معجزة علمية.. الأشعة المقطعية تعيد تركيب "وجه" مومياء الملك رميس الثانى

انتهت الدكتورة سحر سليم، مؤخرا، من مشروع علمي لإعادة تركيب "وجه الملك رمسيس الثاني"، باستخدام تقنية الأشعة المقطعية للمومياء، وذلك بالمشاركة مع الدكتورة كارولين ولكنسون، عالمة الأنثروبولوجيه من ليفربول بإنجلترا.

وخضعت مومياء الملك رمسيس الثاني، لدراسات علمية عديدة بمصر، وكذلك في فرنسا، سبعينيات القرن الماضي، حيث سافرت المومياء إلى فرنسا، للعلاج من فطريات أصابتها، وذلك بجواز سفر كتب فيه "ملك سابق"، وتم استقباله في المطار بتشريفة رسمية. 

كذلك، تم فحص مومياء الملك رمسيس الثاني، بالأشعة المقطعية عام ٢٠٠٩، ضمن مشروع فحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، الذي أنشأه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، واشتركت فيه الدكتورة سحر سليم، أستاذ ورئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، وعضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بمتحف الحضارة بالفسطاط.

وتمكنت الدكتورة سحر سليم، من فحص مومياء الملك رمسيس الثاني، بالأشعة المقطعية والتقنيات المتطورة، بالإضافة إلى أربعين مومياء ملكية أخرى.

ومن خلال عمل آلاف المقاطع الرفيعة للمومياء المصرية الملكية القديمة وتركيبها، حصلت دكتورة سحر سويلم، على العديد من صورالأشعة ثنائية وثلاثية الأبعاد، التي أعطت معلومات كثيرة عن المومياء، مثل العمر عند الوفاة، والحالة الصحية وطريقة التحنيط.

وشاركت الدكتورة سحر سليم، بالمعلومات وصور الأشعة المقطعية في تصميم العرض المتحفي، بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة بالفسطاط. 

واستخدمت تقنية فحص الأشعة المقطعية لمومياء الملك رمسيس الثاني، في إعادة وجه الملك أثناء حياته، فصممت الدكتورة سحر سليم، مجسم إلكتروني ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك رمسيس الثاني، واستعانت بمتخصصة في علم الأجناس الشرعية من ليفربول، في تركيب العضلات على المجسم الإلكتروني، وعمل تصور لوجه الملك وقت حياته، واختارت لون البشرة والشعر والعين، بناء عن معطيات أثرية وعلمية من المومياء.

وبتقنية رقمية، أظهر المشروع العلمي وجه الملك وهو بعمر الأربعين، في ذروة قوته، وبالتدرج حتى بلوغه سن التسعين، حين وافته المنية، وتم تسجيل مشروع إعادة تركيب وجه الملك رمسيس الثاني، في فيلم وثائقي من إنتاج التليفزيون الفرنسي الوطني (القناة الثالثة)، وذلك احتفالا بالعيد المئوي الثاني لعلم المصريات.