بالفيديووالصور.. «محافظات مصر» عطاشى على ضفاف النيل.. مافيا الجراكن تضرب «الشرقية» والدقهلية «فناطيس خاوية».. بلد السد العالي تشتري المياه..والوادي لاشرب ولا ري..ومياه التحلية تؤرق البحر الأحمر

الثلاثاء، 26 يناير 2016 03:25 م
بالفيديووالصور.. «محافظات مصر» عطاشى على ضفاف النيل.. مافيا الجراكن تضرب «الشرقية» والدقهلية «فناطيس خاوية».. بلد السد العالي تشتري المياه..والوادي لاشرب ولا ري..ومياه التحلية تؤرق البحر الأحمر
هشام صلاح ـ أحمد صالح ـ الهام العايش ـ ماهر مندى

تتعاقب الحكومات ويتغير المحافظين وتبقى الأزمة كما هي، لا تحريك لساكن بل تتفاقم يومًا تلو الأخر، ويبقى المواطن ليدفع الثمن للتكاسل والإهمال من قبل المسئولين، نتحدث ونحن في القرن الواحد والعشرين عن قرى لم تعرف حتى الآن المياه طريقها إليها، وأخرى تزورهم المياه كل شهر فترة لا تزيد عن 6 ساعات، إنها قرى «مصر العطشانة».

في هذا التقرير ترصد «صوت الأمة»، النقاط السوداء على خريطة مصر، والتي تعاني من العطش..


«مافيا الجراكن»

في محافظة الشرقية، يعاني الأهالي بقرية «جزيرة الشافعي»، التابعة لمركز أولاد صقر بالشرقية من العطش، ويلجأ الأهالي إلى شراء المياه من بائعيها والذي يرتفع سعرها شهر تلو الأخر، مما يمثل عبء على المواطنين، خاصة أن القرية تبعد على ما يزيد الـ20 كيلو متر للوصول ألى مدينة أولاد صقر مما يضيف مصاريف المواصلات فلشرب كوب ماء نظيف يصل حد التكلفة ما يقرب ال10 جنيهات يوميًا ومعظم أهالى القرية من البسطاء الذين لايستطيعون تجمل تلك التكلفة.

وبرزت المشكلة بصورة أكبر بعد إزالة الوحدة المحلية " للطلمبات الحبشية " بإعتبارها مصدر تلوث للبيئة.
وفى سياق متصل نجد قرى مركز الإبراهمية والحادثة الأشهر للتلوث الجماعى وسقوط ضحيه له فى العام الماضى والذى دام إنقطاع المياه بعدها إلى مايقرب ال3 شهور حتى بلغ حد المعانة والأسى بالأهالى إلى أن قالوا " هاتوها ملوثة وهنشربها ".

وفى هذا الإطار صرح اللواء أيمن عبدالقادر رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالشرقية أن القرى التى لم يصل لها المياه حتى الأن جارى إدراجها فى الخطة وذلك حسب الإمكانيات المتاحة ومنح دولة الإمارات والدول العربية، وأكد عبدالقادر على وجود أزمة حقيقة للمياه بالشرقية والامر لايمكن حله بين ليلة وضحاها.



الدقهلية فناطيس خاوية

وفى قرى الدقهلية بات العطش وانقطاع المياه بمثابة المرض الذي يزحف من قرية إلى أخرى بمحافظة الدقهلية، حيث يعانى سكان 17 قرية من العطش ولا تزال جراكنهم خاوية بعد أن ظلوا يبحثون عن قطرة مياه.


ففي مركز دكرنس يعاني أهالي قرى "كفر عبد المؤمن البياع توفيق ومنشية عاصم" من انقطاع المياه بشكل مستمر وتفاقم الأزمة، مما يدفعهم لشرائها من القرى المجاورة حتى أصبحت الفناطيس الخاوية هي مشهد متكرر بطرقات القرى ومداخل البيوت.

أما في مركز الجمالية فتعاني قرى السيالة والليسا عبد الحكيم وكفر الكردي من الانقطاع الدائم للمياه، ما دفع أهالي القرية للاعتماد علي مياه الترع في غسل الأواني وقضاء حاجاتهم، بل يصل الأمر لملء الجراكن من الترعة وأخذها للمنزل.

وفي مركز منية النصر، تعاني قرى برمبال القديمة، والسودة، وشريف، وطوبار، والعرب، والعداولة، من انقطاع المياه أيضا، كما تشهد قري كفر الأمير والكمال والربع، التابعة لمدينة تمي الأمديد، الأزمة ذاتها، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء بشكل دائم عن القرية ما يؤدي إلى شلل بمحطات المياه.

