قمة المناخ cop27.. تواجه ظاهرة الأحتباس الحراري وتستكمل الجهود العالمية
الإثنين، 07 نوفمبر 2022 03:00 م
قمة المناخ شرم الشيخ
خطوات عالمية لمواجهة الأحتباس الحراري :
كانت بداية الحديث عن التغيرات المناخية في القرن 19، حيث درس علماء أوروبيون كيف يمكن للغازات والأبخرة المختلفة أن تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي للأرض. وبعد فترة من الوقت وتحديدا في تسعينات القرن الـ19 قام العالم السويدي سفانتي أرينيوس بحساب تأثير مضاعفة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على درجة الحرارة، وأوضح أن حرق الوقود الأحفوري سيؤدي على الأرجح لرفع درجة حرارة الكوكب.
وبتجميع بيانات الطقس التاريخية، أثبت المهندس البريطاني جاي كاليندار للمرة الأولى عام 1938 أن درجات حرارة الكوكب آخذة في الارتفاع في العصر الحديث. وربط بين اتجاهات درجات الحرارة والارتفاعات المقاسة في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وأشار إلى وجود ارتباط بين الأمرين.
في عام 1958 قام العالم الأميركي تشارلز ديفيد كيلينج قياسا منهجيا لمستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فوق مرصد مونا لوا في هاواي. وأسفرت النتائج التي جمعها عن وضع (منحنى كيلينج)، وهو رسم بياني يظهر زيادة مطردة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون.
أدلى عالم المناخ الأميركي جيمس هانسن بشهادته أمام الكونجرس في 1988وجاء فيها إن درجة حرارة كوكب الأرض آخذة في الارتفاع بسبب تراكم غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان، وأشار إلى أن هذا بدأ بالفعل في تغيير المناخ والطقس.
في 1990ما يسمى بمؤتمر الأمم المتحدة الثاني المعني بتغير المناخ، سلط العلماء الضوء على مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض على كل من الطبيعة والمجتمع. وأشارت رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر إلى أن هناك حاجة إلى وضع أهداف ملزمة للانبعاثات.
وقعت الدول على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في (قمة الأرض) في ريوعام 1992وتهدف الاتفاقية في التحكم في الانبعاثات لمنع حدوث تغير حاد في المناخ، وكرست فكرة "المسؤوليات المشتركة لكن المتباينة"، مما يعني أنه يتعين على الدول المتقدمة فعل المزيد لأنها مسؤولة عن معظم الانبعاثات التاريخية. ولم تتضمن الاتفاقية أهدافا ملزمة للانبعاثات.
كانت بداية أنعقاد "مؤتمر للأطراف" أو cop في برلين عام 1995 وقد دعت الوثيقة النهائية الصادرة عن الاجتماع إلى وضع أهداف ملزمة قانونيا للانبعاثات.
وفي cop3 التي أقيمت في كيوتو باليابان عام1997 ، اتفقت الأطراف على المعاهدة الأولى التي تتطلب تخفيضات محددة للانبعاثات ، وبموجب بروتوكول كيوتو، تلتزم الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات بين عامي 2008 و2012 عن مستويات عام 1990، مع وضع حدود متباينة للدول المختلفة، الا أن جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي نددو بالاتفاق ووصفوه بأنه "وُلد ميتا".
ومع تولى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش منصبه ووصف بروتوكول كيوتو بأنه "معيب بصورة قاتلة"، وهو ما يعني عمليا خروج بلاده من الاتفاق.
ورغم الرفض الأمريكي الا أن بروتوكول كيوتوقد دخل في عام 2005 حيز التنفيذ بعدما صدقت روسيا عليه، الأمر الذي استوفى متطلبا بتصديق ما لا يقل عن 55 دولة تمثل ما لا يقل أيضا عن 55 بالمئة من الانبعاثات على الاتفاق.
في باليوتحديدا عام 2007 اتفق المشاركون في cop13 على العمل على اتفاقية ملزمة جديدة تشمل كلا من الدول المتقدمة والنامية.
وفي محادثات cop15 في كوبنهاجن عام 2009 انهارت تقريبا وسط خلافات حول الأهداف الملزمة مع انتهاء أجل بروتوكول كيوتو. وبدلا من وضع إطار عمل جديد، على النحو الذي اقترحته خارطة طريق بالي، صوتت الدول على أن "تأخذ في الاعتبار" بيانا سياسيا غير ملزم.
في cop16 فشل في كانكون بالمكسيك مرة أخرى في تحديد أهداف ملزمة جديدة للانبعاثات " إلا أن "اتفاقات كانكون"أسست "صندوق المناخ الأخضر"لمساعدة الدول النامية على التكيف وتخفيف وطأة الإجراءات عليها، ووضعت هدفا للحد من الاحتباس الحراري عند درجتين مئويتين فوق متوسط ما قبل عصر الصناعة.
تعثرت محادثات cop17 في ديربان بجنوب أفريقيا عام 2011 بعدما رفضت الصين والولايات المتحدة والهند التوقيع على تخفيضات ملزمة للانبعاثات قبل 2015. وبدلا من ذلك، اتفقت الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية على تمديد بروتوكول كيوتو حتى عام 2017.
بعدما قاومت روسيا واليابان ونيوزيلندا أهداف الانبعاثات الجديدة التي لا تشمل الدول النامية، 2012، وافقت الدول في cop18 في الدوحة على تمديد بروتوكول كيوتو حتى 2020.
cop19 عام 2013، فى وارسو انسحب ممثلو الدول الأكثر فقرا لعدة ساعات بسبب عدم التوصل لاتفاق حول كيفية التعامل مع الخسائر والأضرار المتعلقة بالمناخ، وتم التوصل في النهاية إلى اتفاق مخفف.
تجاوز الاحتباس الحراري درجة واحدة مئوية في عام 2015 وأصبحت الظواهر المناخية الحادة، بما في ذلك الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، تحدث بوتيرة أكبر وبقوة أشد حول العالم، وأصبحت الدول تواجه بشكل متزايد هذه التهديدات المباشرة الناتجة عن تغير المناخ.
وخلال نفس العام كان اتفاق باريس هو أول ميثاق عالمي يدعو إلى تعهدات تتعلق بالانبعاثات من كل من الدول المتقدمة والنامية، التي طُلب منها التعهد بمساهمات محددة وطنيا، مع زيادة المستهدفات كل خمس سنوات، وتعهد الموقعون بمحاولة إبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض عند حدود 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل عصر الصناعة وعقب ذلك وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاق باريس بأنه يضر بالاقتصاد وقال إن بلاده ستنسحب منه وأصبح ذلك رسميا في عام 2020.
في2018 استحوذت الناشطة المراهقة جريتا تونبري على الاهتمام العالمي أثناء احتجاجها خارج البرلمان السويدي، ومع مرور الوقت حشدت الشباب من حول العالم للانضمام إلى حركتها (أيام الجمعة من أجل المستقبل) للمطالبة بالتحرك بشأن تغير المناخ ، كما تلي ذلك وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش غياب الطموح الذي ظهر خلال cop25في مدريد بأنه فرصة مهدرة. تأجيل مؤتمر كوب السنوي عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.
مع تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبة عام 2021 كان من أولى الإجراءات التي اتخذها إعادة الانضمام إلى اتفاق باريس
وفي العام الماضي عقد cop26 في الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر في جلاسكو باسكتلندا وقد حدد (ميثاق جلاسكو) الختامي هدفا يتمثل في استخدام كميات أقل من الفحم، وطالب الحكومات بزيادة طموحها بشأن المناخ، وحسم القواعد التي تحكم تجارة أرصدة الكربون لتعويض الانبعاثات.