مصر في 2023.. «القاهرة الإخبارية» أول قناة إقليمية تتبنى الخطاب الوطني للشعوب (2)

السبت، 24 ديسمبر 2022 08:00 م
مصر في 2023.. «القاهرة الإخبارية» أول قناة إقليمية تتبنى الخطاب الوطني للشعوب (2)
أمل غريب


- الإعلام المصري يتجنب الانزلاق لحالة الاستقطاب ويتحمل مسؤلية إعادة بناء وعي 
 
فرضت حالة الاستقطاب التى سيطرت على المشهد الدولى، خلال العقود الأخيرة تغير فى مفهوم الإعلام واستخداماته، فبدأ العمل على استخدام وسائل الإعلام لفرض صراعا متعدد الأطراف بين أبناء الشعب الواحد، خاصة في المنطقة العربية، يتنازع كلا منهم لقوميته أو دينه أو عرقه، دون النظر فيما ستؤل إليه كل تلك النزاعات الطائفية وما ستفرضه من تبعات لا يحمد عقباها، في ظل صراع دوليا، بات مهيمنا بين كل القوى المتنافسة على تنفيذ المخططات والمؤامرات السياسية والإرهابية، من أجل تحقيق هدف القيادة الدولية والحصول على المكاسب واغتصاب الثروات ومقدرات الشعوب، وفرض السيطرة على المحيط الإقليمى لكل قوى من المتنافسين، بل ويمد أذرعه لبسط سطوته ويتعدى نحو العالمية، وخلق فرص تحولات جذرية في صورة النظام الدولي، وهو ما يبدو في الحرب الإعلامية الدائرة في العالم، لتعلن عن تنامى نبرة الصراعات وفرض سيطرتها على المحيط الإقليمي، الذي انطلق من قاعدة سياسية متناحرة.
 
وسعت دولا وحكومات وأنظمة إلى بنائها منذ 3 عقود، ليتحول في السنوات الأخيرة إلى البناء عليها، بخطوات ملموسة تقوم في الأساس على حشد الدول والقوى الإقليمية، ضد دولا أخرى، مما أهل الإقليم إلى التفتت والتفكك خلال المرحلة السابقة والراهنة، وإثارة الفوضى، وهو ما لمسناه في العقد الماضي، إبان ثورات الربيع العربي، التى انتشرت في دول منطقة الشرق الأوسط مثل النار في الهشيم، تأكل من ساندها قبل من تصدى لها.
 
هنا تنبهت الدولة المصرية إلى الدور المحوري الذى لعبته وسائل الإعلام، والمنصات المؤثرة، وكيف تم استخدامهما على مدار 3 عقود متتالية، لتهيئة البيئة لتكون أرض خصبة أمام نزع فتيل الصراعات الطائفية والعرقية والقومية والدينية والمذهبية، وأيقنت مصر، أنه لا محالة من إعادة ترتيب البيت الإقليمي من جديد، من أجل تعزيز الاستقرار، انطلاقا نحو الحقبة الجديدة، وتصحيح المفاهيم وتوضيح الرؤى وتجلى الحقائق وانكشاف المؤامرات، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، لتبقى الحاجة إلى ضرورة تطويع الأدوات الدبلوماسية القديمة، وتحديثها والاستفادة منها، وعلى رأسها «الإعلام»، وتعزيز دوره بين شعوب الشرق الأوسط، فكانت الحاجة إلى انطلاق «القاهرة الإخبارية»، ورفع راية شعارها «عاصمة الخبر».
 
الدولة المصرية رائدة الإعلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط، منذ أكثر من نصف قرن تقريبا، على الرغم من الكبوة التي تعرضت لها في وقت سابق، استطاعت في سنوات قلائل، أن تستعيد ريادتها للمرة الثانية، وحملت شعلة «إعلام الحشد» لا «إعلام الصراعات»، وحملت على عاتقها مسؤلية إعادة بناء وعى الشعوب العربية بالتوازى مع الشعب المصرى على حد سواء، من خلال إنشاء قنوات محلية وإقليمية، من شأنها تغيير المشهد الإعلامي الراهن، بما يواكب تطلعات مصر، نحو السلام وبناء الإنسان وزرع القيم والأخلال الحميدة وتنمية الوعى والتثقيف، ونبذ العنف والصراعات والتطرف الدينى والمذهبى والعرقى والفكرى، وتغيير مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة والتعايش السلمى وقبول الأخر.
 
وعلى مدار عقد كامل، سقطت فيه مصر، فريسة سهلة في براثن مديرى المؤامرات، إلا أنه بفضل شعبها العاشق لتراب وطنه، وفطنته إلى المؤامرة التي تحاك له، استطاع النهوض سريعا، والتصدى بقوة وحزم لجماعات الشر وخفافيش الظلام وقوى الشر، والاصطفاف عارى الصدر أمام رصاصات الغدر، محتميا بجيش مصر، الأبي، وأبناء المؤسسة المصرية الوطنية، والوقوف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد المحنك، ويرفعوا معا شعار «تحيا مصر» أولا وأبدا، لتبدأ حقبة جديدة، سادت فيها جائحة فيروس كورونا، الذى لم تنطفئ نيرانه، حتى اندلعت الحرب الروسية الأكرانية، التي غيرت خريطة العالم السياسية، وفرضت فرصة وليدة أمام العديد من القوى الإقليمية، للقيام بدور أكبر على المستوى الدولي، وأكدت الحاجة إلى التعاون البناء والمثمر، وتوزيع الأدوار بين القوى الرئيسية في كل منطقة جغرافية، بعيدا عن الرؤى التنافسية التي سيطرت على الأوضاغ الإقليمية، لذا كانت الأهمية والضرورة الملحة إلى تدشين المنصة الواعدة «القاهرة الإخبارية»، التي اختارت لنفسها دور الوجه الأخر للإعلام، في ظل وجوه متعددة ومتغيرة، بات يحملها وفقا للهدف منه، سواء كان سلاحا لتأجيج الصراعات والفتن ونشر الشائعات والأكاذيب، أو التمسك بعصب الأمة وحماية الأرض والنشء وصيانة العرض والبناء لا الهدم.
 
بات بزوغ شمس «القاهرة الإخبارية»، في هذا التوقيت الراهن، له مغزى واضح، بدأ في الأصل على تعزيز التعاون بين الدول، من أجل مواجهة الأزمات الراهنة، بل وتعدى الأمر نحو  الانطلاق إلى قبلة الحقبة الجديدة التي منحتها الظروف العالمية، إلى الأقاليم التي عانت من التهميش والتسطيح، للعب دور كبير، في صناعة القرار الدولي خلال الفترة المقبلة، عبر استغلال الفرصة الحالية، التي تشهد استقطابا دوليا، للمنطقة العربية والقارة الإفريقية والمحيط الإقليمى والشرق الأوسط والعالم ككل، في ظل الأزمات العالمية الجديدة، وتداعياتها الممتدة على القوى الكبرى في العالم، ما يعنى أن ميلاد الإعلام المصرى الجديد، المتمثل في «القاهرة الإخبارية»، يفرض أهميته القصوى، خلال الفترة الراهنة، عبر مسارين رئيسيين، الأول اعتمد على نهج توعية الشعوب، سواء على مستوى رجل الشارع المصرى، والمواطنين في دول الجوار والمحيط الجغرافي بالكامل في منطقة الشرق الأوسط، وتعريفه بطبيعة الأزمات الدولية وتداعياتها على العالم، بطريقة مبسطة، بعيدة كل البعد عن التوجيه أو تزييف الحقائق أو المبالغة في تضخيم المشكلات والتحديات والأزمات، في ظل حالة تنافس دولي على شعوب المناطقة، بعكس ما كان يحدث في الماضى القريب، ما يسهم بصورة كبيرة، نحو تقديم صورة أكثر شمولا، تليق بمواطنى دول الإقليم، وبعيدا عن سياسة الاقتطاع التي تبنتها المنصات الإعلامية التي دأبت على إثارة الفوضى وتأجيج الصراعات، بدعوى فتح الملفات الشائكة والنبش في قبور المسكوت عنه بأروقة وطرقات ودروب الدول في المنطقة، والابتعاد عن ضروريات واحتياجات المواطنين من ثقافة حقيقية، قائمة على الجمع والتمسك لا الانقسام والتشتت، وهو الأمر الذى يقطع الطريق أمام تحقيق الأهداف القائمة على إثارة الانقسام المجتمعي، وبتر فرص تكرار تجربة الماضي القريب، الذى انتشرت فيه الفوضى كالنار في الهشيم بين دول المنطقة العربية، لضمان تقويض الفرص الدولية السانحة أمام الصعود الإقليمي لتلك المناطق، من أجل إبقائها رهن دائرة الصراعات الأهلية والطائفية والسياسية، وصولا إلى التقسيم والتفكيك إلى دويلات صغيرة.
 
فيما يعتمد المسار الثاني، في منصة «القاهرة الإخبارية»، على نهجا دوليا توضح من خلاله الرؤية المصرية الخالصة، عبر تقديم الأخبار في صورتها المجردة، والتحليل الشامل للأحداث وتداعياتها، دون ميل أو هوى، وعرض الفرص المتاحة أمام تحقيق التنمية والشراكة الإقليمية بفاعلية في رسم خريطة العالم الجديد، الأمر الذى بدوره يسهم بشكل كبير، في حشد القوى الإقليمية لتحقيق قيادة هادفة ومتوازنة، يمكنها تحقيق الأهداف المشتركة لمناطقهم الجغرافية، في منأى عن الطموحات الضيقة، خاصة بعدما أثبتت السنوات الأخيرة، استحالة تحقيقها.
 
وحقيقة الأمر، فإن محتوى منصة «القاهرة الإخبارية»، يؤكد بشكل دامغ، على تبنيها سياسة منهج الحشد الشعبى للمصلحة العامة لدولهم، وليس الصراع الفئوى لحساب المكاسب الخاصة لأفراد وجماعات ودولا أخرى، وذلك عبر رسائل موجهة إلى الشعوب تسمح لهم برؤية شاملة للأوضاع العالمية الراهنة، في المقابل تمرر على مستوى الدول، رسائل تهدف إلى حشد القوى الإقليمية، تحمل في طياتها تذكيرا بأحداث الماضي القريب، وفرص الحاضر ومعطياته، لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبهم ودولهم بالتوازى، على المستويات السياسية و التنموية و الاقتصادية، الأمر الذى يسهم بدوره في تعزيز الاستقرار على صعيد دول المنطقة، سعيا نحو الانطلاق إلى الاستقرار الإقليمي الأكثر شمولا.
 
أما على الصعيد الداخلى، باتت منصة «القاهرة الإخبارية»، بمثابة فجر جديد، يولد ليحمل شعاعه نورا في طريق معركة الوعي، التي راهن عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى، من أجل ميلاد «الجمهوية الجديدة»، التي غرث بذرتها في 2014، والنهج الذى سار عليه وتمركزت من خلاله رؤية الدولة المصرية منذ ذلك التوقيت، بتبنى سياسة المكاشفة والمصارحة مع الشعب المصرى بكل التحديات التي تواجهها البلاد، والشراكة معه وإشراكه في تحمل مسؤلية مشروع بناء مصر الجديدة، وتجاوز المشكلات وإرث سنوات الفوضى، فكانت البداية بالحرب على الإرهاب، التي تحمل تبعاتها ودفع فاتورتها كاملة، المواطن المصرى، جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، والتي لم تقتصر فقط على البعد الأمني، بينما طالت كذلك «الوعى الجمعى»، للمواطنين، من رجال ونساء وشباب وأطفال على حد سواء، في معركة لا تقل أهمية بأي شكل من الأشكال، عن الحرب على الإرهاب، بل هي أشد خطورة وفتك بالبلاد والعباد، فكانت البداية بنشر مفاهيم الدين الوسطى السمح، ونبذ العنف والتطرف، والبعد عن التعصب والمغالاة ونشر الخير والسلام والتسامح، كل هذا كان بالتوازى مع اللهث في طريق  التنمية الشاملة ورفع معدلات النمو الاقتصادي، من خلال مشروعات قومية عدة، كان في مقدمتها تغير شكل مصر، بإضافة طرق ومحاور وكبارى رئيسية، سهلت حياة المواطنين، واختصرت من عمر الزمن ساعات، بينما على المستوى الاجتماعى، كان المشروع القومى الأعظم مبادرة «حياة كريمة»، التي اعتمدت في أساسها على تحسين وتطوير حياة المواطنين في القرى والنجوع الفقيرة والأشد فقرا، جنبا إلى جنب، مع إطلاق مبادرات وطنية استثنائية، ساهمت في إنقاذ حياة ملايين المصريين، على غرار المبادرة الرئاسية «للكشف المبكر عن فيروس سى»، ومبادرة «100 مليون صحة»، تعتمد على تحسين حياة المواطن عبر مبادرات استثنائية على غرار "حياة كريمة"، والاستدامة، عبر مشروعات عملاقة وضعت في الاعتبار البعد البيئي جنبا إلى جنب مع الأبعاد التنموية التقليدية، من جانب أخر، ناهيك عن التحرك على تنمية وعي المواطن في العديد من القضايا الأخرى، كالوباء والتغيرات المناخية وغيرها من الأزمات.
 
