معرض الكتاب الحدث والدلالة

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد من أهم الأحداث والفعاليات الثقافية السنوية التي ينتظرها الجمهور المصري بشغف واهتمام .

 

في الحقيقة لا أنكر شعوري بشيء من القلق قبيل الدورة الأخيرة نظرا للأزمة الاقتصادية وشكوى الناس من الغلاء ، فكان لدي تصور أن الإقبال هذا العام لن يكون بقوة الأعوام الماضية ، فهناك ما هو أهم بالنسبة للكثيرين من شراء الكتب، والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي "العالم الافتراضي" اكتشف أن الواقع مختلف تماما، فالإقبال على المعرض كان تاريخيا، كما أن المبيعات حققت أرقاما كبيرة بحسب تصريحات المسؤولين عن المعرض ، وبعيدا عن تصريحات المسؤولين يمكن لأي مواطن مراقبة الرواد الذين خرجوا  بحقائب محملة بالكتب .

 

أسعدني بشدة مشاهدة رحلات آتية من الأقاليم لزيارة المعرض ، وعمل زيارات لأبناء الإسكان بديل العشوائيات مع إقامة فعاليات فنية وثقافية تساعدهم في الارتقاء بمستواهم الفكري .

 

ما حدث له دلالات عدة ويبشر بشباب واعي ومثقف لم توقفه أزمة اقتصادية ولا ظروف عن اقتناء كتب يعتبرها غذاء لعقله وروحه وهي بالنسبة له بأهمية غذاء البطن وربما أكثر، وليس كما يوهمنا البعض بأننا شعب خاوي جوعان لا يفكر سوى في لقمة العيش، أضف إلى ذلك تواجد العديد من الكتب المتنوعة الصادرة هذا العام لكتاب معروفين ولكتاب جدد، وهو ما يرسخ فكرة تميز العقول المصرية، وتعدد المواهب والتأكيد على أن مصر ولادة، كما أن المشهد العام يشير إلى حالة الاستقرار الأمني وقدرة الدولة على تأمين هذا الكم الهائل من الجماهير والمشاركين من شتى الدول ، فقد مرت أيام المعرض بشكل هادئ ومنظم يليق باسم مصر .

 

حقا لقد استطاعت دورة معرض القاهرة المصري لهذا الكتاب أن تملأني بالفرح والطمأنينة على حاضر ومستقبل وطني وأبناءه وأن تشعرني أنه لا يزال هناك أمل .