ذوو الهمم سألوا الرئيس عن أصعب المواقف ومتى شعر بالخوف على البلد وأمنياته للسنة الجديدة

- الرئيس السيسى: الجيش والشرطة دفعا ثمنا كبيرا حفاظا على الدولة وحمايتها.. وأمنيتى تلبية احتياجات المصريين جميعا
 

شهدت احتفالية "قادرون باختلاف" الأربعاء الماضى، لقاءاً حوارياً هو الأول من نوعه بين الرئيس السيسى وذوى الهمم، شهد تفاعلاً كبيراً من الحضور، خلال فقرة "اسأل الرئيس".

 

ورد الرئيس السيسى، على كل الأسئلة التي طرحها المشاركين في الاحتفالية من ذوى الهمم، حيث أكد الرئيس أن الجيش والشرطة دفعا ثمنا كبيرا من أجل حماية مصر وشعبها، موجها التحية لأرواح شهداء الجيش والشرطة وأسرهم الذين دفعوا ثمنا كبيرا لحماية مصر وبقائها، وقال إن "مصر دفعت ثمنا غاليا تمثل في أكثر من 3 آلاف شهيد و13 ألف مصاب من أبناء الجيش والشرطة من أجل الحفاظ على الدولة المصرية وحمايتها"، مشدداً على "أن الله سبحانه وتعالى هو من حمى مصر والبلاد الأخرى التي تجاورنا"، مقدماً التهنئة للشعب المصري بقدوم العام الميلادي الجديد، متمنيا الخير لمصر وشعبها في العام الجديد وأن "أستطيع تلبية احتياجات المصريين جميعا"، معربا عن تمنياته بأن يعم الخير والرخاء علي مصر بحلول العام الجديد، ليستطيع تلبية وتحقيق كل ما يتمناه الشعب المصري.

 

وقال الرئيس السيسي، ردًا على سؤال الشابة فرح حسن الكومي، لاعبة تنس طاولة، وراقصة فنون شعبية وملقية للشعر، حول أهم أمنياته للعام الجديد، إن من يكون في مكاني لا يتمنى غير أن يعم الخير على بلاده حتي يستطيع تلبية وتحقيق كل ما يتمناه الشعب المصري.. وعلى المستوى الشخصي، أنا لا أتمني أمر شخصي لي، وكل ما يهمني أن يعينني الله ويوفقني ويكرمني حتى أستطيع تيسير الحال عليكم"، وطلب من الشابة فرح أن تدعو الله له بذلك، وأن تقدم شعرا يملؤه التفاؤل والفرح.

 

وردا على سؤال من الشاب رامز ممدوح عن أصعب موقف تعرض له الرئيس خلال تواجده في القوات المسلحة ، قال الرئيس السيسي إن أصعب وقت كان في عام 2011، وأنه كان يبكي على مصر خلال هذه الفترة، وشعر أن الأمور كانت من الممكن أن تخرج عن السيطرة وتدخل الدولة في دوامة كبيرة من الدمار والخراب"، مضيفا " كنت أشعر بالخطر الشديد، وأن أصعب شيء هو أن تشعر أن أهلك ممكن أن يضيعوا ولا تستطيع أن تقدم لهم شيئا".

 

وتابع الرئيس السيسي: "كثيرون في مصر وخصوصا في الجيش كان عندهم القلق والخوف بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لكن الله سبحانه وتعالى هو من حمى مصر.. أنا من الناس اللي ممكن كانوا يبقوا شايفين حجم الدمار الذي ستدخل فيه الدولة لسنين طويلة قد تصل إلى 40 سنة.. الجيش والشرطة والدولة دفعوا ثمنا كبيرا جدا.. والله سبحانه وتعالى هو من حمى مصر تقديرا وحبا لها ولشعبها".

 

وسألت الطفلة تاليا محمد عبد المنعم، الرئيس السيسي عما إذا له أحفاد وهل لديه وقت يقضيه معهم رغم انشغاله الشديد؟، فأجاب الرئيس "أنه يتناول وجبة الغداء بعد صلاة الجمعة مع أحفاده وتكون هذه فرصة له لرؤية والتحدث معهم".