ويبقى الإعلام أداة مهمة في معركة الدولة المصرية لزيادة وعي المواطن بما يحيط به من أحداث وأزمات وتداعياتها، التي لا تقتصر على الداخل وحسب، بينما تمتد إلى العديد من مناطق العالم، هو ما يستدعي وجود منصات إعلامية مؤثرة ونافذة، من شأنها توسيع رؤية المواطن، بحيث لا ينظر إلى الأوضاع في الداخل فقط، وإنما تقديم رؤية أكثر شمولا، تسمح له بعقد المقارنات بين ما يتحقق في داخل حدود الوطن، وما يشهده العالم من أزمات ممتدة زمنيا وجغرافيا، ما يؤكد أن سطوع نجم منصة القاهرة الإخبارية، يمثل طفرة هامة فى تطوير الدور الذي تلعبه الصحف والقنوات الفضائية، من خلال الخروج من ساحة التنظير والتلقين إلى منطقة الشراكة الفعلية، عن طريق تقديم صورة حقيقية وكاشفة للأوضاع الراهنة، على المستويين الداخلى والخارجى.
 
ربما تبدو أهمية دور منصة القاهرة الإخبارية، في قدرتها على خوض معركة مواجهة دعاة الفوضى، الذين دأبوا على التقليل من شأن الإنجازات التي تتحقق يوما بعد يوم على أرض الواقع، ويسعون إلى التركيز على تداعيات الأزمات القائمة التي يعاني منها كل العالم، وتقديم صورة منقوصة، سعيا إلى تأليب الرأى العام المصرى، سواء فى الداخل أو المصريين في الخارج، فى محاولة لتكرار ما حدث فى الماضى القريب، وهو ما سبق وأن نجحوا فيه في العديد من دول المنطقة ، من خلال ثورات ما يسمى بالربيع العربي، وما سهل من تنفيذ مؤامراتهم هو أن الأرض كانت خصبة وممهدة، وكان الطريق غارق بالبنزين الذى يسهل اشتعالة، بسبب غياب مبدأ الشراكة الحقيقية، والإعلام المسؤول، الذى وجد ضالته فى نشر ما تروج له صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى، دون التحقق من صحته من عدمه، أو من يقف وراءها والهدف منها، مما أسقط تلك الدول في غياهب الهاوية، وما تزال حتى الوقت الراهن.
 
لذا فإن ميلاد نجم منصة القاهرة الإخبارية، وشقيقتها قناة مصر الوثائقية الأولى، المقرر انطلاقها مطلع يناير المقبل، يحمل عبقرية فريدة، لها أبعاد هامة ومسؤلة، تخدم في أحد مسارتها رؤية الدولة القائمة على دعم مفهوم الشراكة مع المواطن المصرى والعربي، بمفهوم أشمل، ومحاربة الفوضى بسلاح الوعي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق