"صوت الأمة" تغوص في أدبيات الجماعة الإرهابية للبحث عن إجابة للسؤال.. لماذا يكره الإخوان مصر والمصريين؟
السبت، 19 نوفمبر 2022 10:00 ممحمد الشرقاوي
- مناهج التربية الإخوانية تتعمد إعداد وإخراج أجيال مشحونة بالغضب لا تقدر قيمة الوطن ومبدأهم "كونوا مع الإخوان ولا تكونوا مع الأوطان"
- حسن البنا رسخ لمبدأ العنف والإرهاب جزءاً رئيسياً في فكر الجماعة لتحقيق أهدافها.. وأسس "التنظيم الخاص" لتنفيذ عمليات سرية واغتيال معارضي التنظيم
- لا غضاضة لدى التنظيم الإخوانى في شن حرب على كل زعيم أو رئيس لا يعمل على إقامة نظام سياسي يتوافق مع أيديولوجية الجماعة
- الخطاب الإخوانى يعتمد على التحريض والتشكيك للتقليل من الإنجازات.. وهدفهم دفع الشباب للتمرد ضد الدولة
في 9 أبريل 2006، نشرت صحيفة روز اليوسف، حوارا صحفيا لمرشد جماعة الإخوان -آنذاك-، بعنوان: "محمد مهدي عاكف يشتم البلد.. طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر".
في 1964، صدر كتاب "معالم في الطريق"، لسيد قطب، منظر العنف في جماعة الإخوان، وإن شئت فقل: التيار القطبي -أحد أشرس التيارات في الإخوان- الذي رسخ لفكرة إنكار الوطن، فقال: "حين قاتل المهاجرون أهلهم وأقرباءهم وقتلوهم يوم بدر، حينئذ اتصلتْ وشيجة العقيدة بين المسلمين.. وتوارتْ عصبية القبيلة وعصبية الجنس وعصبية الأرض".
"فانتهى أمر هذا النتن، نتن عصبية النسب، وماتتْ هذه النعرة، نعرة الجنس، واختفتْ تلك اللوثة، لوثة القوم، ولوثة الطين والأرض، ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما عاد وطنه هو (دار الإسلام)" صـ (156، 157).
وفي موضع آخر، قال قطب: "إن الوطن ليس أرض مصر، وإنما الوطن هو الدين الإسلامي، وأن الأرض المصرية ليست سوى الطين والسكن".. "كونوا مع جماعة الإخوان ولا تكونوا مع الأوطان لأن الرابطة الإخوانية رابطة إيمانية والرابطة الوطنية رابطة جاهلية".
الحال لم يختلف (في ظلال القرآن)، فقال: "يخلع كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولاءه من التجمع الحركي الجاهلي الذي جاء منه ومن قيادة ذلك التجمع سياسية واقتصادية واجتماعية وأن يحصر ولاءه في التجمع الحركي".
في قضية اغتيال وزير الأوقاف الأسبق الشيخ حسن الدهبي عام 1977، يقول عضو جماعة الإخوان شكري مصطفى، زعيم جماعة التكفير والهجرة -بحسب ما ورد في صـ 1540 من التحقيقات: "إذا اقتضى الأمر دخول اليهود أو غيرهم فإن الحركة حينئذ ينبغي أن لا تبنى على القتال في صفوف الجيش المصري وإنما الهرب إلى أي مكان آمن.. أن خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماما كالفرار من العدو المحلي وليس مواجهته".
الحديث لم يختلف كثيرًا عن حوار "عاكف" في 2006، فرد على سؤال: "لو أن الذي يحتل فلسطين مسلمون من آسيا مثلاً وليسوا يهود صهاينة فما هو موقفكم؟"، فقال: "مفيش حاجة اسمها مسلمين يحتلون مسلمين.. الاحتلال له معنى آخر غير ما تقوله، أنت تعتبر الخلافة احتلالاً!، لو خليفة من ماليزيا حكم مصر لا يكون محتلاً، المسلمون لا يحتلون بعضهم البعض، لأن يدهم واحدة في العالم كله".
وفي 16 أغسطس 2013، وحين كانت جماعة الإخوان تلفظ أنفاسها الأخيرة، كتب مرشد الجماعة السابق، محمد بديع: "وما الوطن إلا حفنة تراب عفن - أحد أفضل مقولات شيخنا الكبير سيد قطب".
