"مؤتمر الحسنة" رصاصة فى جبهة إسرائيل.. إحياء الذكرى الـ 54 لرفض مشايخ سيناء عرض "موشى ديان" بتدويلها وانفصالها عن مصر
الإثنين، 31 أكتوبر 2022 12:43 ممحمد الحر
تحتفل محافظة شمال سيناء اليوم الاثنين، بالذكرى الـ 54 لمؤتمر الحسنة، الشهيربـ "مؤتمر الصمود والتحدي"، بإقامة فاعليات متنوعة فى المدرسة الثانوية بمدينة الحسنة، بحضور قيادات رسمية وعدد من رموز وعواقل مشايخ قبائل سيناء.
وأكد سعد خليل بغدادي، رئيس مركز ومدينة الحسنة، أنه جارى الاستعدادات لإقامة الحفل الكبير، لإحياء ذكرى مؤتمر الصمود والتحدي، الذي يمثل ذكرى عظيمة بالنسبة لمصر، ولأبناء ومشايخ سيناء، لتجديد مسيرة الوفاء والانتماء للوطن التي بدأها أباءهم وأجدادهم على مدار التاريخ.
يذكر أن مؤتمر الحسنة، أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلية، بمدينة الحسنة بشمال (وسط) سيناء، فى 31 أكتوبر عام 1968 عقب احتلالها لشبه جزيرة سيناء، حاول الإسرائيليون تحريض الأهالي على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة، للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى، لكن بعد أن أتفقت السلطات الإسرائيلية مع مشايخ سيناء، قاموا بخداع الإسرائيليين، وأكد الشيخ سالم الهرش، الذي فوضته قبائل سيناء ومشايخها للتحدث بإسمها، على تبعية سيناء لمصر في المؤتمر، مما تسبب في صدمة شديدة وفشل في المساعي الإسرائيلية.
وبدأت تفاصيل المؤتمر، حينما حاول الإسرائيليون تحريض أهالي سيناء، على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء، وحشدت إسرائيل في سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها في نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وسعيا وراء الهدف، التقى موشى ديان، وزير الدفاع في إسرائيل آنذاك، عددا من مشايخ سيناء وأغدق عليهم بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة.
وفي نفس الوقت علمت السلطات المصرية بتفاصيل المخطط الإسرائيلى، فكلفت الضابط السيناوى محمد اليمانى، بمتابعة القضية، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة، بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، ورصد تحركات العدو الصهيونى واتصالاته الدولية، في الوقت الذي وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية في حالة موافقة أهل سيناء، على التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله.
واجتمع موشي ديان، بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء. وفي 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته.
c4328619-87fb-4082-8da7-db416bfdc78c
وحشدت السلطات الإسرائيلية مصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية، وتوافدت القيادات في إسرائيل، جوا على مكان التجمع بمنطقة الحسنة في وسط سيناء، من أجل اللحظة الحاسمة، وفي الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك للقضاء على المحاولة الإسرائيلية.
وفوض كافة مشايخ قبائل سيناء زميلهم الشيخ سالم الهرش، من قبيلة البياضية، للحديث عنهم أمام الإسرائيليين، فقال: "أترضون بما أقول؟.. فقالوا: نعم"، وبينما موشي ينتظر لحظة التدويل، قال الهرش: "إن سيناء مصرية وقطعة من مصر، ولا نرضى بديلا عن مصر، وما أنتم إلاّ احتلال، ونرفض التدويل وأمر سيناء في يد مصر، سيناء مصرية مائة في المائة، ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه"، حينها انقلبت الدنيا رأسا على عقب، واتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات عنيفة ضد السكان، واعتقلت 120 من المشايخ والمواطنين، أما الشيخ سالم الهرش، فقد استطاع الهروب من سيناء عبر الأردن، ومنها إلى مصر، وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر، وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى.
وعقب انتهاء حرب السادس من أكتوبر في 1973، تحيي القوات المسلحة هذه الذكرى في 31 أكتوبر، من كل عام، كما يقيم أبناء شمال سيناء، الاحتفالات بهذه الذكرى الوطنية العظيمة، بفعاليات مختلفة، وأهمها الاحتفال السنوي الذي يقام بمنطقة الحسنة التي شهدت وقائع المؤتمر الشعبى، تخليدا لذكرى رفض تدويل سيناء ونزعها من جسد الوطن الغالي مصر.