قمة سياسية في توقيت حاسم.. العلاقات المصرية الصينية مزيد من التعاون والتنسيق وأزمات العالم على أجندة الرئيسين

دلالات كثيرة يشير إليها موعد إنعقاد القمة العربية الصينية، بالعاصمة السعودية الرياض، التي جاءت في ظل فترة حرجة يشهد فيها العالم العديد من التوترات السياسية، من بينها الحرب الدائرة على مدار مايقرب من عام بين روسيا وأكرانيا، وأزمة الطاقة التي تعاني منها الدولة الغربية، فضلا عن الأزمة الإقتصادية العالمية التي أتت بظلالها على حركة الإقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار، والتجارة، والسياحة.

ولعل الدلالة الأهم من هذة القمة تكمن في رؤية الصين التنموية، ونيتها الجادة في نقل تجربتها المٌلهمة للشعوب، وتميزعلاقتها بالمنطقة العربية بصفة عامة، وعلاقتها بالقارة الأفريقية بصفة خاصة، وأنها ليس لديها أي ماضي استعماري، أو أطماع في السطو على ثروات وخيرات الشعوب، وترغب في تعزيز المزيد من الشراكة بين الدول، خاصة دول أفريقيا والشرق الأوسط.

على هامش القمة جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، تأكيداً لحرص مصر على تعزيزعلاقتها الخارجية بالصين في ظل ثوابتها الدبلوماسية القائمة على الإحترام المتبادل، والتوازن في العلاقات بما يخدم الاستقرار العالمي ، في ظل اهتمام القاهرة بالأمن والسلم الدوليين، بالاضافه الي الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وأن هذة السياسة المصرية تجاة الصين ليست جزءاً من صراع مع أي قوى دولية، وأن كل هذه التحركات جزء منها تعظيم المصالح المصرية لكن جزء أخر هو منه أن تبني مصر علاقات متوازنة مع كل القوى الدولية، وهذا ما تنتهجة مصر مع دول كثيرة بالمنطقة.

في السنوات الاخيره حرصت القاهرة وبكين على إرساء الكثير من أطر التعاون فيما بينهم، والتي يمكن أن تساهم في تحقيق نقلة ضخمة في العلاقات بين البلدين، ومن جانب الصين فكان لديها توجه واضح بأن مصر نقطة ارتكاز هامة، في مشروع الحزام والطريق خاصة من الناحية البحرية، بالإضافة إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجة الشاملة التي كانت بمثابة تحول إيجابي حقيقي في مسار مع مصر.

الجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد ألتقى اليوم مع الرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية،وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الصيني أكد على اعتزاز بلاده بشراكتها مع مصر في جميع المجالات، وتطلعها لتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، فضلاً عن دعم مصر في مسيرة التنمية الحالية بقيادة الرئيس السيسى، مشيراً إلى أن مصر بها فرص واعدة للاستثمارات والشركات الصينية، ومن ثم هناك آفاق واسعة للارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.

ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس،  الى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة فى القمة العربية الصينية الاولى، وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، " بأن مشاركة الرئيس في القمة العربية الصينية تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول العربية والصين، فضلاً عن المساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لتحقيق المصالح المشتركة، حيث ستهدف القمة إلى البناء على الحوار السياسي الممتد بين الجانبين، إلى جانب التشاور والتنسيق بشأن سبل تعظيم آفاق التعاون المتبادل على الصعيدين الاقتصادي والتنموي، إلى جانب بحث مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج الرئيس سيتضمن أيضاً عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع القادة المشاركين في قمة الرياض من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة أخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.