عدوى العطش زحفت لمدينة المنصورة أيضا، حيث يعيش أهالي عزبة الصفيح بلا قطرة مياه واحدة، ما دفعهم للجوء لنقل الماء إلى منازلهم في فناطيس على عربات الكارو والتروسيكلات.


طلمبات حبشية

يعانى آلاف الأسر فى قرى سيدى غازى بمركز كفر الدوار بالبحيرة من انقطاع مياه الشرب، الأمر الذى دفعهم إلى الاستعانة بالطلمبات الحبشية، خاصة أن سيارات شركة مياه الشرب لا تصل إلى القرى سوى مرة واحدة كل أسبوع، وسط تجاهل المسؤولين بالمحافظة.

يملأ الأهالى خزاناتهم من المساجد والقري القريبة لقضاء حاجتهم من مياه الشرب اليومية، بالإضافة إلى استخدام الطلمبات الحبشية.


عطش وخراب أراضى

وفى مدينة المحلة بمحافظة الغربية فهناك حالة من الغضب انتابت أهالى صفط تراب وأبوافى وعياش وشبراملكان وما يزيد على 20 عزبة تابعة بسبب انقطاع المياه.

ويشكي مزارعي السنطة من قيام إدارة الري، بالتحكم فى مجرى المياه بإتاحة الفرصة لرى مزارع قرية القرشية، ومنع فتح المياه عن القرى المجاورة مثل قرية الجميزة، وقرية ميت حواى، وقريه شندلات وعزبة الخطيب.

وتقدم العشرات من أهالى السنطة بشكوى عاجلة إلى محافظ الغربية بالتدخل لدى الري بعد تعرض مزروعاتهم فى قرى الجميزة وميت حواى وشندلات والبندرة والخطيب لجفاف المراوي الزراعية.

وناشد الأهالي المحافظ حسام مغازى وزير الموارد المائية للتدخل إنقاذ زراعاتهم التى تعانى فساد إدارة الرى وانخفاض منسوب ترعة السنطة مما حرم القرى من حصتها من المياه فى الرى وأدى إلى تلف المحاصيل.

مياة المنجنيز

وتتعرض آلاف الأفدنة في مراكز محافظة المنوفية للتدمير نتيجة عدم توافر المياه أو الاعتماد على المياه «المُعين» التي يزداد فيها درجة عنصر المنجنيز ويكون سببا في تدمير الأرض وارتفاع ملوحتها، وما بين العطش والملوحة يعيش المزارع المنوفى بين أزمة العطش وتحمل تكاليف باهظة لتراجع الإنتاجية.

ففى مركز قويسنا يعانى الأهالي من انقطاع المياه، وفى عدد من قرى مركز أشمون تشهد قرى «صراوة، شطانوف، سنتريس، محلة سبك، طليا، ومركز أشمون نفسه» تلوثا للمياه، التي تزداد فيه نسبة التلوث بشكل كبير، وخصوصًا في مركز يضم 66 قرية، ويمتد الأمر لقرى مركز منوف.


مازال الصعيد فى طى النسيان فبلاد النيل تحلم اليوم بشرب كوب ماء وتعانى محافظاته من العطش على الرغم من إختراق النيل لأراضيها...


سوهاج مياة الأبار هى الحل

فففى سوهاج هناك مايقرب من 360 ألف نسمة بقرى شمال سوهاج يحلمون بمياة نظيفة للاطفال والرجال والنساء.

وتعانى قرى نزلة القاضى وقرية الطوالب والجبيرات وكوم بدر والكوم الاصفر والشيخ مسعود والحردية القبلية والبحرية من العطش

أما قرية بنجا والشيخ ذين الدين وقرية السوالم فى شمال سوهاج فيشربون من مياة الابار المليئة بالشوائب والرمال والطمى مما تسبب فى إنتشار العديد من الامراض والتى ياتى فى مقد متها مرض ألفشل الكلوى ومرض الكبد الوبائي فيروس سى الذى أصاب أغلب أهالى القرية

وفى قرية المدمر التابعة لمركز طما شمال سوهاج وهى أكبر قرى محافظة سوهاج من حيث المساحة ثانى أكبر قرى مركز طما سكانا وتشتهر بالزراعة والتجارة ويتجة الاهالى بإنشاء مرشحات صغيرة للمياة بتكلفة حوالى 700 الف جنية لى 3 مرشحات فى القرية وهذا يعمل على تحليل مياة الشرب عبر 6 فلاتر و33 شمعة لكلورة المياة الواردة من الشبكة ثم تنقل الى النجوع التابعة للقرية عن طريق الحمير والتكاتك وتوصيلها الى المنازل وهذ يترتب علية صعوبة بالغة فى النقل وتوصيل كوم ماء نظيف.


الأقصر مياة إرتوازية

يعانى أهالي العديد من قرى محافظة الأقصر من العطش حيث أن ''الحوض'' لم يعد ممتلئا، والقرى الهادئة القابعة على ضفاف النيل، أصبحت مياه الشرب تنقطع عنها بالساعات دون إنذار أو التفات من جانب المسئولين لمعاناة الأهالي المستمرة.

ما سبق ليس كل شيئ، فالماء الذي يشربه الأهالي في بعض القرى مثل ''المداود والبغدادي'' ملوثًا، هذه القرى مازالت تعتمد على المياه الارتوازية، الأهالي تتضاعف معاناتهم، وحتى المياه الملوثة تنقطع عنهم يوميًا بالساعات، وكأن لسان حالهم يقول ''رضينا بالهم والهم مش راضي بينا''.



المنيا المياة للأثرياء

مأساة حقيقيه يعيشها أهالي قرية العزيمة 4 التابعه لمركز سمالوط، حيث يعانى أهالى القرية البالغ عددهم أكثر من 15 ألف نسمة، والتى تبعد 20 كيلو متر غرب مدينة سمالوط، وتقع بالظهير الصحراوى الغربى من ملوحة مياة الشرب وضعفها الدائم، وعدم وصول مياه الري لري الأراضى منذ عام 1993، وقيام المصانع الواقعة بجوار الترعة بإلقاء مخلفات الصرف الصناعى بالترعة.

يوجد بالقرية ترعه لرى أكثر من 20 ألف فدان ومنذ عام 1993 جفت الترعة تمامًا وتقدمنا بمئات الشكاوى إلى المسؤلين، وأكد الأهالى أن سبب جفاف الترعة انخفاض قدرة محطة الرفع الواقعه بقرية طرفا على البحر اليوسفي، ومنهم من قال إن حصة المياة يتم أخذها لرى أراضى محافظة الفيوم عندما كان الدكتور يوسف والى وزيرًا للزراعة ويقومون بزراعة الأرز الذى يتطلب كميات كبيرة من المياه، وتحولت الترعة منذ 22 سنة إلى مصرف لأصحاب المصانع الواقعة بجوار الترعة، وقاموا بتحويل صرف مصانعهم على الترعة بدلا من الصرف فى الأراضى الصحراوية، وتحولت الترعة إلى مقلب للقمامة والحيوانات النافقة والصرف الصناعى، وأدت إلى انتشار الناموس والحشرات والروائح الكريهة وخاصة فى فصل الصيف.

الأثرياء فقط يقومون بدق طلمبات للحصول على المياه لري أراضيهم، ومن لا يستطيع عمل بئر يترك الأراضى بدون زرع.


بنى سويف العطشانة

يعاني العديد من أهالي بعض القري التابعة لمركز ناصر وإهناسيا وسمسطا وغيرها من مراكز محافظة بني سويف من نقص وإنقطاع المياة بصفة مستمرة مما يجعلهم يبحثون عن الطرمبات “الحبشية” لنقل المياة منها لمنازلهم ليعود بهم الزمن من جديد بحثًا عن المياة التي باتت أبسط حقوق الفقراء وساكني قري بني سويف.

وتعاني قري بلفيا والدوالطة وباها وابشنا وحاجر بنى سليمان والمعروفة بقرى غروب بني سويف من ضعف وندرة مياة الشرب التي تصل لقراهم وتعددت شكواهم ومازالت المياة بعيدة الأمل عنهم ويضطر العديد منهم لتركيب المواتير لرفع المياه والآخرين يضطرون الشرب المياه الإرتوازي من باطن الأرض معرضين حياتهم للخطر


مياة التروسيكلات والتكاتك

تعانى محافظة الفيوم من نقص فى مياة الشرب، ففى قرية شكشوك وعزبة سليمان الواقعة على ضفاف بحيرة قارون، انقطعت المياه تماما عن المنازل، واضطر الأهالى إلى استخدام التروسيكلات والتكاتك والموتوسيكلات، فى نقل المياه والتى أصبحت مصدر رزق لأصحابها يقومون ببيع "جركن" المياه بجنيه واحد، والغريب أن جميع القرى والعزب المجاورة تتوافر بها المياه، مما زاد شعور أهالى القرى المحرومة بالاحتقان.