السطور السابقة توضح "مفهوم الوطن في عقل جماعة الإخوان"، وازدراءهم للوطنية المصرية -توصيف للكاتب الصحفي الراحل عبدالله كمال"- وتكشف حجم العداء الذي تكنه الجماعة لمصر.
شرعنة العنف في رسائل البنا
اتخذت جماعة الإخوان "الإرهابية" من هذه الأطر قاعدة ارتكزت عليها في أعمال العنف التي شهدها الشارع المصري منذ تأسيسها على يد حسن البنا في 1928، وهو نهج مترسخ في أدبيات الجماعة، فالبنا يرى بوضوح أن العنف والإرهاب جزء رئيسي في فكر الجماعة من أجل تحقيق أهدافها.
رسائل حسن البنا، والتي جمعت لاحقاً في كتاب "الرسائل"، يرى أن الوصول إلى السلطة ركن من أركان الإسلام، فهو القائل: "هذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه".
لا غضاضة لدى التنظيم في شن حرب لا هوادة فيها على كل زعيم أو رئيس لا يعمل على إقامة نظام سياسي يتوافق مع أيديولوجية التنظيم، التي يزعم أنها تحتكر قيم الإسلام- وفق البنا- مرتكزة على تبرير يقنع العامة بضرورة حربها ضد الدولة: "نحن لا نعترف بأي نظام حكومي، ولا بهذه الأشكال التقليدية".
أسس البنا "النظام الخاص" أو "التنظيم الخاص" في عام 1937، للقيام بعمليات سرية، لاغتيال معارضي الجماعة، يقول الباحث سامح فايز، في مقالة له: "الإخوان والعمل السري: آخر العمليات الفاشلة للنظام الخاص"، أدركت جماعة الإخوان، منذ نشأتها الأولى؛ أنّها في حاجة إلى تأسيس تنظيم مسلَّح يعمل على حماية مصالحها، وقد كان مع نشأة النظام الخاص، الجناح العسكري للجماعة، والذي نفّذ العديد من المهام الإرهابية.
وكان في مقدمتها اغتيال القاضي الخازندار أمام منزله، ثم اغتيال رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي، ثم محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورغم قوة التنظيم الخاص داخل تيار الإخوان، إلا أنّ أعضاء الجماعة يؤكدون دائماً أنّ العمل المسلح انتهى مع التأسيس الثاني لجماعة الإخوان، بعد خروجهم من المعتقلات، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، واستمر ذلك النفي حتى الآن، رغم استمرار العمليات الإرهابية التي تورط فيها أعضاء الجماعة، وتزعم دائماً أنّه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي عمل مسلّح.
ومع التقلبات السياسية في الشارع المصري، بداية من ثورة 1952 مروراً بحكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وصولاً إلى حكم الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك وثورتي 25 يناير و30 يونيو وأعمال العنف التي استمرت لسنوات، تعدد مسميات أجنحة الإخوان المسلحة لكن جميعها تندرج تحته، فأنشئوا في السبعينات تنظيم ما يعرف بـ"الفنية العسكرية"، والذي قاد محاولة الانقلاب الفاشلة في أبريل 1974، بالإضافة إلى الفرقة 95 إخوان، تأسست عام 1995، وحمل اسمها العام الذي انطلقت فيه، وعملت حينها تحت قيادة نائب المرشد خيرت الشاطر، وتحدث عنها الإخواني أسامة ياسين، وزير الشباب في حكومة هشام قنديل، قائلًا" "في فرقة إسمها الفرقة 95، دول مجموعة من الشباب في غضون يناير 2011، بعد تحديد العمارات اللي كانت البلطجية فيها طلعوا أسطح العمارات".
وتطورت الأجنحة المسلحة حديثاً في اللجان النوعية وتيار محمد كمال، الذي رسخ لاستراتيجيات العمل المقاوم، والتي نتج عنها حركتي "حسم" و"لواء الثورة"، والذين نفذا عمليات اغتيال ضد ضباط الجيش والشرطة.
