شكرا للسيناوية الجدعان..
«سيناء كاملة بينا»: الشكر في الجمهورية الجديدة مش بالكلام.. الدولة تبدأ رحلة العبور الجديد (5)
السبت، 04 مارس 2023 08:00 ممحمد الشرقاوى
"عزاؤنا إن كان الثمن هو تنقية التخلص من آفة موجودة؛ كان الهدف منها إنها تفقد الدولة المصرية هذا الجزء من أرضنا".. بهذه الكلمات توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالشكر إلى أهالي سيناء والأسر التي قدمت أبناءها، وضحت وعانت؛ نتيجة للعمليات الإرهابية.
الأحد الماضي، وخلال تفقده اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطط الدولة لتنمية وإعمار سيناء قال الرئيس السيسى: "صدقوني، الهدف من هذه الآفة هو افقاد الدولة المصرية هذا الجزء العزيز من أرضنا.. تضحيات أهالي سيناء محل اعتبار وتقدير".
الشكر ليس بالكلام.. جاء في كلمة الرئيس: "في الفترة المقبلة سنتحرك بخطة كبيرة، ونحتاج جهود الشركات ومعدلات عمل وتنفيذ تشعر أهالينا في سيناء ان الدولة المصرية تعمل بهمة، لم يعد هناك عُذر، للدولة ولا لمؤسساتها، ومطلوب أن تكون كل أجهزة الدولة موجودة مثل التعليم والصحة، بشكل أكبر من ذي قبل".
«اللى فات كوم واللى جاى كوم تانى».. قد تكون هذه الرسالة كاشفة عن حجم التقدير الذي تكنه الدولة لأهالي سيناء، والذين لولاهم لمرت عملية تطهيرها بكثير من العقبات.
لم تكن التضحيات التي قدمها أهالي سيناء خلال السنوات الماضية منقوصة عن تلك التي قدموها في حرب استرداد الأرض والكرامة في نصر أكتوبر 1973 ومن قبله، فهذه أيضاً كانت حرب نحو العبور والتنمية.
فالدولة التي عملت منذ عام 2014 على كسر حدة الموجة الإرهابية بكافة الطرق والوسائل، وعملت على تقوية الأجهزة الأمنية المستنزفة بالأساس من عام 2011، وإعادة صياغة استراتيجيات المواجهة لتتناسب مع حجم التطور الإرهابى القائم، وهو الأمر الذى لابد من أن يستغرق بعض الوقت، وقف بجوارها أهالي سيناء رغم المعاناة.
ومع إعلان الرئيس السيسي عن انطلاق قطار التنمية في سيناء، عبَّر أهالي سيناء عن فرحتهم بنجاح الدولة، في القضاء على الإرهاب فى سيناء وانطلاق عمليات التنمية وإعادة الإعمار من جديد، يقول "الشيخ عزمى أبومليح" من رموز مركز رفح، إنه يرى أبناء سيناء يعيشون عيد عبور جديد لسيناء الحبيبة ومستقبل باهر من أول لحظة فى اصطفاف مئات المعدات الهندسية الجاهزة للمشاركة فى إعادة إعمار سيناء والمشروعات القومية التى أطلقها الرئيس السيسى، وهذه فى عيون أهالى سيناء ترى شروق الشمس والنور على أرض سيناء وهى بداية قطار التنمية الحقيقة ومستقبل سيناء الذى طال انتظاره لأهالي سيناء، لأنهم صبروا وعانوا ويلات الحروب على مر العصور والآن هذا وقت العمل على أرض الواقع، وستكون سيناء سلة الخبز لمصرنا الحبيبة".
كان مشروع تنمية سيناء حلماً يراود الجميع، بما لها من أهمية بالغة للأمن القومي المصري، وبما تتمتع به سيناء من موارد طبيعية وموقع جغرافى متفرد، بما جعلها حجر الزاوية ڤى كل خطط وبرامج التنمية فى الحقب الماضية.
وجاء خطاب الرئيس السيسى عن مستقبل التنمية والبناء فى سيناء وضرورة النهوض بمستوى المعيشة والدور الحيوى والمفصلى للشباب فى هذه المرحلة أعطى للجميع وبلا استثناء طاقة إيجابية وحماسة منقطعة النظير والتى تعتبر من أهم مقومات النجاح لأى خطة تنمية.
يقول "الشيخ محمد نافل" من رموز مركز بئر العبد بشمال سيناء، إنما تستلهم الشعوب القوة الدافعة والحماس من قادتها وزعمائها فالجميع ينتظر بفارغ الصبر بداية هذه الملحمة الكبرى، ولأن إطلاق شرارة التعمير والبناء جاءت هذه المرة بعد تحقيق الانتصار على فلول الإرهاب الأسود وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وقد رأى الجميع بأم عينه العطاء والتضحية والفداء فى أبهى صوره، مما عكس حقيقة جلية واضحة مفادها أن سيناء أرض وشعب من أولويات الدولة المصرية.
وأضاف انهم يفتخرون انهم شاركوا فى الحرب على الإرهاب كما شارك من قبلهم آبائهم في النضال ضد الاحتلال، اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم من الأجهزة الأمنية وبرهنوا على وطنيتهم وإخلاصهم وقدموا الشهداء والجرحى وكانوا جزء لا يتجزء من هذه المعركة المصيرية.
على العهد دائماً، يقول الشيخ "عبداللطيف زماط" من رموز قرية الظهير جنوب الشيخ زويد، إنهم دائما فى حالة تضافر مع الدولة فى كل مراحل العمل على أرض سيناء خلال الحرب على الإرهاب واليوم فى التنمية التعمير، ويضيف الشيخ درويش أبوجراد، أحد وجهاء سيناء، أن الاحتفالات القادمة ستكون فى العريش أو فى الشيخ زويد ورفح، وهذا دليل على أن المنطقة مقبلة على تنمية معمارية، مؤكداً أن وصول الرئيس للمنطقة يؤكد أنها ستكون بوابة الاستثمار والتنمية على مستوى مصر، كما هى بوابة مصر الشرقية، وستكون بوابة التنمية الحقيقية، وستكون سنغافورة جديدة فى الشرق الأوسط.
المعاناة كانت ضخمة للغاية، فالعمليات الإرهابية أنهكت سيناء، فالسيناوية فقدوا المئات من أبنائهم، وحادث مسجد الروضة ببئر العبد في 2017، كان أشرس هجوم دموي، أسفر عن استشهاد 305 من المواطنين الأبرياء وكان من بينهم أطفال، وإصابة 128 آخرين.
وجاء شكر الدولة لأهالي سيناء في صورة مشروعات قومية عملاقة تخطت حاجز الـ 610 مليار جنيه، ففي 2018 أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن تخصيص 275 مليار جنيه، أي ما يعادل حوالي 15.5 مليار دولار، لتنفيذ عدد من المشروعات التنموية في شبه جزيرة سيناء حتى عام 2022، تتضمن مشروعات اقتصادية وتعليمية وصحية، إضافة إلى مشروعات لتعزيز البنية الأساسية.
وتضمنت المشروعات إقامة مزرعة سمكية على مساحة 15 ألف و590 فداناً، ضمن المشروع القومي لتنمية قناة السويس، وإنشاء 10 طرق جديدة بإجمالي 1339 كيلومتراً، بتكلفة تصل إلى 26.6 مليار جنيه، بالإضافة إلى إنشاء عدد من الوحدات السكنية، وبناء 15 مستشفى ووحدة صحية، بتكلفة 1.2 مليار جنيه، وإنشاء وتطوير 53 مدرسة وجامعة ومعهد وإدارة تعليمية، بتكلفة 5.5 مليار جنيه.
وأنفقت الحكومة 610 مليار جنيه، لإعمار سيناء من خلال إنشاء العديد من مشروعات البنية التحتية والطرق والكبارى وإنشاء العديد من المحطات لتحلية مياه البحـــر لتوفير مياه تخـــدم الأغراض التنموية، بجانب مشروعات الانفاق والسياحة وغيرها من المشروعات، كان على رأس "أنفاق قناة السويس"، وهـى 5 أنفاق تمتد أسـفل قناة السويس بتكلفـــة إجمالية 12 مليار جنيه، تم الانتهاء 2019، ويتمثل المشروع فى نفقى الإسماعيلية ويصلان إلى سيناء، ونفقى بورسعيد و يربطان غـرب مدن القناة بشـــرقها لتسهيل حركة التجـــارة فى منطقة إقليم قناة السويس، هذا إلى جانب نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس.
واستهدفت هذه المشاريع ربط سيناء بدلتا النيل إنهـــاء معاناة المواطنين شـــبه اليومية فى الانتقال من مكان لآخر، بالإضافة إلى تشييد عدد من الكبارى العائمة الهادفة إلى تسهيل حركة عبور المواطنين والبضائع مع القضاء على مشكلة الزحـــام والتكدس بسبب المعديات، وتيسير تداول البضائع وحركة انتقالها بين شـــرق وغرب مدن القناة.
كذلك محور 30 يونيو والذي بلغت تكلفته 5٫212 مليار جنيه، ناهيك عن إنشاء مطارات المليز ـ البردويل، وتطوير مطار سانت كاترين، وإنشـــاء مطار جديد برأس ســـدر بتكلفة 3 مليارات جنيه على مساحة 34 مليون متر، وإنشـــاء مارينا مـــع تنمية سياحية كاملة للمنطقـــة المحيطة بمدينة رأس ســـدر ومنطقة شـــمال عيون موسى على مساحة أرض 6 ملايين متر مربع من أجل جذب الاهتمام لتلك المنطقة وجعلها امتدادا لشرم الشيخ.
حتى يناير 2022، انتهت الحكومة في محافظتي شمال وجنوب سيناء، خلال الفترة من يوليو 2014 حتى الآن، من إنشاء وتوسعة وإحلال 65 مشروعا، بإجمالي 672 فصلا، من بينها إقامة 29 مدرسة جديدة بواقع 344 فصلا، وإضافة 290 فصلا جديدا إلى 33 مدرسة قائمة على سبيل التوسع لاستيعاب الزيادة وتقليل الكثافة، فضلا عن إحلال 3 مبان تعليمية متهالكة بها 38 فصلا، كذلك تم تنفيذ أعمال البنية التكنولوجية، ومد كابلات الفايبر لعدد 39 مدرسة، وجار التنفيذ في عدد 7 مدارس أخرى، كما تم توزيع 4565 جهاز تابلت على طلاب المرحلة الثانوية.
بالإضافة إلى تخصيص أرض في منطقة وسط سيناء، لإنشاء أول مجمع للتعليم الفني على مستوى الجمهورية، يشمل مدارس للتعليم الفني بالأقسام صناعي، زراعي، تجاري وفندقي، تضم تخصصات جديدة لخدمة مجالات التنمية والثروات الموجودة في المنطقة ومنها الزجاج، الرخام والجرانيت، والغزل والنسيج والكليم، الجرارات والآلات الزراعية، صناعة المراكب والصناعات البحرية.