قارئ التاريخ يدرك مشكلات الواقع.. الرئيس السيسي يعلق على مقولة لجمال حمدان في المؤتمر الاقتصادي
الأحد، 23 أكتوبر 2022 11:22 صمحمد الشرقاوي
استشهد الدكتور مصطفى المدبولي، رئيس الوزراء، اليوم الأحد، بمقولة المفكر الراحل جمال حمدان عن مصر خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادي - مصر 2022.
واستعرض "مدبولي" خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادي، المقولة، قائلًا: "المأساة الحقيقية أن مصر لا تأخذ في وجه الأزمات الحل الجذري الراديكالي قط، وإنما الحل الوسط المعتدل، أي المهدئات والمسكنات المؤقتة، والنتيجة أن الأزمة تتفاقم وتتراكم أكثر".
وعلق الرئيس السيسي على المقولة، قائلا: "من فضلكم المقولة دي كانت عام 67.. أرجو أن الجميع يتفهم ذلك.. الكلام دا كان بيتقال على مصر سنة 67".
المفكر المصري الكبير قال ذلك في كتابه: "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، وجاء فيه أيضًا: "... ولكن مرة أخرى تهرب مصر من الحل الجذري إلى حل وسط جديد، وهكذا.. بعبارة أخرى، مأساة مصر في هذه النظرية هى الاعتدال، فلا تنهار قط، و لا هي تثور أبداً، ولا هى تموت أبداً، و لا هي تعيش تماماً، إنما هى في وجه الأزمات والضربات المتلاحقة تظل فقط تنحدر وتتدهور، تطفو وتتعثر، دون حسم أو مواجهة حاسمة تقطع الموت بالحياة أو حتى الحياة بالموت، منزلقة أثناء هذا كله من القوة إلى الضعف ومن الصحة إلى المرض ومن الكيف إلى الكم وأخيراً من لاقمة إلى القاع".
وجاء في كتاب حمدان: "غير أن النتيجة النهائية لهذا الانحسار المستمر المساوم أبداً وصفقات التراجع إلى ما لا نهاية هي أننا سنصل يوماً ما إلى نقطة الانكسار بعد الالتواء، وبدل المرونة سيحدث التصادم، ومحل المهدئات ستحل الجراحةـ أي سنصل إلي نقطة اللاعودة إلى الحل الوسط، وعندئذ سيفرض الحل الجذري الراديكالي نفسه فرضاً، ولكن بعد أن يكون المستوي العالى قد تدني إلى الحضيض، والكيف قد تدهور إلى مجرد كم، والمجد إلى محض تاريخ، وذلك هو الثمن الفادح للاعتدال".
الرئيس السيسي، أدرك جيداً حقيقة هذه المشكلة، فكان واضحاً في دعوته للمؤتمر الاقتصادي – مصر 2022 من البداية، قائلًا: "نعمل مؤتمر اقتصادي ونجيب المتخصصين ونسمع الرأى المخالف معانا بجانب الحوار الوطني المستمر، مؤتمر اقتصادي نكون إحنا كدولة نتكلم ونوضح مع المستثمرين ورجال الصناعة إننا نسمع بعضنا البعض".
واليوم انطلق المؤتمر رافعاً شعار (خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية)، فهو يهدف بالأساس للخروج بخارطة طريق واضحة، تتستطيع الدولة من خلالها خلق اقتصاد تنافسي ومتنوع، وهو ما يعد أحد مرتكزات أجندة التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030.
وتهدف الدولة لتحقيق نمو اقتصادي مرتفع احتوائي ومستدام، ورفع درجة مرونة وتنافسية الاقتصاد، وأيضًا زيادة معدلات التشغيل وفرص العمل اللائق، وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتحقيق الشمول المالي، وإدراج البعد البيئي والاجتماعي في التنمية الاقتصادية، تحقيق الاستدامة المالية، التحول نحو الاقتصاد الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة.
ويعول الكثير من الاقتصاديين عليه، في الخروج بمخرجات لوضع رؤية اقتصادية اجتماعية خلال السنوات المقبلة تكون متطابقة مع المجتمع المصري، تخرج به نحو الازدهار.
والدكتور مصطفى مدبولي قال صراحة إن الهدف الأول للمؤتمر أن نستمع كحكومة، إلى آراء ووجهات نظر الحضور من الخبراء والمشاركين في جلسات المؤتمر، للتوصل إلى توافق حول طبيعة التحديات التي تواجهنا والخطوات المطلوب إقرارها، بهدف أن يكون لدينا خارطة طريق وخطة عمل واضحة للدولة، والخروج بمجموعة من السياسات والتدابير الواضحة التي تساهم في زيادة مرونة وتنافسية الاقتصاد المصري.
وهناك أطروحات عدة على أجندة المؤتمر الاقتصادي، تشمل دمج الاقتصاد غير الرسمي وتوطين الصناعات، كذلك زيادة موارد السياحة ودعم الاستثمار بها، ومشاركة المستثمرين لمجابهة الأزمات العالمية، والاستغناء عن الاستيراد.
وسيكون المؤتمر مجالاً لكل مستثمر سواء صغير أو كبير للحديث عن العقبات التي تقف أمامه، للوصول للهدف المرجو بجذب استثمارات مباشرة خارجية، بالشراكة مع القطاع الخاص وضخها في قطاع الصناعة، لزيادة موارد الدولة من النقد الاجنبي، من خلال زيادة التصدير.
كذلك زيادة موارد التصدير ورفع نسبة المكون المحلي داخل المنتج لتقليل فاتورة الواردات، بالإضافة إلى أعداد خطة عمل ودراسة للسوق المحلي، بالإضافة للبحث عن حلول لسد الفجوة التمويلية وزياده الحصيلة الدولارية من خلال تحديد الأولويات.
بالإضافة إلى فتح نقاش موسع حول سياسات الاقتصاد الكلي للدولة المصرية، وتقديم لمحة عامة لمؤشرات أداء الاقتصاد المصري وبيان قدرة ومرونة الاقتصاد على مواجهة الأزمات الاقتصادية الكبيرة.
كذلك السياسات الاقتصادية والأولويات الوطنية المطلوبة لتنفيذ رؤية مصر 2030، وحجم الأداء المالي للدولة المصرية وحجم الدين العام.
وتختص كل جلسة في المؤتمر بقطاع معين مثل قطاعات الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة والاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية ومشاريع طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر وكيفية تحريك الشراكة مع القطاع الخاص في هذا المجال. وغيرها من المجالات مثل الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والعقارات، والمشاريع الخضراء، والنقل والاتصالات، والزراعة، واستصلاح الأراضي، ومشاريع الإنتاج الحيواني والدواجن، ومشاريع السياحة والطيران.
وفي أغسطس 2015، استشهد الرئيس السيسي بمقولة للكاتب الراحل الكبير جمال حمدان "قناة السويس نبض مصر" الذى قال فيه إن القناة هي القلب النابض فى النظام العالمى وهى مركز النقل الأول فى أوروبا مطالبا بضرورة توسيعها لاستيعاب الناقلات العملاقة.
وقال الرئيس آنذاك: "( لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون بل ومشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى فقط بشرط أن نقبل التحدى وأن نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدءوب ثم بالعمل الحازم الحاسم.. وها هى نبوءة جمال حمدان تتحقق وتصبح واقعًا ملموسًا يجرى الآن شريان المياه في القناة الجديدة وسط فرحة المصريين وإعجاب العالم".