أفكار البنا نواة لتنظيم القاعدة
ولم تكن جماعة الإخوان بمعزل عن تنظيم القاعدة الإرهابي، خاصة تلك الفترة التي تزعمها أيمن الظواهري، عضو الجماعة السابق -قتل في العاصمة الأفغانستانية "كابل" في 31 يوليو 2022- فهو القائل في كتابه "فرسان تحت راية النبي" إن أفكار سيد قطب تمثل نواة "الحركة الجهادية المعاصرة".
واتخذ الظواهري من أدبيات الجماعة مرتكزًا لعمل التنظيم في مرحلة ما بعد أسامة بن لادن، كونه يرد الجميل، فالتنظيم ساعده في الوصول إلى أفغانستان للاشتراك في القتال ضد القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك عبر جمعية يديرها التنظيم، وفق اعترافاته.
الشرعية أوالدماء
اتخذت الجماعة الإرهابية من العنف باباً للوصول إلى السلطة في حال فشلت محاولاتها السياسية، والاندماج في الشارع المصري، فلا أحد يحب وطناً يريد الوصول إلى إدارته ويسفك هذا الكم من الدماء.
الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم، قال في مقال له "لماذا فشل الإخوان في الحكم؟"، إن الجماعة صكت شعار "الشرعية أو الدماء"، وهو أخطر شعار أضر بالجماعة والوطن معاً، فضاعت شرعية الإخوان في الحكم وأريقت الدماء من أبناء الوطن جميعا، فالحكم والمناصب لا تستحق أن تبذل من أجلها الدماء التى هى أعظم ما فى الوجود.
يقول رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث أحمد محمد الشحي، إن تنظيم الإخوان انتهج نهجا سوداويا دمويا، قائماً على رفض الآخر، وتوزيع تهم التكفير والتضليل على الأفراد والمجتمعات، وعلى العزلة والمفاصلة، وأضاف في مقال له، أن فكر الخيانة والمكر متغلغل في أعماق هذا التنظيم منذ نشأته الأولى، فقد ابتدأ حسن البنا تأسيس التنظيم عام 1928 كجمعية خيرية اجتماعية لا علاقة لها بالسياسة ظاهرياً، ونص على ذلك في القانون الأول للجمعية في الباب الثاني المادة رقم (2) بلفظ: "هذه الجمعية لا تتعرض للشؤون السياسية أيا كانت".
وعمل حسن البنا تدريجياً على إلغاء هذه المادة من قانون التنظيم، إلى أن أعلن بشكل صريح عن النشاط السياسي للجماعة عام 1938 في خطاب مؤتمر الطلاب الأول، جاء فيه: "أستطيع أن أجهر في صراحة بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسياً! وأن على كل جمعية إسلامية أن تضع في رأس برنامجها الاهتمام بالشؤون السياسية وإلا كانت تحتاج هي نفسها إلى أن تفهم معنى الإسلام!".
لا ولاء ولا انتماء
رسخ مؤسس التيار القطبي، لـ"عقيدة اللا ولاء ولا انتماء" في أدبياته، فبعدما كفر سيد قطب، المصريين ووصمهم بالجاهلين، بدعوى إقامة المجتمع المسلم، وأن هذه مهمة الجماعة التي أنشئت من أجلها، ودعا قطب في أدبياته، إلى تشكيل تنظيم حركي راديكالي، تكون مهمته الاستيلاء على الحكم، وصور الأمر كله باعتباره جهادًا في سبيل الله ومنهجاً يأمر الإسلام باتباعه والالتزام به، وأن إقامة مثل هذه التنظيم هو أساس في بناء العقيدة الإسلامية ذاتها.
وورد في كتاب قطب - صفحة 45- (معالم في الطريق): "إن العقيدة الإسلامية يجب أن تتمثل في نفوس حية وفي تنظيم واقعي وفي تجمع عضوي"، ليدعو في صفحة 57: "يجب أن يعمل أعضاؤه تحت قيادة مستقلة عن قيادة المجتمع الجاهلي.. لم يكن بد أن تتمثل القاعدة النظرية للإسلام أي العقيدة في تجمع عضوي حركي منذ اللحظة الأولى.. لم يكن بد أن ينشأ تجمع عضو حركي آخر غير التجمع الجاهلي.. منفصل ومستقل عن التجمع العضوية الحركي الجاهلي الذي يستهدف الإسلام".
إن الهدف الرئيسي لجماعة الإخوان حدده قطب في إزالة الأنظمة السياسية والحكومات والاستيلاء على الحكم فيها، فيقول في صفحة 56 من نفس الكتاب: "تحطيم الانظمة السياسية أو قهرها"، ويؤكد عليه في صفحة 71: "إن الإسلام ليس مجرد عقيدة فهو يهدف ابتداءً إلى إزالة الانظمة والحكومات التي تقوم على أسس حاكمية البشر للبشر".
وصور قطب محاربة الحكومات القائمة والاستيلاء على الحكم باعتبارها جهادًا في سبيل الله، فيقول في صفحة 64: "يجب أن تواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع كله بما يكافئه.. تواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الانظمة والسلطات القائمة عليها"، باعتبار أن ذلك نص له قدسيته، ففي صفحة 85: "أن الانطلاق بالمذهب الالهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة.. وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة".
زرع الخيانة وكره الأوطان
عكفت جماعة الإخوان الإرهابية على إعداد وإخراج أجيال لا تقدر قيمة الوطن، تخرج ناقمة كاره لكل شيء، مدفوعة بطاقة من الغضب المدفون تجاه الدولة، ومرتكزة على أدبيات ونصوص واستراتيجيات تقوم بالأساس على "أن الوطن حفنة تراب"، وأن كل شيء مباح في طريق الوصول إلى السلطة.
وفق دراسة أعدها مركز "تريندز" للدراسات والبحوث، بعنوان: "التعليم وهندسة الفكر الإخواني"، فإن النموذج التربوي لجماعة الإخوان يقوم على دمج التنشئة والتجنيد معاً، فالذين يتم استقطابهم داخل الجماعة يخضعون لعملية مكثفة ومطولة من التلقين والتربية، إذ تشكل التربية جزءاً من عملية صياغة أو بناء الهوية الإخوانية، بينما تحتل التعبئة والتجنيد الجزء الآخر، وتتم هاتان العمليتان بشكل متزامن؛ ليتضمن بناء الهوية والانتماء الإخواني بُعدين: بُعد بنيوي وبُعد فكري، وهما يشكلان معاً متغيرات مهمة في مكونات عملية الهندسة الاجتماعية، التي تقوم بها الجماعة لأعضائها.
وتجري عملية التربية في مؤسسات وأماكن/ فضاءات خاصة، حيث يلتقي فيها أعضاء الجماعة وقياداتها ويتواصلون ويتفاعلون بشكل أسبوعي أو شهري، من أجل توطيد العلاقة بينهم واستيعاب أيديولوجية الجماعة. وتنقسم هذه الفضاءات إلى سبعة كيانات هي: الأسرة- الكتيبة- الرحلة- المعسكر- الدورة- الندوة- المؤتمر، وتقع ضمن شبكة تراتبية محكومة بمستويات العضوية.
وعلى مدار عقود اهتمت الجماعة بالعملية التعليمية في أروقتها وعبر مدارس، فالمؤسس حسن البنّا وضع الحجر الأول، وشرع في بناء نظام تعليمي خاص بالجماعة، وفور تأسيس الجماعة في عام 1928 بالإسماعيلية قام البنّا ببناء مسجد ومدرستين؛ واحدة للبنين وأخرى للبنات، وكان النظام التعليمي المعتمد فيها يمثل نموذجاً جديداً ومنافساً لنظام التعليم الحكومي ومحتواه الذي كان سائداً آنذاك، حتى صارت تلك الشبكة تتمدد في ربوع الوطن، تقول الدراسة، إن مأمون الهضيبي لعب دورا رئيسيا في إعادة هيكلة الجماعة، والتركيز أولاً على الدعوة والتعليم، ومحاولة التأثير في السياسة من خلال الهياكل والمؤسسات الاجتماعية، بدلاً من مواجهة النظام أو الانسحاب من المجتمع، لتكون هذه الاستراتيجية هي المعتَمَدة لتحقيق الامتداد المجتمعي والتوسع الجماهيري، برغم معارضة التيار القطبي لهذا النهج.
وشرع الإخوان في تنشئة الأطفال من أجل تجنيدهم في سن مبكرة ابتداءً من سن التاسعة، ويبدو الأمر شائعاً في العائلات التي ينتمي فيها الآباء والأعمام إلى الإخوان، حيث يتم التركيز على أطفال أعضاء الإخوان بشكل خاص.
أو أن يكون هؤلاء الإخوة الجدد قد نشؤوا في عائلات متدينة والتقوا بأعضاء الجماعة في أثناء سنواتهم الدراسية، ومع ذلك يتم فحص هؤلاء الأعضاء بعناية قبل قبولهم، ليكون التجنيد بداية لعملية طويلة ومتعددة المراحل يتحول من خلالها العضو الجديد الواعد إلى "أخ" في جماعة الإخوان المسلمين.
ودعا المرشد العام، حسن الهضيبي، في 1951 إلى تأسيس مدرسة إخوانية مخصصة للتدريب على الدعوة في كل إقليم إداري للجماعة، وفي عام 1953 أسست الجماعة أكاديمية لشؤون الدعوة في القاهرة، بهدف تخريج وعاظ ودعاة أكفاء يمكنهم التنافس مباشرة مع علماء الدين التقليديين والعاملين في الحكومة على جذب قلوب المصريين العاديين وعقولهم واستمالتهم، وخاصة الشباب منهم.
التشكيك وإسقاط الدولة عقيدة إخوانية
في 3 يوليو 2022، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الإخوان اعتمدوا على التشكيك والشك في كل شيء، حتى أصبح أمرا مستقرا لدى البعض، "نقوله عملنالك ده أو عملنالك كذا، يقول مش مصدق، فيه منطقة رمادية هو مش شايفها، لأن الإخوان هما اللي خلقوها".
وأضاف الرئيس السيسى خلال لقاء عددا من الصحفيين والإعلاميين على هامش افتتاح مشروع القطار الكهربائي الخفيف: "يعني هما عملوا في تخطيطهم، أنهم يمسكوا الدولة المصرية، وساعتها الحكم القائم كان وقع، وهما يقدروا يأثروا على الناس، وعندهم أرضية تساعدهم، بس أنا قولت لهم وقولت للتيار الإسلامي كله.. هل عندكم مراكز دراسات تم إنشائها عشان تقدروا تبقوا عارفين يعني إيه دولة؟ ويعني إيه تحديات هذه الدولة عشان تحلوها؟ معندكوش، مش هتبقوا عارفين تحديات الدولة اللي أنتم فيها، فرص النجاح مش جاية أنك تعرف تقود دولة ولا لا، فرص النجاح أن مقومات الدولة تبقى موجودة، مقومات الدولة كانت ظروفها صعبة، بس هما خلصوا عليها".
والمؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية تنتهج خطاباً على عدة مستويات، أوله "تحريضي" يقلل من أي إنجاز للدولة، والثاني تشكيكي، والثالث التحريض والتشكيك في كل مشروعات الدولة، مستغلة الأزمات العالمية الأخيرة.
وبقراءة في منشورات لجان الجماعة الإلكترونية، تتحرك في اتجاهين، الأول: عندما تعلن الدولة المصرية إنشاء مشروع قومى، تبدأ اللجان بإنكار المشروع ثم تنتقل لمرحلة التشوية، والتشكيك في حجم استفادة المصريين، وفي حال فشلت هذه الأساليب، تتجه نحو منهج تضخيم السلبيات، وتجاهل أسباب هذه السلبيات أو تاريخها أو حتى انتشارها في جميع دول العالم.
لماذا لا يحب الإخوان مصر؟
الآن تصل وحدك للإجابة على هذا السؤال، فما من جماعة ولا فصيل يكن مثل هذا الكم من العداء لمصر والمصريين، فلا ولاء ولا انتماء، الانتماء للتنظيم وفقط، وهو بعيد كل البعد عن الإسلام.
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، التي ولد فيها، ووطنه الأول، قال: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله)، وأعطى درساً للبشرية باحترام الوطن.
إن أدبيات الجماعة لا تعرف للوطن مكان، فالتنظيم الإرهابي الذي جعل من الوطن حفنة تراب، وارتضى باحتلاله قديمًا طالما هناك من يسمح له بممارسة مخططاته الدنسة، لن يجد غضاضة في التحالف مع الكيانات الإرهابية المسلحة، ويستبيح دماء أبناءه، طالما لم يصل للسلطة بعد، ولو وصل لاستشرى السرطان، ولكن استأصله المصريون سريعاً.