«الفتة باللحم واللبن».. أشهر وجبات أبناء البادية بروضة بئر العبد في رمضان (صور)

يمثل شهر رمضان أهمية بالغة عند أبناء القبائل في شمال سيناء حيث تجهز دوواين القبائل والعائلات قبيل أيام من بداية الشهر المبارك وتظل مفتوحة طوال أيام الشهر بدءا من بعد صلاة العصر وحتى انتهاء صلاة العشاء إمام أهل المكان والضيوف وعابري السبيل.

 

يقول منصور القديري من أبناء قبيلة السواركة بقرية الروضة أن لشهر رمضان عند اهل البادية إهتمام وتقديس شديدين حيث يتم الإستعداد له قبل قدومه بأيام بتجهيز المقاعد/ الدواوين  بما يلزم للصائمين تبدأ من الحطب ومونة الصيام من مأكل ومشرب مثل التمر والعجوه والسمن والجميد  وربما بعض من المعلبات مما يسهل تخزينه.

 

 ويضيف القديري تبدأ المراسم من لحظة ثبوت الرؤيا التي يتم التعرف عليها من خلال الراديو، مشيرا إلى أن أهل في البادية  لا يهتمون كثيرا بتنوع طعام السحور والذي يكون غالبا من العجوه واللبن والبطيخ والرطب في موسمه.

 

ويؤكد أن البدوى في رمضان: لا يرتكن ولا ينام وإنما يومه كانه يوما عاديا في غير الصوم حيث يمارس عمله اليومي يسرح بأغنامه ويرد البئر، أو يقوم بأعماله كما هي سواء في الزراعة ومتابعة شؤون أرضه أو تجارته ويعود قبيل الإفطار الذي يتجمع فيه مع جيرانه وأقاربه على الفطره في مقعد تجهز فيه «الصيرة» وهي مكان خاص لإشعال النار  الحطب وتجهيز ادوات الشاي والقهوة.

 

ويؤكد أن الرجل قبيل الإفطار ياخذ إبريق الماء وبعضا من التمر أو العجوه ويذهب للمقعد ويشعل النار ويسوي الشاي فيتجمعوا الرجال المحلية (المشتركين  في مقعد واحد) ويتبعهم الأبناء بالفطرة وتكون عادة من الفته سواء باللحم او باللبن والسمن أو غيره من الخضار  ويتم تبريد الماء بوضعه في إناء من الفخار(الهون)  ووضعه فى الظل  حتي يبرد.

 

ويلفت منصور القديري إلى أن البدوي عادة ما يفطر على التمر أو العجوه وبعد الانتهاء من صلاة المغرب يبدأ بتناول الإفطار، وتجد الكل يتبارى في عزومة من حوله من المحلية باصرار وإلحاح واما الضيف فله  السباق علي الفوز بتفطيره  وبعد الانتهاء من الافطار  يتم تناول الشاي حتي صلاة العشاء وبعدها البعض منهم وخاصة الشباب يجلسون على الشاي والأحاديث حتى يخلدوا إلى النوم قبل منتصف الليل.

 

ويمثل شهر رمضان بالنسبة لأهل البادية شهر عبادة ووفاق تنبذ به الخلافات ويتوقف خلال نظر القضايا العرفية باستثناء القضايا العاجلة الخاصة بالدم، وتزداد أواصر المودة والمحبة بين أبناء القبائل، الذين يحرصون على أحياء عادات الآباء والأجداد وخاصة قراءة القرآن وإقامة حلقات الذكر.