يوسف أيوب يكتب: سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف
السبت، 26 نوفمبر 2022 07:00 ميوسف أيوب يكتب:
الدولة المصرية سخرت عناصر قوتها لتحقيق التنمية والاستقرار الداخلى ومد يد "الخير" للأشقاء والأصدقاء
رفض معاداة أحد زاد رصيد الاحترام والتقدير الذى تتمتع به مصر ورئيسها "السيسى" عربيا ودوليا
رفض معاداة أحد زاد رصيد الاحترام والتقدير الذى تتمتع به مصر ورئيسها "السيسى" عربيا ودوليا
في 24 مايو 2017، وخلال مؤتمر صحفى مع المستشار النمساوي حينها، كريستيان كيرن، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسالة للعالم أجمع، أكد خلالها على المبدأ الذى تعتمده الدولة المصرية في سياساتها الخارجية، بل القاعدة التي تسير عليها كل مؤسسات الدولة المصرية، والذى لا خروج عنه، لأنه يعبر عن اقتناع مصري كامل.
الرئيس السيسى قال إن "مصر لا تتآمر"، وأنها تتعاون فقط من أجل البناء، "نحن لا نقوم بتلك الإجراءات الخسيسة ضد أي أحد، خاصة مع أهلنا وجيراننا".
ووجه الرئيس السيسى رسالة من القاهرة قال خلالها "أرجو أن يُسمع هذا الكلام ليس فقط في مصر، هذه الرسالة للعالم كله. نحن ندير سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف. نحن دولة رشيدة محترمة تحترم نفسها والآخرين وتحترم التزاماتها ولها وجه واحد فقط ولن تكون أبدا ذيلا لأحد".
هذه السياسة الراسخة التي وضع قواعدها الرئيس السيسى، طيلة السنوات الماضية، هي تعبير عن مصر القوية، التي تملك كل عناصر القوة في يديها، لكنها أبدا لم تستخدمها ضد أحد، وإنما تبسط يديها للجميع، طارحة التعاون ليعم الخير والاستقرار ليس فقط مصر، وإنما الدول الشقيقة والصديقة.
منذ 2014 وحتى اليوم تواصل الدولة المصرية مسيرة البناء والتنمية، التي لم تترك شبراً فى مصر الا ولمسته يد التطوير والتنمية، وأطلق الرئيس السيسى مفهوم "الجمهورية الجديدة" الذى لم يقتصر فقط على البناء والتنمية العمرانية، وإنما استهدف في المقام الأول بناء الإنسان، من خلال خطة تنموية طموحة يجرى العمل على تنفيذها تقوم على تطوير التعليم والصحة والثقافة باعتبارهم القاعدة التي تنطلق منها التنمية بمفهومها الشامل، الذى يأخذ من الإنسان المنطلق الاساسى لإى تنمية مستهدفة.
وكانت مبادرة "حياة كريمة" التي غيرت شكل قرى الريف المصرى أحد النقاط الرئيسية التي اعتمدتها الدولة لتطبيق التنمية في ربوع الجمهورية، خاصة أن الريف المصرى عانى لسنوات من الأهمال والتجاهل المتعمد خاصة في الصعيد، لذلك كان التركيز أن تكون المبادرة الرئاسية هي محور تحرك كافة مؤسسات الدولية، خاصة بما تحتويه المبادرة من محاور مختلفة ومتنوعة، تأخذ في حسبانها تطوير المباني وتوفير حياة كريمة لأكثر من 60% من سكان المعمورة، فضلاً عن توفير مشروعات صغيرة تكفل للأسر المصرية أن يكون لها مصادر دخل تساعدها على الانطلاق.
واللافت في استراتيجية الدولة المصرية أنها لم تكن مقتصرة فقط على المصريين، وإنما بعثت برسائل لكافة الأشقاء والأصدقاء بأن مصر مستعدة لمشاركة تجربتها التنموية مع الجميع، فكما مدت يد المساعدة لكافة الدول التي تعرضت لأزمات جراء فيروس كورونا، فإنها أطلقت على سبيل المثال "حياة كريمة لأفريقيا" خلال فاعليات مؤتمر المناخ cop27 بشرم الشيخ، لتؤكد بالقول والفعل أن مصر في ظهر الجميع.
