لإخضاع أوروبا.. روسيا تحول الشتاء إلى سلاح فتاك
الإثنين، 12 ديسمبر 2022 04:30 م
بينما يؤكد كثيرون أن الأسوأ لم يأت بعد، لا تزال أزمة الطاقة في أوروبا تضفي بظلالها على الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت نجحت فيه روسيا في استخدام الشتاء كسلاح فتاك خلال معركتها ضد الغرب، الذي يبدو أنه مصمم على المضي في حربه ضد موسكو إلى أبعد نقطة.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، قد أكد في وقت سابق، أن العلاقة بين روسيا والغرب وصلت إلى مرحلة المواجهة. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن بيسكوف قوله، إن الجانبين سيضطران للاستمرار في هذا المناخ لفترة أطول. وقال ردا على سؤال بشأن إلى أين وصلت العلاقة بين روسيا والغرب: «نحن لا نتحرك.. لقد وصلنا بالفعل إلى محطة تسمى المواجهة، وعلينا أن نكون متحفظين وأقوياء».
يأتي هذا في وقت قالت فيه صحيفة بلومبرج، إن ما يفصل أوروبا عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي، هو انخفاض الحرارة بضع درجات مئوية إضافية، مشيرة إلى أن أسواق الطاقة الأوروبية تعاني ضغطا كبيرا، لدرجة أن انخفاض الحرارة، وتوقف الرياح لبضعة أيام، سيدخل القارة في أزمات انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يميزها عن غيرها من الدول التي تمتلك موارد طاقة كافية ستمكنها من الصمود خلال الشتاء.
ووفقا للصحيفة، فإن ما يفاقم الأوضاع أكثر هو الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة، والضرائب، والفوائد، وتراجع الصناعات الأوروبية، وأوضح أن السيناريو الأكثر رعبا في ظل ارتفاع الطلب على مصادر الطاقة، هو إعصار، الذي سيضرب أوروبا خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن أزمة الطاقة الأوروبية الأسوأ لم تنته بعد، وأن أكبر مشكلة في شعار الغرب «الأسوأ انتهى» هو أن موسم البرد بدأ للتو.
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن روسيا تواصل مهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لإجبار بلاده على الدخول في مفاوضات. وأضاف ريزنيكوف- في مؤتمر صحفي نقلته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية، أن الروس غير قادرين على الحصول على ميزة في ساحة المعركة، لذا فهم يقاتلون السكان المدنيين، وهدفهم إغراقنا في الظلام والبرد خلال فصل الشتاء حتى نستسلم ونفقد استقرارنا، لنسعى بعد ذلك، لإجراء مفاوضات".
ورأى الوزير الأوكراني «أن خطة روسيا ستفشل لأن مواردها ، بما في ذلك الصواريخ، تنفد»، مضيفا: «لهذا السبب نحتاج إلى الحفاظ على استقرارنا وبالتالي سننتصر بالتأكيد»، مؤكدا ضرورة توفير الطاقة، خاصة خلال الشهرين الرئيسيين المقبلين.
على صعيد متصل، أعلن فولوديمير كودريتسكي، رئيس مجلس إدارة شركة أوكرينيرجو الأوكرانية المشغلة للكهرباء، أنه منذ الليلة الماضية استعادت فرق الطوارئ الأوكرانية معظم قدرات التوليد في نظام الطاقة في البلاد.
وقال كودريتسكي «إنه حتى الآن، تمكن مهندسو الطاقة الأوكرانيون من استعادة معظم قدرات التوليد بعد الهجمات الصاروخية هذا الأسبوع»، مضيفا: «فيما يتعلق بمحطات الطاقة الحرارية، لا تزال قدرتها على توليد الكهرباء أقل من طاقتها، وتبقى أقل من تلك التي كانت عليها في أوائل الأسبوع الماضي قبل الهجوم الهائل، وتحتاج مزيدا من الوقت لاستئناف عملياتها».
وأشار في الوقت نفسه إلى أنه لا يزال الدمار الناجم عن الهجوم الصاروخي الروسي في 5 ديسمبر يحول دون الاستخدام الكامل للمواد والعمليات التكنولوجية. يشار إلى أن الصواريخ الروسية والهجمات بالطائرات بدون طيار أدت إلى تعطيل ما يقرب من نصف نظام الطاقة الأوكراني، ومنذ 10 أكتوبر الماضي، شنت القوات الروسية هجمات واسعة النطاق على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.