العاصفة «تلاسا» تفاقم معاناة اللاجئين السوريين في لبنان

الثلاثاء، 26 يناير 2016 11:01 ص
العاصفة «تلاسا» تفاقم معاناة اللاجئين السوريين في لبنان

يعيش اللاجئون السوريون على الأراضي اللبنانية ظروفا حياتية صعبة تفتقر للحد الأدنى من العيش الآمن والكريم ومرشحة إلى الأسوأ مع استمرار تساقط الثلوج على المخيمات في بلدة (عرسال) شرقي لبنان التي يعيش فيها اللاجئون، كما غمرت مياه الأمطار عددا من الخيام بعد أن مزقت الرياح بعضها.

وكانت الأجواء الباردة قد سيرت على مختلف المناطق اللبنانية، بعد يومين من بدء المنخفض الجوي الذي حمل اسم "تلاسا" وبدأ يوم السبت الماضي، حيث أغلقت المدارس الرسمية والخاصة والمعاهد وبعض كليات الجامعة الرسمية أبوابها أمس الاثنين بعد قرارات وزارية بهذا الشأن.

كما قطعت الثلوج معظم الطرقات الجبلية على ارتفاع 800 متر وما فوق، وهي المناطق التي تضم أكبر التجمعات السكانية للاجئين السوريين واللبنانيين المصنفين ضمن فئة "الأكثر فقرًا"، بحسب الإحصاءات الدولية.

وقد أدت هذه الثلوج، التي عزلت سائر بلدات منطقة الهرمل مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، إلى وفاة سورية مسنة وإصابة أخرى باضطرابات صحية شديدة أثناء محاولتها الدخول إلى الأراضي اللبنانية، حسب ما أعلنت السلطات اللبنانية.

وقد نقلت سيارات الصليب الأحمر المسنتين إلى أحد مستشفيات منطقة شتورا في البقاع (شرق لبنان) بعد أن عثر عليها عناصر من الجيش اللبناني.

معاناة اللاجئ السوري في لبنان لم تتوقف عند هذه المحنة فقط، فقد بات ينظر إليه من قبل الحكومة اللبنانية ممثلة في وزير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن اللجوء السوري وصل إلى مستوى "النكبة"، بعد أن ناهز عدد اللاجئين مليونا ونصف مليون (من بينهم نحو مليون و100 ألف لاجئ مسجل)، ويرى أن هذا "العدد الكبير وصل إلى مجتمع هو بذاته غير متماسك سياسيًا واجتماعيًا ويعاني من خلافات كبيرة".

وتتفاوت الآراء حول التأثيرات الاقتصادية التي أفرزها التدفق السوري، إذ تستند وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تقديرات البنك الدولي في أن خسارة لبنان خلال سنة ونصف بلغت 7 مليارات و500 مليون دولار، في حين وصلت البطالة إلى 14% نتيجة تدفق العمالة السورية.

وهذه الأرقام الكبيرة الصادرة عن البنك الدولي زعم البعض أنه جرى تضخيم تأثيراتها بهدف تشجيع الجهات المانحة على المساهمة في تحمل التكلفة، كما أن البنك الدولي نفسه وضع خريطة طريق تتضمن الخطوات الواجب اتباعها لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وهذا يتطلب مبلغ مليارين و200 مليون دولار وفق درباس.

أحد أسباب الانعكاسات الاقتصادية السيئة، برأي الوزير اللبناني، هو توزع 17% فقط من اللاجئين على المخيمات العشوائية، بينما ينتشر الباقون على الأراضي اللبنانية، وإشكالية إقامة مخيمات لم يتم التوصل إلى حل لها من قبل الحكومة حتى اليوم.

ومن المقرر أن يستمر الطقس حتى غد، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية، غائما جزئيا مع انخفاض إضافي في درجات الحرارة، وتكوين طبقات من الجليد على الطرق الجبلية والداخلية، مع احتمال تساقط بعض الثلوج الصباحية المتفرقة، خاصة على المرتفعات الجنوبية التي تعلو عن 600 متر، على أن تنحسر العاصفة "تلاسا" بعد غد.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد ذكرت، في تقرير، أن السلطات اللبنانية تفرض شروطا تمنع بشدة كثيرا من اللاجئين السوريين من تجديد إقاماتهم ما يزيد ذلك مخاطر استغلال وسوء معاملة الفارين من الاضطهاد والحروب.

واستند التقرير، الذي جاء بعنوان: "أريد فقط أن أعامل كإنسانة: كيف تسهل شروط الإقامة في لبنان الإساءة ضد اللاجئين السوريين"، إلى مقابلات مع أكثر من 60 لاجئا ومحاميا وعاملا في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، ووجدت هيومن رايتس ووتش أن تعليمات الإقامة المعتمدة في يناير 2015 أفقدت معظم السوريين الصفة القانونية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق