مشاريع عملاقة وطفرة تنموية كبيرة.. الصعيد على خط التنمية المستدامة
الأربعاء، 04 يناير 2023 07:00 م
جاء توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون رقم 157 لسنة 2018 الخاص بإنشاء "هيئة تنمية الصعيد"، بعد إقراره من مجلس النواب، ليؤكد رؤية الدولة في العمل بوتيرة متسارعة وفي كافة القطاعات على التوازي لتحقيق طفرة تنموية كبيرة تضع الصعيد ومصر بكاملها في المكانة التي تستحقها، وتحقق للمواطنين في جميع ربوع الجمهورية دون استثناء الحياة اللائقة بهم دون ترك أحد خلف الركب وتعويض ما فات.
وبحسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، نص القانون على إنشاء هيئة عامة خدمية تُسمى "هيئة تنمية الصعيد" تتمتع بالشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس مجلس الوزراء، حيث يحدد بقرار من رئيس مجلس الوزراء المناطق ذات الأولوية المستهدفة بالتنمية، وتهدف الهيئة إلى وضع خطة للإسراع بالتنمية الشاملة لمناطق الصعيد، وتكون الأولوية في الخطط التي تضعها الهيئة للمشروعات المحققة لعائد تنموي، ونسب مرتفعة من التشغيل مع العمل على جذب الاستثمارات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، والعوائد الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المستهدفة.
ووفقًا للدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، فقد حظيت محافظات الصعيد باستثمارات حكومية قدرُها 47 مليار بخطة عام 20/2021 تُشكِّلُ 25٪ من جُملةِ الاستثماراتِ الحكومية المُوزّعةِ وبِنسبةِ زيادةِ 50٪ عن خطة 19/2020، وهي سابقة لم تحدث من قبل ان يتم توجيه قدر كبير من استثمارات الدولة لمحافظات الصعيد فقط.
في مجال الحماية الاجتماعية
في محاولة للحد من الفقر بمحافظات الصعيد تم منح قروض للأسر محدودة الدخل لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا بقيمة بلغت 174 مليون جنيه منذ عام 2014 وحتى عام 2017.
كما تمت تغطية أكثر من 1700 قرية بالصعيد بمظلة برنامج (تكافل وكرامة) الذي يوجه 82% من إجمالي مخصصاته لمحافظات الوجه القبلي بإجمالي نحو 1,1 مليون أسرة.
وتم زيادة المخصصات المالية لصالح مشروع التغذية المدرسية بالصعيد ليغطي أكثر من 9400 مدرسة بإجمالي تكلفة مالية تصل إلى 850 مليون جنيه في العام الدراسي 2016/2017.
تمكين المرأة الصعيدية
جاء الإعلان عن بدء إنشاء أول مستشفى متخصص لصحة المرأة والطفل، بالصعيد، بسعة 386 سريرا، على مسطح مساحته 6000 متر مربع بمثابة خطوة جديدة تخطوها الدولة تجاه إتاحة سبل الحياة الكريمة للمرأة الصعيدية، سبق هذه الخطوة إطلاق وزارة التعاون الدولي والمجلس القومي للمرأة مع المنتدى الاقتصادي العالمي محفز سد الفجوة بين الجنسين، لمحاولة وضع السياسات الصحيحة والإجراءات التي تحقق تمكين المرأة.
بالإضافة إلى مشروع تمكين الفتيات الذي سيتم بالتعاون بين المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة “النداء”، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قيمته 3 ملايين دولار والذي يستهدف تحقيق التنمية في المناطق الأكثر احتياجًا للخدمات في صعيد مصر، حيث ستستفيد منه محافظتا المنيا وقنا، لتمكين المرأة وضمان الوصول إلى فرص التعليم وتحسين الخدمات الصحي، فضلا عن تعزيز الوعي بالتنوع الثقافي، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة لاسيما الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، والهدف العاشر الحد من أوجه عدم المساواة، والهدف الثامن المتعلق بالعمل اللائق ونمو الاقتصاد.
أيضًا تم إطلاق مبادرة “كمامة” التي كانت نموذجًا للتعاون مع المؤسسات الدولية مُمثلة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمات المجتمع المدني من خلال مؤسسة “النداء”، ومختبر التمويل البديل ومؤسسة “نية”، بهدف إشراك السيدات في صعيد مصر في إنتاج الكمامات ضمن الجهود المجتمعية لمكافحة جائحة كورونا.
