أمن الغذاء والطاقة يتصدران لقاءات الرئيس السيسى مع زعماء وقادة العالم
السبت، 12 نوفمبر 2022 07:00 م
شهدت شرم الشيخ، نشاطاً مكثفاً للرئيس عبد الفتاح السيسى، من خلال المشاركة في العديد من الفعاليات بقمة المناخ cop27، فضلاً عن لقاءات مع عدد من قادة وزعماء العالم المشاركين في القمة، والتي تركزت على تطوير العلاقات المصرية مع الدول الشقيقة والصديقة، فضلاً عن قضيتى أمن الطاقة والغذاء.
والتقى الرئيس السيسى عدداً من القادة والزعماء، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذى زار مصر في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه، وكذلك رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تزور مصر لأول مرة، والمستشار الألماني أولاف شولتز، وإيفاريست ندايشيمى، رئيس بوروندي، ورئيسة تنزانيا المتحدة سامية حسن، وكريستالينا جورجييفا المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي.
أمن الغذاء والطاقة في المباحثات المصرية الفرنسية
أكد الرئيس السيسي تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر مع فرنسا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بقضايا أمن الغذاء وأمن الطاقة، والقطاعات التي تتمتع فيها فرنسا بتميز مثل النقل وصناعة السيارات الكهربائية.
وعقد الرئيس السيسى جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذى أعرب عن تقدير بلاده لمصر، مثمنًا، الروابط الوثيقة بين مصر وفرنسا وعمق أواصر الصداقة التي تجمع البلدين، مشيدًا بالزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخرًا في مختلف المجالات، لا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، كما أشاد الرئيس الفرنسي بالنجاح اللافت لمصر في تنظيم حدث عالمي ضخم بحجم قمة المناخ، مؤكدًا حرص بلاده على التنسيق والتشاور المكثف مع مصر كأحد أهم شركائها في المنطقة، ومثمناً دورها في إرساء دعائم الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الإفريقية.
بريطانيا: مصر أحد أهم شركائنا في الشرق الأوسط
أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن تقديره للتنظيم الناجح والمتميز للقمة العالمية للمناخ من قبل مصر، مثمناً خلال لقاءه الرئيس السيسى، الروابط الوثيقة بين مصر وبريطانيا، والزخم غير المسبوق الذي شهدته العلاقات بين البلدين على مدار السنوات الماضية، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكداً أن مصر تعد أحد أهم شركاء بريطانيا في الشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.
أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن تقديره للتنظيم الناجح والمتميز للقمة العالمية للمناخ من قبل مصر، مثمناً خلال لقاءه الرئيس السيسى، الروابط الوثيقة بين مصر وبريطانيا، والزخم غير المسبوق الذي شهدته العلاقات بين البلدين على مدار السنوات الماضية، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكداً أن مصر تعد أحد أهم شركاء بريطانيا في الشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي مع بريطانيا خلال الفترة المقبلة، وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، مرحباً بزيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى مصر، في أول زيارة خارجية له، مجدداً التهنئة على توليه منصبه مؤخراً.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة الجهود المشتركة للبلدين لدعم وتعزيز عمل المناخ على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن سبل وآفاق تدعيم أطر التعاون الثنائي بين البلدين على شتى الأصعدة واستغلال الإمكانات المتاحة لدى الجانبين، حيث تم التوافق على استمرار وتكثيف الحوار المتبادل والبناء بين البلدين الصديقين خلال الفترة المقبلة.
إشادة إيطالية بالجهود المصرية فى مكافحة الهجرة غير الشرعية
أبدى الرئيس السيسي، تطلعه بأن تمثل زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى مصر قوة دفع جديدة لتطوير تلك العلاقات التي تستند إلى روابط تاريخية عميقة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية.
وأكدت جورجيا ميلوني خلال لقاءها الرئيس السيسى، حرص بلادها المتبادل على توثيق أواصر التعاون الثنائي مع مصر، بما يفتح الآفاق للبناء ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، ومؤكدةً ما تمثله مصر بالنسبة لإيطاليا والقارة الأوروبية جمعاء كدعامة محورية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوض المتوسط.
وتناول اللقاء مناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، إلى جانب التعاون الصناعي المشترك مع إيطاليا، والتعاون المشترك ايضاً في ملف أمن الطاقة، الذي يعتبر من أهم مسارات الشراكة بين الجانبين خلال السنوات الماضية، خاصة من خلال الشراكة مع شركة "إيني" في مجال الغاز الطبيعي، مع إمكانية النظر في تنفيذ الربط الكهربائي مع إيطاليا، وذلك للاستفادة من الإمكانات الغنية والمتنوعة في مصر للمساهمة في معالجة التحدي القائم في أوروبا ومعظم دول العالم للتعامل مع أزمة الطاقة.
كما تم تبادل الرؤى بشأن تنسيق الجهود بين إيطاليا ومصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية بالجهود التي تقوم بها مصر في هذا الإطار، والتي ساهمت في منع خروج أي قارب للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ 2016، و أكد الرئيس السيسي استعداد مصر للتعاون مع الأجهزة الإيطالية المعنية في هذا الصدد، من منطلق التزام مصر الكامل بمكافحة هذه الظاهرة.
وتطرق اللقاء كذلك إلى استعراض آخر تطورات القضايا المتعلقة بأمن البحر المتوسط، لاسيما الملف الليبي، حيث تم التوافق بين الجانبين على ضرورة العمل لصون وحدة وسيادة ليبيا الشقيقة، والدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن التطرق إلى قضية الطالب الإيطالي "ريجيني"، والتعاون من اجل الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة.
دعم المانى للإجراءات المصرية الطموحة سعياً لتحقيق التنمية الشاملة
أكد المستشار الألماني أولاف شولتز للرئيس السيسى حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، خاصةً من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية.
والتقى الرئيس السيسى بالمستشار الالمانى في شرم الشيخ، حيث أشاد الرئيس السيسى بتطور مسار العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وهو ما انعكس على معدل وكثافة تبادل الزيارات بين كبار مسئولي البلدين وآخرها زيارته إلى برلين في يوليو الماضي، مؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق والتشاور السياسي.
وأبدى شولتز إعجابه الشديد بالتنظيم المصري المتميز للقمة العالمية للمناخ، ومثمناً الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، والزخم الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث تعتبرها المانيا شريكاً قوياً للتعاون ولمواجهة التحديات المشتركة.
واعرب الرئيس السيسى عن التطلع لتعزيز مساهمة ألمانيا في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، من خلال زيادة الاستثمارات الالمانية فى مصر، لاسيما في قطاعات توطين الصناعة والطاقة كالهيدروجين الأخضر والسياحة، والتعليم الفني والتدريب المهني، وذلك فى ضوء الفرص الواعدة بالمشروعات القومية الكبرى على امتداد رقعة الجمهورية.
الاستمرار في تقديم كافة أوجه الدعم لبوروندي
أكد الرئيس السيسى عزم مصر الاستمرار في تقديم كافة أوجه الدعم لبوروندي "كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية"، مشدداً خلال استقباله الرئيس إيفاريست ندايشيمى، رئيس بوروندي، على تطلع مصر للارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور السياسي الثنائي بين البلدين، مثمنا موقف بوروندي المساند لمصر فيما يتعلق بموضوعات ملف مياه النيل.
وأشاد "ندايشيمي" بالتنظيم المصري الناجح للقمة العالمية للمناخ، وبتميز علاقات الصداقة والروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين، مؤكداً حرصه على مواصلة تدعيم تلك العلاقات على جميع الأصعدة، لاسيما في إطار المجالات التنموية والفنية المختلفة، وذلك بالتوازي مع دفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين وتعظيم آليات التشاور والتنسيق بينهما في شتى المحاور، كما أشاد الرئيس البوروندي بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على الاستقرار في بلاده، والمساندة الحثيثة لها في كافة المحافل الإقليمية والدولية.
توافق مصري تنزانى على دعم المسار التنموي لدول حوض النيل
أكد الرئيس السيسي الدور الحيوي الذي تقوم به تنزانيا كإحدى الدول الفاعلة في إفريقيا، وجهودها لتعزيز الأمن والاستقرار بالقارة، مشددًا على حرص مصر على تعزيز العلاقات مع تنزانيا على الصعد كافة، خاصةً في الاستثمارات المصرية في القطاعات الحيوية، في مقدمتها إنشاء سد "جوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهرومائية، والذي تعول مصر على دوره في منح دفعة قوية لعملية التنمية في تنزانيا الشقيقة.
واستقبل الرئيس السيسي، رئيسة تنزانيا المتحدة سامية حسن، وأكد خلال اللقاء متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين، كما تقدم الرئيس إلى تنزانيا الشقيقة -حكومةً وشعبًا- بخالص التعازي في ضحايا حادث تحطم الطائرة في بحيرة فيكتوريا، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وأعربت الرئيسة "سامية حسن" عن خالص تقديرها لمواساة الرئيس في وفاة ركاب الطائرة في بحيرة فيكتوريا، مؤكدةً عمق العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتطلع بلادها للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي، مشيرة إلى وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، ومعربةً عن التقدير لما تقدمه مصر لبلادها من دعم فني في مجال بناء القدرات على مدار السنوات الماضية، مع الإشادة أيضًا بنشاط الشركات المصرية في تنزانيا ومساهمتها في جهود التنمية، خاصةً في إطار سد "جوليوس نيريري"، والذي تعتبره تنزانيا أحد أهم المشروعات الحيوية الكبرى في البلاد.
وتقدمت رئيسة تنزانيا بخالص التهنئة والتقدير للرئيس السيسى على نجاح مصر في التنظيم الرائع لقمة المناخ العالمية واعتبرت ذلك نجاحًا تاريخيًا سيسجل باسم مصر والقارة الإفريقية بأكملها.
وتناولت المباحثات بين استعراض آخر التطورات الخاصة بالأوضاع في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا، حيث تم الترحيب بتوافق الرؤى القائم بين البلدين إزاء مختلف الملفات السياسية، بالإضافة إلى التوافق حول أهمية تعزيز التكامل بين الدول الأفريقية، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية وتطوير البنية التحتية، كما تناولت ملف مياه النيل، حيث تم التوافق على دعم المسار التنموي لدول حوض النيل وجهود تعزيز العلاقات فيما بينها في جميع المجالات التنموية.
صندوق النقد يشيد بنجاح تعامل مصر مع التغييرات المتلاحقة للسياسة النقدية العالمية
أكدت كريستالينا جورجييفا المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، مواصلة الصندوق علاقات التعاون والشراكة المتميزة مع مصر لدعم مسيرة الاصلاحات الاقتصادية بها خاصة فى ضوء استقرار اداء الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية وما أظهره من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية والصدمات الناجمة عن جائحة كورونا والازمة الاقتصادية العالمية الحالية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، التى اثرت بعمق على اقتصاديات الدول الناشئة، مشيدة بنجاح تعامل مصر مع تلك التداعيات والتغييرات المتلاحقة للسياسة النقدية العالمية واحتواء آثارها، مما حافظ على المسار الآمن للاقتصاد المصرى.
واستقبل الرئيس السيسي اليوم في شرم الشيخ، كريستالينا جورجييفا المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي والوفد المرافق لها، بحضور رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزى، ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى، والمالية، وتناول اللقاء استعراض اوجه الشراكة بين مصر وصندوق النقد الدولي، خاصة في ضوء برنامج التعاون الذي تم الاتفاق عليه مؤخراً بين الجانبين لاستكمال تنفيذ مسيرة الإصلاح الاقتصادي المصري.
وأعرب الرئيس السيسى عن التقدير لإسهامات الصندوق فى اطار الشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، بالنظر إلى ما تمثله تلك الشراكة من توفير مناخ إيجابي للاستثمار وفرصه الواعدة في مصر وانعكاس ذلك على دعم الاقتصاد المصري، مؤكداً سيادته حرص الدولة على تكملة مسيرة الاصلاح الاقتصادي والهيكلي المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وكذلك تعظيم مساحة دور القطاع الخاص.