كل هذا يصب في تحقيق الاستراتيجية المصرية أو القاعدة التي رسخها الرئيس السيسى "ندير سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف"، فكافة الشواهد أكدت أن مصر لم تتعامل أبداً مع أحد بنفس معاملته لمصر، بل أن الدولة المصرية ولإنها دولة قوية وواثقة من نفسها وقدراتها، كانت تقابل الإساءة بالكرم، ولم يثبت أحد على مصر أنها تدخلت أو حاولت التدخل في الشأن الداخلى لأى دولة، مهما كان موقف هذه الدولة مع مصر، بل لدينا الكثير من الأمثلة التي أكدت ترفع مصر على كافة الإساءات والتدخلات التي وجهتها دولاً بعينها ضد مصر والمصريين، فلم تعادى أحداً، ولم تسئ لأحد، بل كانت دوماً حريصة على توصيل رسالة قوية بأن مصر بكل ما تملكه من مخزون حضارى وتاريخى، وقوة أيضاً، لن تدخل في صراع مع أحد، لأن هدفها واضح منذ البداية، بناء مصر، والحفاظ على التماسك الداخلى، وعدم التعرض لأحد.
هذه السياسة او الاستراتيجية او القاعدة التي رسخها الرئيس السيسى، لاقت بكل تأكيد احترام وتقديم الجميع، بمن فيهم من كانوا يعادون مصر والمصريين، وسخروا كافة إمكانياتهم لألحاق الضرر بنا، وهو ما جعلهم اليوم يقفون احتراماً وتقديراً لمصر ورئيسها، الذين وقفوا بقوة وصلابة في وجه كل محاولة لتعكير صفو المصريين، وفى نفس الوقت، لم تسئ لأحد، بل ردت بالمعروف على كل مسئ.
الموقف المصرى هذا، هو الذى فتح أمام القاهرة كل الأبواب التي ظن البعض انها ستظل مغلقة أو موصده امام المصريين، وكيف ومصر كانت وستظل سباقة بالخير ومد يد التعاون والسلام للجميع.
اليوم ونحن نتابع كافة التحركات المصرية في الخارج، ودورها نتأكد أن السياسة التي خطها الرئيس السيسى منذ 2014 وحتى اليوم، كانت السياسة الناجعة والنافعة، لإنها حققت لمصر ما تريده، من تنمية واستقرار وامن في الداخل، وفى نفس الوقت احترام وتقدير في الخارج.
ولعل المشاركة الكبيرة في مؤتمر المناخ cop27 في شرم الشيخ خير دليل على نجاح السياسة المصرية، وقد توافد على شرم الشيخ قادة كان البعض يظن أنهم لن يأتوا إلى مصر، لكن ها هم جاءوا إليها اليوم ليروا بأنفسهم ما تحقق على أرض مصر، وكيف استطاعت هذه الدولة أن تخلق من التحديات مستقبلاً مبهراً ومليئاً بالخير للجميع.
بعد انتهاء مؤتمر المناخ، تابعنا جميعاً حضور الرئيس السيسى افتتاح كأس العالم بالعاصمة القطرية الدوحة، بدعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الذى اعرب "عن خالص الامتنان والتقدير لحضور الرئيس حفل افتتاح كاس العالم وزيارته ضيفاً عزيزاً على الدوحة، والتي من شأنها أن ترسخ قوة العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين، خاصةً مع التطور الإيجابي الذي تشهده على جميع الأصعدة خلال الفترة الأخيرة".
وخلال تواجد الرئيس السيسى في الدوحة، تابعنا جميعاً الاهتمام الكبير بالمصافحة التي جمعت الرئيس السيسى بنظيره التركى رجب طيب أردوغان، التي قال عنها السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنها شهدت "التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين".
كل هذه الأمور تؤكد نجاح المسار المصرى، هذا المسار الذى رفض معاداة أحد، واهتم بتحقيق الاستقرار لمصر وكافة دول الإقليم، ولم يلتفت الا لمصلحة المصريين، وكافة الشعوب الصديقة والشقيقة، وهو ما زاد من رصيد الاحترام والتقدير الذى تتمتع به مصر ورئيسها "عبد الفتاح السيسى" لدينا نحن كمصريين، ودولياً ولدى كل العرب الذين ينظرون لمصر من 2014 وحتى اليوم باعتباره نقطة التوازن للإقليم بأكمله.