وأعلنت وزيرة التعاون الدولي، أنه تم تدريب نحو 16.8 ألف سيدة في صعيد مصر، في مجالات الزراعة وتنمية المهارات الخاصة التي ترتبط بالحرف المصرية، وذلك في أكثر من 70 قرية من قرى الصعيد، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة من خلال المؤسسة.
الاهتمام بالتعليم وذوي الاحتياجات الخاصة
انطلاقا من إيمان الدولة بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري فقد حظي التعليم في الصعيد باهتمام المسؤولين حيث تم دخول 44 مدرسة في الخدمة خلال عام 2016، و48 مدرسة في عام 2017 في محافظة أسيوط، إضافة الى تدريب أكثر من 12 ألفًا و792 معلم ومعلمة ووضع الرؤى والحلول الخاصة بكثافة الفصول والمدارس من خلال إنشاء وإعادة وترميم وتوسيع العديد من المدارس. بالإضافة الى إنشاء مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (Stem) بمحافظات الصعيد وإنشاء مدرسة الطاقة الجديدة والمتجددة طاقة شمسية بإدفو.
اهتمت الدولة كذلك بذوي الإعاقة في مدن الصعيد، عن طريق تعاون بعض الوزارات المعنية مع مؤسسات المجتمع المدني، لتوفير فرص عمل لهم، وتأهيلهم للاندماج في المجتمع، ومن هذه الهيئات هيئة “بلان إنترناشونال إيجيبت” غير الهادفة للربح، والتي قامت بالتنسيق مع وزارة التضامن لتحويل إعاقة المصابين من الأطفال والشباب إلى طاقة، وكذلك تمكينهم اقتصاديًا من خلال تعليمهم مهارات تكنولوجية، وسكرتارية، وريادة أعمال لإدارة مشروعاتهم الخاصة، فيما استطاعت تلك الهيئة توفير فرص عمل لـ 50 شابًا وفتاة بقنا، وتمكين بعضهم من الالتحاق بالجامعة للحصول على خدمات تعليمية متميزة.
الاهتمام بالمنظومة الصحية
تم تطوير مستشفى أسوان على مساحة 18 ألف و244 مترا مربعا وتعد المستشفى واحدة من ضمن 19 آخرين سيتم تفعيل نظام الشبكة الاليكترونية ” باك سيستم” حتى يتسنى من خلالها ارسال تقارير الاشاعات إلى مكان واحد للاطلاع عليه وإبداء الرأي الطبي في سابقة طبية تعد هي الأولى من نوعها في مصر.
أيضًا بمحافظة سوهاج تم إحلال وتجديد، لعدد 5 مستشفيات مركزية، من أصل 11 مستشفى هي عدد مستشفيات المحافظة، ودخلت منظومة التطوير 7 مراكز، تعتنى بخدمات الأم والطفل من بداية الفحوصات الشاملة للمرأة الحامل، وحتى مرحلة الاعتناء بالمولود، وبلغت تكلفة أعمال التطوير للمراكز بتكلفة 77 مليون جنيه.
وقد أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، تقديم الخدمة الطبية بالمجان لـ 55 ألف و500 سيدة وطفل ضمن أول مستشفى عائم تم اطلاقها من محافظة أسوان في 26 فبراير 2020، استهدفت 6 محافظات في صعيد مصر، حيث تختص «المستشفى العائم» بتقديم الخدمة الطبية بالمجان للأطفال والامهات، وذلك بالتعاون مع من منظمات المجتمع المدني.
مدن الجيل الرابع
ضمن مشاريع الإسكان القومية خصصت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، 9 مدن جديدة ب صعيد مصر، ضمن مدن الجيل الرابع، لاستيعاب حوالي 4.5 مليون نسمة، بمناطق سكنية كافية لاستيعاب حوالي 900 ألف أسرة، وتوفير 1.4 مليون فرصة عمل، حيث إن حوالي 10 % من مساحات تلك المدن مخصصة للأنشطة الصناعية والحرفية، بجانب إتاحة مشروعات سياحية على واجهة نيلية مميزة بمساحة 1050 فداناً، بإجمالي تكلفة 11 مليار جنيه.