 

وردا على سؤال من الشاب عمرو من ذوي الهم والقدرات الخاصة، عن الوقت الذي شعر فيه الرئيس السيسي بالخوف على مصر، وقال الرئيس موجها الشكر لصاحب السؤال إنه سعيد ويشعر بالفخر بأنه يجلس معهم.. لكبر سني فدائما أفكر في يوم القيامة ولقاء الله سبحانه وتعالى، وفي هذا اليوم صدقني سنقول يا رب هل لنا مكان معكم (ذوي الهمم)، فإذا أجبتم بنعم سنأتي معكم ، وإن رفضتم سيكون موقفنا صعبا".

 

وأكد الرئيس السيسى أن الخوف على مصر مستمر دائما، مشيرا إلى أنه خلال الفترة من عام 2011 وحتى 2014 حدثت الموجة الكبيرة من الإرهاب والتفجيرات الخاصة بالكنائس والمساجد ومديريات الأمن، وفي هذا الوقت كان كل من يرى ما يحدث في مصر يظن أنها قد انتهت، وتابع الرئيس السيسي: "لا أريد استرجاع هذه الذكريات إلا لكي ننتبه لما حدث.. إن شباب مصر من الجيش والشرطة وأيضا من رجال القضاء ومن كل مكان بدون تمييز في مصر سواء كان مسلما أو مسيحيا، دفعوا ثمنا كبيرا لكى تصبح مصر بهذا الهدوء والسلام".

 

ودعا الرئيس المصريين جميعا إلى الحفاظ على الدولة وقال "حافظوا على الذي وقف ربنا سبحانه وتعالي معنا فيه"، لافتا إلى أن هناك 3 آلاف شهيد و13 ألف مصاب من بينها إصابات شديدة لا تمكن أصحابها أن يكون طبيعيين وهذا ثمن دفعوه من أجل مصر"، مضيفا "نحن نتحدث عن أناس غالية علينا قدمت حياتها لكي تصبح البلد في أمان وسلام"، موجهاً التحية والسلام لأرواح الشهداء، داعيا الله لهم بالرحمة، كما وجه التحية لأسر الشهداء قائلا: "لم ولن ننساكم.. والأجر الكبير لكم فيما قدمتموه في أبنائكم الذين استشهدوا لكي تكون الدولة في أمان وسلام".

 

ووجه الشاب محمود أحمد بطل مصر في ألعاب القوى في نادي "فرسان الإرادة" واللاعب في الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية ، سؤالا للرئيس السيسي، عن سبب عدم قبوله للالتحاق بكلية التربية الرياضية أو الإعلام بالرغم من أنه بطل رياضي وكان من آماله أن يكون إعلاميا رياضيا؟، قال الرئيس السيسى إن "الدولة لا تعتمد في إدارتها على الأماني ولا على النصح وتوجيه الكلام.. الدولة تدير أمورها من خلال قوانين ونظم لتنظيم كل شئ ، وليس مناشدة أو تمنى أن شخص ما يقوم بالعمل.. هذا غير صحيح.. فالدولة تنظم قوانين تؤمن الأفكار التي نتحدث عنها.. ونحن نسير على هذا وهو مشوار ليس بقليل لأن حجم القوانين التي نحن بحاجة إلى تفعيلها ليس فقط للشباب والشابات وأبنائنا من ذوي الهمم.. ولكننا نتحدث عن قوانين كثيرة جدا البرلمان يتصدى لها حاليا"، مؤكداً أن القانون والدستور حصنا ذوي الهمم وأصحاب القدرات الخاصة من "القادرون باختلاف" وهناك نسبة للتعيين منهم في الدولة وليس في القطاع الحكومي فقط وإنما في القطاع الخاص أيضا.

