شيخ الأزهر: دمامة الشكل وسؤء الخلق ليس مبررا لطلاق الزوجة
الثلاثاء، 11 أبريل 2023 05:00 م
أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى يقول: "فإن كَرِهْتُمُوهُنَّ فعسى أن تكرهوا شيئا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"، لافتًا إلى أن علماء التفسير بحثوا في أسباب كراهية الزوج لزوجته ومبرراتها، وأنها قد ترجع لدمامة الشكل وسوء الخلق، لذا فهما لا يصلحان أو أحدهما، مبررا لفراق الزوجة، وفي هذه الحالة تتناقض جذريًا مع المعروف المأمور به في عشرة الزوجة، وذلك ما لم يبلغ سوء الخلق مرحلة ارتكاب الفاحشة أو النشوز.
وقال شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم يغري الزوج بالإمساك بزوجته رغم كراهيته إياها، ويكاد يبشره بجزاء يصفه بإنه خيرا كثيرا، فعسى أن يرزقه الله منها أولادًا صالحين، منوهًا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها آخَرَ"، مبينا أن القرآن الكريم لا يقتصر في إغرائه الأزواج بامرأةٍ واحدةٍ بالتخويف من الظلم وعواقبه، وإنَّما يغريهم بأمرٍ آخَر هو كثرة العيال وما تؤدي إليه من الافتقار وضيق العيش في حالة تعدُّد الزوجات: {ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}، وهذا ما ذهب إليه الإمام الشافعي، ومن قبله زيد بن أسلم في تفسير قوله تعالى: «أَلَّا تَعُولُوا»، وقد انتهى بنا تفسير الآية الكريمة، ومن خلال المصادر الفقهيَّة الأصيلة إلى أنَّ هذه الآية وردت في سياق حماية الضَّعيف والتحذير من ظلمِه والاعتداء عليه، سواء كان الضَّعيف يتيمة أو زوجة ضحية تعدُّد ظالم، وأنَّ ظُلمَ الزوج الذي لا يعدل لا يقل إثمًا ولا جُرْمًا عن ظُلم اليتيمة التي يظلمها وليَّها أو وصيها، فكلاهما من حصب جهنَّم ووقودها.