تداول العملات الرقمية أو التداول التقليدي: أيهما أنسب لك؟

 في السنوات الأخيرة، أدى ظهور العملات المشفرة مثل Bitcoin و Ethereum و Litecoin إلى إنشاء فئة أصول استثمارية جديدة تمامًا. مع وصول القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى تريليونات الدولارات، يتساءل العديد من المستثمرين عما إذا كان ينبغي عليهم الاستثمار في العملات الرقمية أو التمسك بأشكال التداول التقليدية، مثل الأسهم والسندات والسلع. في هذه المقالة، سنقارن ونقارن بين العملات المشفرة والتداول التقليدي، مما يساعدك على تحديد الأصول المالية المناسبة لك.

ما هو تداول العملات المشفرة؟

يتضمن تداول العملات الرقمية عملية شراء وبيع الأصول الرقمية، مثل Bitcoin و Ethereum و Litecoin. العملات المشفرة لا مركزية، مما يعني أنها لا تخضع لسيطرة أي حكومة أو مؤسسة مالية. بدلاً من ذلك، يتم التحقق من المعاملات من خلال تقنية تسمى blockchain. يمكن لمتداولي العملات المشفرة شراء وبيع الأصول الرقمية في بورصات العملات المشفرة، ويمكنهم الاحتفاظ بأصولهم في محافظ رقمية.

ما هو التداول التقليدي؟

يتضمن التداول التقليدي شراء وبيع الأصول مثل الأسهم والسندات والسلع والعملات من خلال المؤسسات المالية التقليدية مثل البنوك وشركات السمسرة. عادة ما يتم تنظيم هذه الأصول من قبل الحكومات، وتستند قيمها إلى العرض والطلب في السوق. يمكن للتجار شراء وبيع الأصول من خلال البورصات، مثل بورصة نيويورك أو بورصة لندن. وتجد شركات أكثر تداولا في البورصة وأخرى في مراتب أقل.

مقارنة بين العملات المشفرة والتداول التقليدي

في حين أن كلا من العملات المشفرة والتداول التقليدي ينطويان على شراء وبيع الأصول، إلا أن هناك العديد من الاختلافات بين الاثنين.

1.    التقلب

تشتهر العملات المشفرة بتقلباتها العالية، مما يعني أن أسعارها يمكن أن تتقلب بسرعة وبشكل كبير. على سبيل المثال، ارتفع سعر البيتكوين من 1000 دولار إلى ما يقرب من 20000 دولار في عام 2017، لينخفض فقط إلى حوالي 3000 دولار بعد عام. على النقيض من ذلك، فإن الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات أقل تقلبًا بشكل عام، وتميل أسعارها إلى التقلب تدريجيًا بمرور الوقت.

2.    التنظيم

لا يتم تنظيم العملات المشفرة من قبل الحكومات أو المؤسسات المالية، مما يعني وجود عدد أقل من القواعد واللوائح التي تحكمها. يمكن أن يؤدي هذا النقص في التنظيم إلى زيادة المخاطر، حيث يوجد عدد أقل من الضمانات لحماية المستثمرين من التلاعب. في المقابل، عادة ما يتم تنظيم الأصول التقليدية من قبل الوكالات الحكومية، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) في الولايات المتحدة.

3.    إمكانية الوصول

يمكن الوصول إلى العملات المشفرة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت، مما يعني أنه يمكن لأي شخص المشاركة في تداول العملات المشفرة. في المقابل، يتطلب التداول التقليدي حساب وساطة، يمكن أن يكون له متطلبات حد أدنى للرصيد ورسوم أخرى.

4.    السيولة

تعتبر العملات المشفرة عمومًا أقل سيولة من الأصول التقليدية، مما يعني أنه قد يكون من الصعب شراءها أو بيعها بسرعة دون التأثير على سعرها. يمكن أن يؤدي نقص السيولة هذا إلى زيادة المخاطر، حيث قد يواجه المستثمرون صعوبة في الخروج من مركز إذا انقلب السوق ضدهم. في المقابل، تعتبر الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات أكثر سيولة بشكل عام، مما يعني أنه يمكن للمستثمرين شراؤها أو بيعها بسرعة وسهولة.

أيهما مناسب لك؟

يعتمد الاختيار بين العملة المشفرة والتداول التقليدي في النهاية على أهدافك الاستثمارية واستراتيجيتك في التداول وتحمل المخاطر وتفضيلاتك الشخصية. إذا كنت تبحث عن استثمارات عالية المخاطر وذات عوائد عالية وكنت مرتاحًا للتقلبات وعدم وجود تنظيم حكومي في سوق العملات المشفرة، فقد يكون تداول العملات الرقمية أنسب قرار لك. ومع ذلك، إذا كنت تفضل استثمارات أكثر استقرارًا وتنظيمًا وكنت على استعداد لقبول عوائد أقل، فقد يكون التداول التقليدي مناسبًا بشكل أفضل. من المهم أن تتذكر أن كلاً من العملات المشفرة والتداول التقليدي ينطويان على مخاطر، ويجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة والتشاور مع مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

في الختام، للعملات المشفرة والتداول التقليدي إيجابيات وسلبيات، ويعتمد الاختيار بينهما على أهدافك الاستثمارية وتفضيلاتك الشخصية. يمكن أن يكون تداول العملات المشفرة محفوفًا بالمخاطر ومكافآت عالية، في حين أن التداول التقليدي يمكن أن يكون أقل مخاطرة ومكافأة أقل. مهما كان قرارك، تأكد من قيامك بالجهود المطلوبة في البحث قبل الاستثمار، وفكر في التشاور مع مستشار مالي لمساعدتك في اتخاذ قرارات مستنيرة.