 

ورد الرئيس السيسي على سؤال الشاب محمود أحمد، حول حلم الوصول لبطولة كأس العالم لكرة القدم بالقول "إن حلم الوصول لكأس العالم يحتاج لمزيد من الجهد"، مشيرا إلى أن مصر بها 105 ملايين مواطن تقريبا، 60% منهم شباب وبالتأكيد هناك مواهب تستطيع تحقيق هذا الحلم، مضيفاً: "اللاعبون يجب أن يعرفوا أن الرحلة طويلة وأن الموضوع ليس فقط مدربين أكفاء أو ملاعب، لكن يجب أن يكون هناك عمل متكامل بين الدولة والأسرة التي لديها أبناء موهوبون ويجب إعطائهم الفرصة لكي يتلقوا تدريبا جيدا".

 

وردا على سؤال للشاب عاصم محمد (15 عاما) طالب في الصف الثالث الإعدادي وبطل الجمهورية في رياضة السباحة بنادي الزمالك ومن هواياته المفضلة الغناء والتمثيل وبرمجة الكمبيوتر، كما أنه يحفظ لكتاب الله تعالي بالتلاوة، حول الدعاء المفضل للرئيس السيسي، قال الرئيس مستشهدا بدعاء سيدنا يوسف: "ربي قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين".

 

وردا على سؤال الطفلة ضحى عما إذا كانت وسائل المواصلات الجديدة ستكون متاحة ومجهزة لـ "قادرون باختلاف"، أكد الرئيس السيسي أن كافة المدن الجديدة التي نقوم بإنشائها -وليست المواصلات فقط - يتم فيها تحقيق المعايير التي تسهل وتيسر الأمور لذوي الهمم والقدرات الخاصة وتمكنهم من الحركة بسهولة.

 

وطلب عبدالله محمود، وهو عازف بيانو ويدرس موسيقى في المعهد الكونسرفتوار من الرئيس السيسي توجيه رسالة إلى "قادرون باختلاف" والشعب المصري كله، فأجابه الرئيس بتوجيه رسالة، أعرب خلالها عن التحية والتقدير والشكر للأسر المصرية قائلا: "نشكركم.. الله يعينكم ويكافئكم على ما تقدموه لأبنائكم.. وأعلم جيدا أن كل أب وكل أم ومن لديه أسرة يكون مهتما بأسرته وأبنائه وبناته ويحمل همومهم في كافة الأمور وهم علي قيد الحياة وحتى بعد رحليهم عن الدنيا.. وأقول كإنسان لابد أن نكون أكثر إيجابية ولدينا رحمة وعطاء كبير وأن نتكاتف جميعا من أجل إسعاد الآخرين ودعم ذوي الهمم لندخل الفرحة على قلوبهم حتى لو الأمر المقدم لهم يسيرا مثل مساعدتهم في عبور طريق"، مستشهدا بمواقف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مساندة الفقراء والضعفاء.

 

وأضاف الرئيس" لا يوجد شيء خلقه الله سبحانه وتعالى في الوجود دون سبب، فكل شيء بحساب وقدر والمُلك له صاحب وهو رب العباد وهو مطلع على كل شيء، ومن يريد أن يعمل صالحا، فالدنيا مليئة بالخير، ومن لا يريد فهو محروم".

 

وأعرب الرئيس السيسي عن أمله في أن تهتم مواقع التواصل الاجتماعي بمساعدة الآخرين وإدخال البهجة عليهم، مستشهدا بحديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم" تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهى دعوة دعامة للجميع، وقال الرئيس "لقد تم إنجاز خطوة في طريق قادرون باختلاف، ولاتزال الطريق طويلة، ولو وضعنا أيدينا في أيدي بعض سوف ننجز شيئا جميلا وندخل السرور ليس على القادرين باختلاف ،وإنما أيضا أسرهم وهذه هي رسالتي للناس".

 

وتساءل الطفل صلاح محمد لاعب ألعاب القوي والتايكوندو والسباحة بنادي بهتيم، عن أكثر المواد المدرسية التي كان يحبها الرئيس السيسي في فترة الدراسة، وقال الرئيس أنه كان يحب مادة التاريخ، لأنه مليء بالدروس والمواعظ الكثيرة، وأن قراءاته كانت متعلقة بالتاريخ، لأنه يشعر عندما يقرأ التاريخ كأنه يعيش زمنين مختلفين، الزمن الحقيقي، وزمن آخر لم يكن متواجدا فيه حتى لو كانت به بعض الأخطاء المكتوبة؟