خليك فخور.. مصر ليها دور

السبت، 05 نوفمبر 2022 11:00 م
خليك فخور.. مصر ليها دور
محمود علي

- شرم الشيخ تفتح ذراعها لاستقبال قادة العالم المشاركين بـcop27
- مدينة السلام تستقبل أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة ورؤساء هيئات دولية 
- جهود مصرية استثنائية لإنجاح قمة المناخ ووضع حلول لتهديدات التغيرات المناخية على مستقبل الكوكب 
 
الأربعاء والخميس المقبلين، ستكون شرم الشيخ على موعد جديد مع التاريخ، حينما يلتئم على أرض السلام لأول مرة في أفريقيا والشرق الأوسط أكبر حشد دولى، اختاروا مصر لتكون نقطة انطلاق لتنفيذ نتائج عادلة وطموحة توفر الحماية للعالم من مخاطر التغيرات المناخية.
 
مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، او مؤتمر المناخ، هو الحدث العالمى الذى تستضيفه شرم الشيخ، بداية من هذا الأسبوع وحتى 18 نوفمبر الجارى، وسط جهود مصرية كبيرة لإنجاحها في ظل أزمات تواجه المناخ.
 
واعلن عدد كبير من قادة دول العالم حضورهم القمة قبل أيام من انطلاقها، حيث تعيش شعوب العالم في ترقب وانتظار لنتائج cop 27 التي ستقام تحت شعار "معًا نحو التنفيذ لتحقيق نتائج عادلة وطموحة"، حيث من المقرر أن يشارك أكثر من 100 رئيس دولة، ورؤساء حكومات ووزراء ورؤساء هيئات دولية ومنظمات المجتمع المدني والشباب.
 
وأعلن البيت الأبيض، الأسبوع الماضي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يشارك في قمة المناخ، مشيراً إلى أن بايدن "سيبني على العمل الهام الذي اضطلعت به الولايات المتحدة للمضي قدمًا في مكافحة تغير المناخ ومساعدة الفئات الأكثر ضعفًا على بناء المرونة في مواجهة تأثيرات المناخ، وسوف يسلط الضوء على حاجة العالم للعمل في هذا العقد الحاسم".
 
يشمل الحضور أيضاً رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي أعلنت عزمها المشاركة في القمة نظراً لأهميتها، حيث نقلت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء تصريحات صادرة عن مجلس الوزراء الإيطالي، جاء فيها: "سوف تتوجه ميلوني إلى شرم الشيخ في الفترة من 7 إلى 8 نوفمبر، حيث ستشارك في قمة رؤساء الدول والحكومات في كوب 27 التي ترأسها مصر هذا العام، في أول رحلة خارجية لها منذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية في 21 أكتوبر الجاري"، وعلق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي على الأمر في وقت سابق، قائلًا إن مصر ترحب بزيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وكذلك كافة الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركتها في الدورة الـ27 من المؤتمر، مشيرًا إلى أننا نتطلع للمساهمة الهامة لميلوني امتداداً لدور إيطاليا الفاعل على الساحة الدولية، لافتاً إل أن مشاركة ميلوني في مؤتمر المناخ ستشكل بلا شك قيمة مضافة للجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ الذي يأتي على رأس الأولويات الدولية.
 
ولم يقف التفاعل اللافت من قادة دول العالم مع القمة التي سيكون على رأس جدول أعمالها التحرك السريع نحو إنقاذ عاجل لمواجهة تحديات آثار التغير المناخي، وأعلن السفير الفرنسي في القاهرة مارك باريتي، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر قمة المناخ".
 
وأعرب نائب السفير الفرنسي "رافاييل مارتن دي لا جارد" عن سعادته لزيارة مدينة شرم الشيخ، وأشاد بالاستعدادات، التي قامت بها مصر في أسرع وقت زمنى لقمة المناخ، مؤكدا على المشاركة الفرنسية لهذا الحدث العالمي برئاسة الرئيس الفرنسي و عدد من الوزراء والشخصيات الهامة، بالتناوب على مدار أيام المؤتمر، لتأصيل العلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا.
 
كما أعلنت الحكومة الألمانية عن مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس في قمة المناخ بشرم الشيخ، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أثناء مؤتمر الأمن والمناخ، الذي نظم في العاصمة برلين إن هناك تحديات كبيرة تواجه العالم، سببها التغيرات المناخية وندرة المياه بجانب الكوارث الطبيعية.
 
من جانبها أعلنت السفارة الهولندية في القاهرة أن "وفدا رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء مارك روتا سيشارك في القمة"، وذكر بيان صادر عن السفارة الهولندية، أن الوفد الهولندي يضم رئيس الوزراء، مارك روتا، ووزيرة المالي، سيجريد كاخ، ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي، ليزيا سخراينيماخر، ووزير المناخ وسياسات الطاقة، روب يتين، ووزير البنية التحتية وإدارة المياه، مارك هاربرز، ووزيرة البيئة، فيفيان هاينن، وعمدة مدينة أوترخت، شارون دايكسما، موضحاً أن رئيس الوزراء الهولندي سيقوم بتمثيل المملكة الهولندية في المباحثات السياسية متعددة الأطراف، كما سيشارك أيضا العديد من الوزراء في الحوارات السياسية والتحالفات مع الأطراف ذات التفكير المماثل وسيعقدون مباحثات ثنائية ويشاركون المعرفة والخبرات ويعملون مع مجتمع الأعمال والمجتمع المدني للدفع بالعمل المتعلق بالمناخ، وتلتزم الحكومة الهولندية بمبدأ إتاحة الفرصة للجمعيات الأهلية ومنظمات الشباب للمشاركة في أعمال مؤتمر المناخ COP27.
 
وأشار البيان، إلى أنه وبالتوازي مع المفاوضات، قامت الرئاسة المصرية بتحديد أيام لموضوعات معينة مع التركيز على العمل المتعلق بالمناخ، وسوف يكون التركيز أيضا على الابتكار والتكنولوجيا النظيفة والتمويل والدور المركزي للمياه والزراعة في أزمة المناخ، وكذلك مكافحة فقدان التنوع البيئي والتسريع من عملية التحول في مجال الطاقة، لافتاً إلى أنه "رغم المهمة المليئة بالتحديات لكل الدول قبل مؤتمر المناخ COP27؛ فإن الحكومة الهولندية ستبذل قصارى جهدها لجعل مؤتمر المناخ ناجحًا".
 
كما أعلنت الحكومة الاسكتلندية أن رئيسة الوزراء، نيكولا ستورجون ستحضر القمة ، وقال المتحدث: "نظرًا للأهمية الحيوية لعمل الحكومات معًا لمعالجة تغير المناخ، فإن رئيسة الوزراء تنوي حضور COP27".
 
وعلى الصعيد العربي، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، انطلاق النسخة الثانية من "قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" يوم الأربعاء المقبل، و"منتدى مبادرة السعودية الخضراء" يومي 11 و12 من الشهر ذاته في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار: "من الطموح إلى العمل"، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ كوب27.
 
ومن المتوقع أيضاً مشاركة الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد، حيث قال وزير البيئة العراقي جاسم الفلاحي، إنه من المنتظر حضور الرئيس العراقي للقمة المناخية.
 
وكان المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري؛ بعث  رسالة إلى الرئيس العراقي تتعلق بمؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ "كوب 27".، وأشارت الرسالة إلى التطلع لحضور الرئيس العراقي القمة من أجل العمل المشترك، والتأكيد على المواثيق المُبرمة في قمة جلاسكو للمناخ وأهداف اتفاق باريس للمناخ.
 
في سياق متصل، أكد رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 الدكتور محمود محيي الدين، أن استضافة مصر cop27 هي البداية وليست النهاية، مشيراً إلى أهمية دور الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية في نشر ثقافة تغير المناخ  من خلال عدة محاور، وتشمل: تضمين المُقررات الدراسية قضية التغيرات المناخية، وتنفيذ العديد من الأبحاث العلمية، حول قضايا التغيرات المُناخية كجزء من قضايا البيئة داخل الكليات المعنية بهذا التخصص بالجامعات المصرية، ودعم المشروعات البحثية في هذا المجال، بالإضافة إلى المُساهمة في الأعمال المُجتمعية التي تقوم بنشر التوعية حول مخاطر وتأثيرات التغيرات المُناخية على البيئة والإنسان.
 
وشدد على ضرورة التمييز بين التكيف والخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية حيث يجب معالجة كل ملف بشكل مختلف، خاصة أن ملف التكيف مازال يعاني بالفعل من قدر كبير من الإهمال ونقص التمويل، مشددا على ضرورة مضاعفة المبلغ المخصص للتكيف بمقدار 6 مراتٍ للوصول إلى 62 مليار دولار، مؤكداً على أهمية التكيف بالنسبة للاقتصادات النامية في الأسواق الناشئة ولإفريقيا على وجه الخصوص، فوفقا للتقرير الصادر عن مبادرة سياسة المناخ، تحتاج إفريقيا 2.8 تريليون دولار بين عامي 2020 و2030 بمتوسط 277 مليار دولار سنويًا.
 
وأوضح محيي الدين أن إفريقيا في الوقت الحالي تحصل على ما يقرب من 29.5 مليار دولار سنويًا فقط من بينها 6ر14 مليار دولار للتخفيف وحوالي 4ر11 مليار دولار للتكيف، مشيراً إلى اعتماد تمويل المناخ على موازنات الدولة سواء بشكل مباشر من خلال تعبئة الموارد المحلية أو من خلال الاقتراض مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الدول أكثر عرضة للخطر من غيرها وبحاجة إلى إنفاق 20٪ على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي.
 
ووفقا لما ذكره محيي الدين، أن 97٪ من تمويل التكيف في إفريقيا يأتي من مصادر عامة، و3٪ فقط تأتي من القطاع الخاص.
 
وأكملت شرم الشيخ استعداداتها لاستقبال قادة العالم وضيوف القمة، وشملت كافة مرافق المدينة بداية من المطار ووصولاً إلى الفنادق والشوارع التي باتت في صورة بهية، تتناسب مع عالمية الحدث، حيث تحولت شرم الشيخ إلى "مدينة خضراء" بالكامل، سواء الإقامة أو المواصلات.
 
وشملت الاستعدادات المنطقة الخضراء التي خصصت بها مساحات لعرض قصص نجاح مشروعات الدولة المصرية في مجالات التصدي لظاهرة التغيرات المناخية، وبها مساحات للمعارض والأنشطة غير التجارية المرتبطة بالعمل المناخي، إلى جانب مساحة للأنشطة الثقافية والتشاركية تضم العديد من منظمات المجتمع المدني المشاركة في فعاليات المؤتمر، كما تضم أماكن لإقامة أنشطة للتوعية بمخاطر التغيرات المناخية، وكذلك منطقة للابتكار والعلوم، ومساحة لتعزيز جهود مشاركة المجتمع المحلي في مصر.
 
كما تشمل منطقة المؤتمر، المنطقة الزرقاء وامتداداتها تتولى إدارتها بالكامل سكرتارية الأمم المتحدة، وستشهد جلسات عامة، وجلسات خاصة، وأحداثاً جانبية و معارض وأجنحة، ويشارك فيها رؤساء الدول، والوفود الرسمية والمفاوضون، ووسائل الإعلام التي يتم اعتمادها، بجانب منظمات وهيئات معتمدة، وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، المنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27، أنه تم العمل على زيادة مساحة المنطقة الزرقاء بسبب الإقبال العالمي على المشاركة في مؤتمر المناخ، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا المؤتمر يعدُ الأكبر من نوعه حتى الآن، من حيث عدد الأجنحة المشاركة.
 
وتضم القاعة التي ستستضيف فعاليات القمة، مستشفى ميداني مُجهز داخل نطاق المركز الدولي للمؤتمرات التي ستشهدُ الفعاليات الرئيسية للمؤتمر، نظراً لأهميتها الشديدة في توفير الخدمات والرعاية الصحية للوفود المشاركة في مؤتمر المناخ.
 
المستشفى الميداني يشمل كافة التجهيزات والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع مختلف الحالات الطبية والجراحية الطارئة حيث من المقرر أن يقدم خدماته على مدار الساعة، كما يعمل بالطاقة النظيفة والمتجددة، تماشيًا مع أهداف مؤتمر المناخ، وتم ربط المستشفى الميداني إلكترونيا مع مستشفى شرم الشيخ الدولي، بما يُسهم فى تكامل الخدمات الطبية المقدمة.
 
المستشفى يشمل 4 أسرّة للاستقبال والطوارئ، و20 سرير عناية متوسطة للقسم الداخلي، و 4 أسرّة عناية مركزة، بجانب غرفة عمليات متكاملة، وغرفة بها وحدة أشعة سينية وتلفزيونية ومقطعية، ومعملاً للتحاليل الطبية، وصيدلية، كما يتم إنارة المستشفى بالطاقة الشمسية ويوجد مولد كهرباء للحالات الطارئة، ومولد غازات طبية.
 
من جانبها، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة حرص الدولة المصرية على التوسع في مشاركة مختلف مؤسسات المجتمع المدني المحلية والعالمية في أنشطة وفعاليات مؤتمر تغير المناخ، مشيرة لما يتضمنه الجناح المصري من مشاركات من جانب عدد من مؤسسات المجتمع المدني، فضلاً عن فتح سبل المشاركة في المنطقة الخضراء بأكثر من فعالية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة