من هي آنى إرنو الفائزة بنوبل وتدعم الفسطينين وترفض التطبيع؟
السبت، 15 أكتوبر 2022 12:47 م
منحت لجنة نوبل أرقى جائزة أدبية في العالم إلى آني إرنو، وهي كاتبة فرنسية أخرى للنصوص القصيرة والمترابطة التي تستخرج مادة الذاكرة والسيرة الذاتية وتاريخ العائلة، وهذا بعد ثماني سنوات من منح باتريك موديانو هذا التكريم إذا كان كلا الكاتبين بالضرورة وريثًا لبروست، فقد استخدما ميراثهم لتحقيق غايات مختلفة تمامًا.
و تتعامل كتب موديانو، الغامضة والغامضة والمليئة بالغياب، مع الماضي كقصة بوليسية لا تنتهي أبدًا، في المقابل، تلقي إرنو نظرة أكثر برودة على حياتها وخلفيتها ،مستخدمة "الاهتمام بالتفاصيل واستخدام صيغة الماضي الوصفي، وتحليل الأحداث"، وتتناول كتبها لموت والديها ، وتجاربها المبكرة ، وإجهاضها في سن 23 عامًا ، وعلاقة حبها في منتصف العمر مع رجل أصغر سنًا موضوعات المشاعر الفائقة التي تعرضها مع مسافة مدروسة وموضوعية اكتسبتها بشق الأنفس.
بداية آني إرنو
ولدت إرنو عام 1940 في مدينة صناعية فقيرة في نورماندي، كان والداها من عمال المصانع الذين ارتقوا ليصبحوا مالكين لسوق محلي ومقهى. وصفت إرنو حياتهما بالتفصيل في اثنين من أقوى كتبها ، "مكان الرجل" (1983) و "قصة امرأة" (1987) ، حيث تلتقط كل من سعادتهم وعارهم في الانتماء إلى طبقة عاملة إقليمية تعتبر أقل شأنا، وتعرف طفولتها من خلال اعتزاز والديها الشديد بظروفهما وتوقها المتزامن إلى الهروب، وبشكل أساسي من خلال أن تصبح مثقفة وتتزوج زواجا جيدًا، تكتب عن والدتها وفقا لوول ستريت جورنال: "كنت متأكدة من حبها لي وأدرك ظلمًا صارخًا تعرضت له لقد أمضت طوال اليوم في بيع الحليب والبطاطس حتى أتمكن من الجلوس في قاعة المحاضرات والتعرف على أفلاطون".
حققت آنى إرنو رغبات والديها إلى حد كبير حيث تزوجت في العشرينات من عمرها، وأنجبت ولدين، وعملت كمعلمة وأصبحت ظاهريًا نموذجًا لإنجازات الطبقة المتوسطة لكنها انفصلت عن زوجها بعد ذلك وأخلصت للكتابة.، و تم نشر كتب إرنو باللغة الإنجليزية مع دار النشر المستقلة Seven Stories Press بواسطة عدد من المترجمين، منهم تانيا ليزلي وأليسون إل ستراير، أما أسلوبها الراسخ في "الكتابة المسطحة" فاكتسب القوة من الإيقاع الثابت لتراكم التفاصيل، تقول في "مكان الرجل": "ليس لدي الحق في تبني نهج فني، لا ذكريات غنائية ، ولا عروض للسخرية، هذه الطريقة المحايدة في الكتابة تأتي إلي بشكل طبيعي، كان نفس الأسلوب الذي استخدمته عندما كتبت إلى المنزل لإخبار والديّ بآخر الأخبار ".
قامت آنى إرنو أيضًا بنشر أجزاء من مجلاتها المكتوبة خلال فترات الأزمات، وآخر ما ظهر باللغة الإنجليزية هو Getting Lost" " أو الضياع وتعيدنا هذه الصفحات إلى افتتان الكاتبة المعذبة بدبلوماسي روسي عندما كانت تعيش "بين التوقع والحزن ، واللامبالاة والرغبة"، بعد أيام قليلة من تلقيها الثناء على فوزها بجائزة نوبل للأدب، تتصدر الكاتبة الفرنسية آني إرنو عناوين الصحف الآن بسبب ما ذكرته مجلة شبيجل الإخبارية الألمانية عن اتهامات لها بمعاداة السامية، استنادًا إلى مقال فى صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية والذى يكشف عن قرب إرنو من حركة المقاطعة.
وتهدف حركة المقاطعة BDS وهى اختصار لعبارة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات"، إلى وضع إسرائيل تحت ضغط دولى لإنهاء احتلال الأراضى الفلسطينية، ويتهم نشطاء BDS إسرائيل بالاستعمار ويقارنونها بجنوب أفريقيا خلال فترة التفرقة العنصرية لذلك فهم يحاولون عزلها اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا، ويشير أتباع حركة المقاطعة دائما إلى تصريحات النشطاء البارزين المضادة لإسرائيل، مثل: "نحن نعارض قيام دولة يهودية فى أى جزء من فلسطين"، كما قال المؤسس المشارك لحركة BDS، عمر البرغوثى.
وتدعم إرنو وجهات نظر BDS حيث ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أنه في عام 2018، وقعت آني إرنو رسالة مع 80 شخصية ثقافية أخرى تفيد بأن دولة إسرائيل ممثلة بشكل إيجابي للغاية في وسائل الإعلام الفرنسية، وجاء في الرسالة أنه "واجب أخلاقى على أى شخص ذى ضمير أن يرفض تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل"، وفي مايو 2019، وقعت أنى إرنو وأكثر من 100 فنان فرنسي آخر على خطاب يطالب بمقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية Eurovision، التي أقيمت في تل أبيب في ذلك العام، ودعوا المذيعين الفرنسيين إلى الامتناع عن بث المسابقة الشعبية.
بعد ذلك بعامين، وقعت إرنو على "رسالة ضد الفصل العنصري"، حيث قارنت إسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ونددت الرسالة بالسياسة الإسرائيلية في قطاع غزة وكذلك الهجمات الإسرائيلية على العرب والفلسطينيين.