجلوس لأي تفاض.
الخارجية السعودية ربما تدعو الأن إلى وقف دائم لإطلاق النار.. فهل هذا الشرط برأيك يمكن أن يتحقق؟
ذكرت بأن وقف إطلاق النار حتى المؤقت الذي نتحدث عنه يجب أن يكون مصحوب بإخلاء الأعيان المدنية كالمستشفيات ومراكز الخدمة، ومراكز الاتصالات، مراكز الوقود، المجمعات الخدمية، كلها يجب أن يتم إخلائها، وأي وقف إطلاق نار يجب أن يكون مسحوب بفتح الطرق والخروج من كل المراكز الخدمية، ولكن كيف نتحدث وكل هذه المرافق يتم التحكم فيها بواسطة أفراد ليس لهم خبرة ويتصرفون حسب أمزجتهم.
حتى لو لم يكن هناك حديث إلا عن هذه الأعمال الإنسانية أو هذه الهُدن ما الذي سيحدث؟
عندما نتحدث عن جملة من الأعمال من ضمنها الأعمال الإنسانية، وقف إطلاق النار الدائم المصحوب بخروج القوات جميعها من الخرطوم، بعدها يمكن أن ننظر إلى الأمور والأخرى إن كانت متعلقة بالترتيب الدائم بعد وتثبيت وقف إطلاق دائم يُعيد الحياة للعاصمة السودانية.
التحليلات الأن تقول إن البعض يُريد جر السودان لحرب أهلية ما تقييمكم؟
نحن حريصون على إيقاف هذه الحرب في هذه النقطة وعدم توسع دائرتها ونخشى انتقالها إلى الولايات أو إلى الأقاليم الأخرى، وإذا كان حدث أي تصدع في العاصمة حتماً سينتقل إلى الأقاليم أو الولايات لأن الشعب السوداني كله قال كلمته بأنه ضد تصرفات هذه المليشيا ، وكل أقاليم السودان تُساند القوات المسلحة.
كيف تعملون على ضمان وصول هذه المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة الأن في السودان؟
الأن كل ولايات السودان ووسط الخرطوم لا يوجد بها سكان طردوا من تسلق هذه القوات على مساكنهم وحتى مدخراتهم التي استولوا عليها، واليوم نتحدث عن هجوم جمارك الحاويات في صوبا وهجوم على مقر اليونيسيف، ومقر الاتحاد الافريقي، وهجوم على كل المقارات التي تقدم الخدمات، بما فيها الخدمات الإنسانية كالأمم المتحدة التي تعرضت مقراتها إلى هجوم بواسطة هذه القوات، فإلى من تريد أن تقدم الخدمات وأنت من قمت بطرد المواطنين من مساكنهم وتعديت عليهم واغتصبت نسائهم، من يبقى جالساً حتى ينتظر منك أن تقدم له خدمه، يجب أن يثبت وقف إطلاق النار، وخروج القوات المتمردة، وعودة المواطنين، ثم نقدم لهم الخدمة، ونحن ساعين إلى أن لا يعترض أحد الخدمات الإنسانية التي ستقدم .
تحدثتم سابقاً عن رفضكم لتدويل هذه الأزمة، هل هذا ينطبق على المستوى العربي أم نتحدث عن المستوى الغربي فقط؟
نؤكد أننا نرحب بالمبادرات الإقليمية إذا كانت عربية أم إفريقية نظن أنها الأقرب إلى وجداننا وتتفهم طبيعة مشكلاتنا وطرق معالجتها، لكن إذا كانت هناك مبادرات أخرى يمكن أن تساعدنا في وقف هذا النزيف وعودة الحياة للسودان حتماً سنمضي فيها.
ولكن ماذا كنتم تقصدون برفضكم لتدويل هذه الأزمة؟
نحن نريد أن نتحاور كسودانيين، الجهات الأخرى يمكن أن تسهل هذا التفاوض ولا نريد من أحد أن يملي علينا شروط، ولا نريد لأحد أن يفرض علينا رؤية معينة .
على المستوى الدولي تحدث البعض أن جو بايدن ربما يستخدم ورقة العقوبات.. برأيك هل هذه خطوة كافية للضغط على الدعم السريع؟
نظن أن العقوبات ربما يكون لديها تأثير، لكن الأن نريد تأثير على الأرض، نريد وقف القتال وخروج المقاتلين الأجانب المعلوم للجميع أن الدعم السريع استعان بهم والأن موجودين، عندما نتحدث عن خروجهم من وسط الخرطوم وإخلائهم من المناطق الخدمية ومناطق السكان نعني بذلك أننا لا نريد أي مظاهر يمكن أن تمنع عودة الحياة الطبيعية إلى بلدنا.
دعوتم الأيام الماضية إلى وقف السلاح مقابل العفو.. هل يمكن يُدمج تاركوا السلاح في الجيش السوداني وقريباً؟
كثيراً من مجموعات الدعم السريع الموجودة في معظم أقاليم السودان وضعت سلاحها، وانضمت للقوات المسلحة، وهذا أمر مفرغ منه نحن نرحب بكل أفراد الدعم السريع الوطنيين الذين يريدون أن يكونوا جزءاً من منظومة الدفاع عن الدولة السودانية .
هل ترى أن الدعم السريع مستعد لحل سلمي؟
اذا استشعر قادتهم المخاطر المستقبلية على الدولة السودانية أظن أن ذلك كافياً بأن يعيدهم إلى صوابهم
ما هو وضع السجون الآن بعد اقتحامها في الفترة الأخيرة؟
الدعم السريع أول خطوات قام بها في إطار تأليب الرأي العام وإثارة الفوضى في البلاد اقتحموا السجون وأخرجوا السجناء ربما مقصودة لإشاعة الفوضى وتخويف المواطنين، وما يقوم به الدعم السريع الأن هو الضغط على المواطنين بالسيطرة على الخدمات، بإطلاق سراح المجرمين، وأوقفوا خدمات الاتصالات والكهرباء للضغط على المواطنين ومن ثم القوات المسلحة .
ماذا عن الوضع في دارفور الآن في ظل محاولات تأجيج الصراع القبلي بالمنطقة ؟
حدثت عدة محاولات في دارفور للسيطرة على المُدن إذا كانت في الجنينة أو غيرها وراح ضحيتها مئات المواطنين السودانيين، وحدثت بعض المواجهات المؤسفة ونُهبت الكثير من الممتلكات ونرى أن هذه الأمور لابد من أن تتوقف ويخرج الصراع من المنطقة المحددة الدائر فيها الأن وسط الخرطوم.