أسوان المية بفلوس

على حدود مصر الجنوبية، يعيش الآلاف من الأسر بقرى مشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو في محافظة أسوان في معاناة يومية لارتفاع منسوب المياه الجوفية التي غمرت أراضيهم الزراعية، مما أدى إلى تلف المحاصيل.

بدأت المشكلة منذ عدة سنوات، وحلها يستلزم اعتمادات مالية لإنشاء قواطع للصرف الزراعى وتبطين للترعة الرئيسية وهى ترعة وادى الصعايدة بتكلفة لا تقل عن 50 مليون جنيه.

القرى المذكورة تابعة لمشروع شباب الخريجين التابع لوزارة الزراعة، ويرجع السبب الرئيسى في تفاقم المشكلة لأنه عند تنفيذ المشروع في عام 1997، لم يأخذ في الاعتبار وجود الترعة التي تم إنشاؤها وعلو منسوبها عن القرى بوادى الصعايدة ولم يتم تبطينها بشكل جيد، مما أدى إلى تسرب المياه منها إلى القرى المنخفضة ولم تحل هذه المشكلة منذ نحو 23 عامًا.

في الوقت نفسه، يعانى أهالي قرية توماس وعافية على ضفاف بحيرة ناصر من نقص مياه الري، ما يتسبب في تلف الزراعات الخاصة بهم، وتكبدهم خسائر كبيرة، وذلك بسبب تكرار حدوث أعطال في عوامة المياه، رغم أنه تم شراء ماكينة رى جديدة بـ450 ألف جنيه لتطوير الرى في القرية، كما تعد منطقة الصداقة من أكثر المناطق معاناة لأزمة العطش.

الوادى الجديد لا شرب لا رى

على أرض محافظة الوادى الجديد، تعانى قرى مركز بلاط نقصًا حادًا في مياه الشرب والري، رغم أنها إحدى مدن التوطين التي أنشأتها الحكومة لتعمير المنطقة الواقعة بين بلاط والخارجة وخلق مجتمعات عمرانية.

وتسبب انقطاع المياه المتكرر في هلاك أكثر من 150 فدانًا من محصولى القمح والنخيل بقرية الزيات، فضلًا عن انحسار الرقعة الزراعية.

وتمتد الأزمة إلى قرية درب الأربعين التابعة لمركز ومدينة باريس، ويواجه أبناء القرية أزمة المياه بتعبئة الجراكن ونقلها على الدواب والسيارات إلى منازلهم والتي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات وذلك لعدم وجود محطة مياه بالقرية، وتوقف الحكومة عن استكمال البنية التحتية لهم.

البحر الأحمر يشرب من البحر

ويعانى أهالي المدينة من نقص مياه النيل، حيث يتم خلطها بمياه التحلية بنسبة كبيرة تتجاوز 80%، مما تسبب في إصابة الأهالي بالفشل الكلوي، فهناك أكثر من 250 حالة فشل كلوي، بالإضافة إلى حالات قرحة المعدة وحصوات وأملاح.


سيناء المياة بالدور


تتركز أزمة مياه الشرب بمحافظة شمال سيناء في أحياء وقرى مركزى رفح والشيخ زويد، وكذلك قرى ومدن وسط سيناء التي بالكاد توفرها لهم شركة المياه ليتم تخزينها في خزانات كبيرة الحجم ليتمكنوا من الشرب منها، وقضاء حوائجهم، بالإضافة إلى مدينة العريش التي تنقطع أحيانًا المياه عن بعض أحيائها مثل أبو صقل والريسة والضاحية والعبور والمساعيد لأكثر من أسبوعين متواصلين.

تصل المياه من المحطات الرئيسية إلى القنطرة فالعريش، قبل أن يتم تخزينها في خزانات تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي، ثم يبدأ توزيعها على المناطق المختلفة، وفقًا لجدول الأيام، بواقع يومين في الأسبوع، ثم يأتى بعد ذلك دور مواطنى أرض الفيروز في إنشاء خزانات خاصة بهم لاستلام المياه وتخزينها، وتزايدت أزمة انقطاع المياه بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

و ينتظر أبناء جنوب سيناء، تدخل المسئولين لإقامة مشروعات تحول مياه السيول من نقمة على أبناء مدن وقرى المحافظة إلى نعمة، فالمزارعين يعانون أزمة ندرة مياه الري، وهناك 21 ألف فدان على مستوى مدن جنوب سيناء، تروى عن طريق الآبار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق