دينا الحسينى تكتب: عودة الجنود من السودان تؤكد احترافية المسؤولين وتناغم أجهزة الدولة
الخميس، 20 أبريل 2023 09:02 م
أيام من الترقب عاشها المصريون جميعا، بعدما شهد السودان الشقيق توترا داخليا، احتُجز على إثره عدد من الجنود المصريين، على خلفية وجودهم فى مطار مروى، ضمن بروتوكول عمل وتدريب مشترك بين جيشى البلدين.
ربما شعر البعض بالقلق، وحافظ آخرون على منسوب الطمأنينة والثقة، لكن المؤكد أن بين الواقعة وعودة الجنود إلى أرض الوطن خلال الساعات الأخيرة فاصل طويل من الجهد والاتصالات والتنسيق والعمل على كل المحاور، تُوّج بعودة أبنائنا سالمين، وأكد ثقة دولة 30 يونيو وثبات خطواتها، ومن قلب ذلك لفت إلى تكامل مؤسسات الدولة، وحالة التناغم العميقة بين الأجهزة والمسؤولين على المحاور السياسية والأمنية والدبلوماسية، بدون تهاون أو تقصير أو عداء واصطدام بأى من القوى والتيارات المتشابكة فى مناخ السودان الملتهب.
أجهزة الدولة بأعلى مستوياتها كانت تعمل على قدم وساق، الرئيس السيسي تابع على مدار الساعة كافة التفاصيل المتعلقة بإجلاء الجنود المصريين من الأراضي السودانية، فيما واصلت القوات المسلحة المصرية الجهود من أجل ضمان سلامتهم ووصولهم جميعا إلى أرض الوطن، حسبما أكد العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، عبر الصفحة الرسمية أنه تم اتخاذ كافة اجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط 3 طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية في إحدى المطارات بالأراضي السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضي السودانية عبر 3 رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة .
وزارة الخارجية كان لها دور بارز على الأرض في مشاركة مؤسسات الدولة مهمة إعادة الجنود المصريين وتأمين الجالية المصرية والطلاب المقيمين بالسودان، وخصصت السفارة المصرية فى الخرطوم أرقام هواتف مكنت المصريين التواصل من خلالها مع السفارة، فيما تواصلت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج مع الطلاب ورموز الجالية بصورة مباشرة، وشكلت لجنة لحصر أعداد الطلاب الدارسين في السودان، وأماكن تواجدهم وتقييم مدى الخطورة التي يتعرضون لها، ووضعت خطة إخلاء عاجلة وفقا للموقف والمستجدات بصورة موضوعية وسريعة.
في مقابل تلك الجهود المتصلة والحثيثة من الدولة المصرية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة انفلات من بعض فئات المستخدمين الذين انقسموا بين فريقين أحدهما يروج شائعات وأكاذيب بشكل مقصود، ومضلل للتشكيك ولإشاعة مناخ من عدم الثقة والأخر يدعي المعرفة وينصب نفسه خبيراً في الأمور الدبلوماسية والعسكرية والأمن القومي، لكن مؤسسات الدولة حافظت على لياقتها الذهنية والعملية بشكل سمح بأن تشهد الأيام الماضية عملاً متواصلاً بهدوء وثقه وضبط نفس وصولا الي عودة الجنود المصريين مع الحفاظ على مستويات فوق عادية من العلاقات والتنسيق مع الأشقاء في السودان.