يوسف أيوب يكتب: حياة كريمة تنتشل سوهاج من الفقر
السبت، 07 يناير 2023 06:00 م
الرئيس السيسي: نبذل كل جهد يحقق جودة الحياة لأهالينا.. و102 مليار جنية تعيد الحياة للمحافظة
الدولة تحتاج إلى 70 تريليون جنيه للتطوير.. وكل جهد يُبذل لن يكون كافيا إذا استمرت الزيادة السكانية
رسائل رئاسية للشباب: "أفكاركم وأحلامكم قد تكون هي السبب في تغيير وضع البلاد"
الدولة تحتاج إلى 70 تريليون جنيه للتطوير.. وكل جهد يُبذل لن يكون كافيا إذا استمرت الزيادة السكانية
رسائل رئاسية للشباب: "أفكاركم وأحلامكم قد تكون هي السبب في تغيير وضع البلاد"
لم يكن يدور بخلد أيا من أبناء قرية أم دومة، أحدى قرى محافظة سوهاج، أنه سيأتى يوم ليروا رئيس مصر بينهم، يتناول الأطفار مع أحد الأسر، مقدماً أكبر هدية لأهالى القرية التي ظلت في طى النسيان لسنوات طويلة، حتى ظنوا أنها ليست على خريطة الدولة.
الخميس الماضى، وخلال زيارته لسوهاج، توجه الرئيس السيسى إلى قرية أم دومة، وتناول الأفطار مع أهلها، مفتتحاً العديد من المشروعات المنفذة بالقرية ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، كاتبا شهادة ميلاد جديد للقرية.
في القرية تحدث الرئيس مع الأهالى، واصفاً أهل الصعيد بأنهم "أهل عزة وكرم وشهامة ومروءة"، مشدداً على أن ما يتم إنجازه في مصر الآن ليس فضلا ولا منة وإنما هو حق الناس، مؤكداً في الوقت نفسه "أن المشوار لازال طويلا وتلك فقط هى المرحلة الأولي من المشروع ولازال هناك مرحلة ثانية وثالثة"، مضيفا "وعدنا المواطنين في ريف مصر بأننا سننفذ المراحل الثلاث"، موجهاً شكره لكل من تطوع في هذا العمل، مشيرا إلى أن ما يفعله المتطوعون يصب في مصلحة مصر وأهلها ولكن بفضل الله سننهي تلك المراحل في أقرب وقت.
وتفقد الرئيس السيسى سير العمل في وحدة طب الأسرة بقرية "أم دومة"، التي تم تطويرها ورفع كفاءتها وفقا لنظام التأمين الصحي الشامل الجديد لتقدم خدماتها الطبية لأهالي القرية وتوابعها.
من القرية إلى جامعة سوهاج بمدينة سوهاج الجديدة، حيث حضر الرئيس احتفالية بمناسبة الافتتاحات التي تشهدها سوهاج، ومن هناك وجه الرئيس عدداً من الرسائل، سواء لأهالى سوهاج، او الصعيد، للحكومة.
الرسالة الأولى، تأكيده أن الدولة ماضية قدما بشكل قاطع وبإرادة حقيقية في مسيرة تطوير صعيد مصر والعمل بكل جد وبذل كل جهد يحقق لأهالينا في الصعيد ما يستحقونه من تنمية واستقرار وجودة الحياة، مشدداً على أن التوجيهات الرئاسية المستمرة لكافة أجهزة الدولة بوضع تنمية الصعيد في أولوياتها، وتكامل الجهود لتحقيق طفرة تنموية تنعكس آثارها بشكل مباشر على المواطن سواء على مستوى الخدمات المقدمة له وخاصة في مجالي الصحة والتعليم أو البناء وتطوير البنية التحتية بالتوازي مع المشروعات القومية الكبري التي يتم تنفيذها لتعزيز أصول الدولة ورفع قيمتها لدعم الاقتصاد.
الرسالة الثانية، أن الصعيد لم يكن مهمشا ولامنسيا ولكن الدولة لم تكن قادرة، مشيرا إلى أن الدولة تحتاج إلى 70 تريليون جنيه استثمارات لتنفيذ المشروعات لتحقيق المطلوب من عملية التطوير في البلاد، وقوله إن كل ما يتم إنجازه الآن هي محاولة لسد الفجوة والوصول للمعدلات الطبيعية لعملية التطوير، لافتا إلى أن مصر في حاجة لإنشاء 60 ألف فصل دراسي سنويا لاستيعاب الزيادة السكانية مع الأخذ في الاعتبار أن أعداد الفصول الحالية لا تكفي عدد الطلاب الذين هم في حاجة إلى التعليم، موضحا أن تكلفة إنشاء 60 ألف فصل في العام سيكلف خزينة الدولة حوالي 60 مليار جنيه.
الرسالة الثالثة، أن الدولة عملت على تعزيز دور القطاع الخاص وجذب استثمارات مباشرة لدعم مؤشرات الاقتصاد الكلي، وتنفيذ مبادرات واستراتيجية توطين الصناعة المحلية ودعم الصادرات، لتقليل ميزان العجز التجاري وبما ينعكس بشكل مباشر على قيمة الفاتورة الاستيرادية السنوية، مع التأكيد على أنه رغم كل الصعاب سنمضي معا ليس فقط لعبور الأزمة ولكن لصناعة مستقبل باهر بإذن الله، يليق بتضحياتنا ونفتخر ونحن نقدمه للأبناء والأحفاد.
الرسالة الرابعة، أن سبب مشكلة النمو والزيادة السكانية ليس فسادًا من حكومة ولا فساد نظام إداري ولا تهميش، لكن إذا استمرت الزيادة السكانية بهذه الطريقة ، فإن كل جهد يُبذل لن يكون كافيا.
الرسالة الخامسة، تمثلت في عزم الدولة على مساعدة الشباب، من خلال المجمعات الصناعية، وتأكيده على ضرورة إنشاء مجمعات صناعية وسكنية في المناطق غير الزراعية لتلبية احتياجات المواطنين، وإن الهدف من إنشاء المناطق السكنية هو عدم استهلاك الرقعة الزراعية، خاصة أن الهدف من إنشاء المجمعات الصناعية هو توفير فرص عمل للمواطنين، وأن هناك حاجة لإقامة الكثير من المجمعات الصناعية والسكنية لتلبية احتياجات المواطنين، مطالباً في الوقت نفسه بدعم المصانع المتواجدة في المجمعات الصناعية في المحافظات من خلال البحوث وجودة الانتاج، سواء من خلال توفير الخبرات أو تدريب العاملين ليصبح المنتج النهائي لهذه المصانع منافسا ويحقق المواصفات العالمية .
الرسالة السادسة كانت للشباب، بقوله لهم "إن أفكاركم وأحلامكم قد تكون هي السبب في تغيير وضع البلاد".
الرسالة السابعة للمصريين، بأن الحرب الروسية- الأوكرانية وهى تقترب من إتمام عامها الأول وهي الحرب التي بدأت وزاحمت وباء كورونا في تأثيراته السلبية على الاقتصاد العالمي وضاعفت منها ولم ينج من تلك الآثار قاص أو دان، وعانت الاقتصادات العالمية معاناة كبيرة تسببت في تداعيات سلبية على كل دول العالم، وأن مصر واجهت ولا تزال تواجه هذه التداعيات بثبات وقوة مستفيدين من خطوات الإصلاح الاقتصادي التي شرعنا فيها وانعكست آثارها على قدراتنا في مواجهة تلك الأزمة العالمية، مع الإشارة إلى أن فلسفة إدارة هذه الأزمة كانت قائمة في المقام الأول على بذل الجهود لتقليل آثارها المباشرة على المواطن من خلال تنفيذ سلسلة متكاملة من إجراءات الحماية الاجتماعية، والعمل على تقليل آثار موجات التضخم التي ضربت العالم وألقت بظلالها علينا جميعا.
سوهاج تودع الأهمال
وإذا نظرنا إلى سوهاج، وما حدث بها من تغيير، سنجد أن هذه المحافظة كانت قبل أعوام الاعلى بين المحافظات تسجيلا لنسب الفقر، وتجاهلتها يد الاهتمام وهجرها شبابها إلى الشمال بحثا عن فرصة عمل او حياة جديدة، كان ذلك يحدث قبل سنوات. لكن اليوم تغيرت سوهاج، فاستطاعت الانتصار على الفقر بحياة كريمة، وأن تتنفس بناء وتنمية واستقرار، بعدما وضعها الرئيس السيسى هى وبقية محافظات الصعيد في مقدمة اهتماماته.
سوهاج التى تضم 11 مركزا، و3 أحياء، و51 وحدة محلية رئيسية، و2012 قرية تابعة، بالإضافة إلى 1445 من العزب والنجوع، كانت الخميس الماضى على موعد مع قبلة حياة جديدة، بزيارة الرئيس السيسى لها وافتتاحه عدد من المشروعات التنموية والصناعية بمدينة سوهاج الجديدة بالكوامل، وزيارته لقرية "أم دومه" احدى قرى مركز طما، القرية الشاهدة على سحر التغيير الذى احدثته المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" فى قرى وريف مصر.
وتحولت مدينة سوهاج الجديدة "الكوامل" من صحراء جرداء تفتقر الموارد، إلى مدينة سكنية متكاملة المرافق يكسوها اللون الأخضر، تضم كل الخدمات الأساسية والترفيهية، بل وأصبحت متنفسا لأهل سوهاج جميعا لقضاء عطلاتهم، حيث تعد إحدى مدن الجيل الثالث لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتى تتميز بموقع استراتيجي، وتعتبر البوابة الغربية للمحافظة، وترتبط المدينة بشبكة طرق ومواصلات، تضم طريق يبلغ طوله 8.3 كم، ومطار سوهاج الدولى بطريق يبلغ طوله 7.5 كم. والطريق المار أمام المدينة بطول 14 كم حتى الصحراوى الغربي "القاهرة - أسوان".
ومن المستهدف أن يصل حجم السكان فى المدينة إلى 8 ملايين و200 ألف نسمة حتى عام 2050، حيث تبلغ المساحة الكلية للمدينة حوالي 290 ألف فدان، كما اسم مدينة ترفيهية متكاملة تشمل حديقة حيوان ومركز لتدريب الفروسية وحمام للسباحة وألعاب مائية ومدينة ملاهي وقاعة للتصوير وأخرى للزفاف بالإضافة لعدة متنزهات عامة.
ومن بين ٧ تريليون جنية ضختهم الدولة على مستوى كافة المحافظات على مدار السبع السنوات الماضية بلغ نصيب الصعيد 1.5 تريليون جنيه، وهو ما انعكس في حجم هائل للمشروعات في كل المجالات بدءأ من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والإسكان والري وقناطر أسيوط، وعمل منظومة كاملة التموين والسلع والخدمات الصحية ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في أسوان ومشروعات الاستصلاح الأراضي في توشكى وشرق العوينات وغرب المنيا وبني سويف لزيادة الرقعة الزراعية وخلق فرص عمل للشباب في الصعيد.
بالإضافة إلى إنشاء المناطق الصناعية في الصعيد وسوهاج التى اختصت بحجم استثمارات منذ عام 2014 ب 102 مليار جنيه، شملت تطوير قطاع المواصلات والصناعة والخدمات التعليمية والصحية والإسكان والمرافق الأساسية والحماية الاجتماعية ومشروعات حياة كريمة.
وسوهاج أحدٍ المحافظات التى ساهمت "حياة كريمة" فى أحدث نقلة كبيرة خاصة فى البنية التحتية والخدمات، فعلى مدار سنوات احتلت المحافظة صدارة المحافظات الاكثر فقرا والاقل خدمة، لكنها اليوم تغير الوضع على الارض في كل القطاعات المختلفة بداية من قطاع التعليم والصحة وحتى قطاعات الري والصرف ومياه الشرب والطرق والكباري والكهرباء والطاقة وغيرها من المشروعات، كما حققت أحلام المواطن البسيط في الحصول على حياة كريمة في السكن والتعليم، وفي كل شيء ووفرت له آلاف فرص العمل، بالإضافة إلى تعليم الحرف وتمليك الورش داخل المجمعات الصناعية المختلفة.
وبلغ إجمالي تكلفة المشروعات التي تمت في سوهاج حوالي 60 مليار جنيه في سبع مراكز في المحافظة ويمثلون حوالي 65٪ من نسبة السكان في المحافظة، واقامت "حياة كريمة" أكثر من 10800 مشروع موزعين على 30 مركزاً قروياً و 181 قرية، وعلى أكثر من 1123 قرية ونجع، فضلا عن إنشاء 30 مجمع خدمات حكومية بـ 30 قرية لخدمة المواطنين بواقع مركز بكل وحدة قروية، في إطار خطة الدولة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين كل مجمع سيضم "مركز تكنولوجي، وسجل مدني، وشهر عقاري، ومركز خدمات تموينية، ومكتب خدمات بريدية، ووحدة محلية، ووحدة تضامن اجتماعى".
حياة كريمة استهدفت 181 قرية داخل 7 مراكز بسوهاج، من بينها قرية أم دومة التى تم إعلانها كقرية نموذجية ضمن المبادرة، حيث غيرت المبادرة شكل الواقع بالقرية من خلال 18 مشروعا خدميا في مقدمتها إنشاء 3 مجمعات حكومية خدمية ونقطة إسعاف وتطوير شامل للوحدة الصحية ووحدة طب الأسرة ومركز تنمية الأسرة والطفل، وإنشاء وإحلال وتوسعة عدد من المدارس بإجمالى 5 مدارس بمختلف المراحل التعليمية وتطوير الوحدة البيطرية وتدبيش وتبطين الترع وإنشاء مكتب بريد ووحدة مطافئ وتطوير نقطة الشرطة وتجديد لوحة الكهرباء، كما شهدت القرية إنشاء مجمع خدمات حكومية، وإنشاء مجمع خدمات زراعية نموذج رقم 4 وبلغت لخدمة المزارعين بالقرية وتطوير مركز شباب أم دومة" مبنى إدارى – سور الشباب من مختلف الفئات العمرية، وإنشاء نقطة إسعاف أم دومة لخدمة الأهالى فى الحالات المرضية، وتطوير شامل للوحدة الصحية بأم دومه لخدمة كافة الأسر الموجودة بالقرية.
وإنشاء وحدة طب الأسرة لخدمة الفتيات المقبلات على الزوج والسيدات المتزوجات وإنشاء مركز تنمية الأسرة والطفولة لخدمة الأطفال والأسر وجناح توسعة بمجمع أم دومة الابتدائية المشتركة بخدمة التلاميذ بالمرحلة الابتدائية ومنع التكدس وصيانة مدرسة مجمع أم دومه الابتدائي صيانه جديدة لخلق بيئة تعلمية متميزة للتلاميذ وصيانة مدرسة أم دومة الإعدادية بنين صيانه جديدة خلق بيئة تعليمية متميزة وصيانة مدرسة أم دومة الثانوية المشتركة صيانه جديدة وتطوير ورفع كفاءة الوحدة البيطرية بالقرية لخدمة المزارعين وتقديم المشورة البيطرية، وتدبيش وتبطين ترعة قنديل بطول 1211متر لخدمة المزارعين وتوفير مياه الرى طوال العام وتطوير لوحة توزيع كهرباء أم للحد من انقطاع الكهرباء وتقديم أفضل خدمة للجمهور وتطوير مكتب بريد أم دومه المطور لخدمات كبار السن وأصحاب المعاشات من الأهالى ، وتطوير وحدة مطافئ أم دومة الحالة العامة جيدة وذلك للسيطرة على الحرائق وتطوير نقطة شرطة أم دومة والحالة العامة جيدة من أجل المساعدة على الاستقرار الأمني، ومشروع توصيل الغاز الطبيعى للوحدات السكنية بالقرية.
فى سوهاج افتتح الرئيس السيسى المستشفى الجامعى الجديد بمدينة سوهاج الجديدة، بالإضافة إلى قلعة صناعية جديدة لخدمة الاستثمار والمستثمرين من الشباب، وهى مجمع غرب جرجا الصناعى الذى يصم ١٧٨ وحدة صناعية، على مساحة 1089 فدانا، وتضم مشروعات صناعية "غذائية، هندسية، كيماوية"، والوحدات مجهزة بكامل المرافق وبمساحات مختلفة، ساهمت مبادرة "ابدأ" فى انهاء العديد من التراخيص وتسهيل البداية لعدد من الشباب.