مفتي تنزانيا لـ «صوت الأمة»: الشائعات آفة نسعى لمواجهتها بتصحيح الفكر

السبت، 08 أكتوبر 2022 06:00 م
مفتي تنزانيا لـ «صوت الأمة»: الشائعات آفة نسعى لمواجهتها بتصحيح الفكر
منال القاضي

كشف الشيخ أبو بكر زبيري علي، مفتي تنزانيا، تفاصيل الحوار الذى دار بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال تكرميه باحتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، وقال أن "الرئيس السيسى أشار إلى العلاقات الوطيدة بين مصر وتنزانيا، كما أبلغني التحية للرئيسة سامية صولو حسن، ولكل شعب تنزانيا، وأكدت له أنى سأحرص فور عودتى على إبلاغ هذا السلام للرئيسة ولكل شعب تنزانيا".

وأضاف "زبيرى" في حوار لـ"صوت الأمة" أن الرئيس السيسى قال له "نعتز بكم على أرض مصر الحبيبة، ومصر تقدر قيمة ومكانة علماء الدين وتكرمهم دوماً".

وأعرب مفتى تنزانيا عن سعادته بتكريمه من الرئيس السيسى، وقال أن هذا التكريم هو تكريم لكل تنزانيا، خاصة أن مصر تحظى بمكانة كبيرة، مشيراً إل وجود هناك علاقات قوية بين البلدين، وقال "هناك المركز الإسلامي المصري الذي أسسه الرئيس جمال عبدالناصر بالعاصمة دار السلام لتعليم ابنائنا اللغة العربية والعلوم الشرعية ونشر الاسلام الوسطى على يد علماء الأزهر، وامتدت تلك العلاقات الطيبة والمتينة بوجود الرئيس عبدالفتاح السيسي"، موضحاً أن الرئيس السيسى "معروف عنه تقديره لأهل القران وعلماء الدين ليس في مصر بحسب، وإنما في أفريقيا والدول العربية".

وأكد الشيخ أبو بكر زبيري علي، مفتي تنزانيا على أهمية مواجهة الشائعات، مؤيداً ما قاله الرئيس السيسى خلال كلمته بالتنبيه إلى خطورة بث الشائعات واعتبارها جريمة ضد أمن المجتمع، وقال "زبيري" أن الشائعات آفة تتطلب دوماً التنبيه من مخاطرها، موضحاً: "نسعى لمواجهة الشائعات بتصحيح الفكر بالفكر والرد على الفتاوى الشاذة من خلال المنصات الإلكترونية والمواقع الخاصة بتفنيد الفتوى بالاستعانة بمفتين من مصر".

وطالب الشيخ أبو بكر زبيري علي، من مشيخة الأزهر زيادة عدد بعثات التعليمية الأزهرية لطلاب تنزانيا، وقال "نحن نقدر دور الأزهر، وللعلم فإن أغلب قيادات تنزانيا تعلموا بالأزهر، وبينهم من أرسل ابنائهم للتعليم بالأزهر"، لافتاً إلى أن تنزانيا دولة متسامحة، ويعيش أبنائها في وطن واحد تربطهم أسس المواطنة والتعايش السلمى.


وقال مفتى تنزانيا: "لدينا عدد كبير من الطلاب الذين يدرسون في الأزهر، كما ان تنزانيا تستقبل سنوياً علماء من الأزهر والأوقاف لإحياء ليالى رمضان، وتنظيم محاضرات، بخلاف معلمين فى المعاهد الأزهرية بدار السلام، ونحن على يقين بأن علماء الأزهر ليسوا علماء لمصر وحدها لكنهم هم للأمه الإسلامية فى مشارق الارض ومغربها، وهم اصحاب علم عظيم ولا يدخرون جهدا لتعليم الناس كافه صحيح الاسلام الوسطي الذى يدعوا لقبول الأخر واحترام اصحاب الأديان السماوية الأخرى".

وفى الاحتفال بالمولد النبوى، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة الاقتداء بأخلاق الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وسيرته العطرة وحرصه على مكارم الأخلاق، والصدق، والأمانة، والوفاء بالعهود والمواثيق، والرحمة، والتكافل، والتراحم ، من أجل مواجهة الصعاب والتحديات بعمل دؤوب لا ينقطع وبكفاح مستمر بلا كللٍ ولا مللٍ حتى نستنفذ جميع الأسباب والفرص المتاحة، وقال: "لقد تعلمنا من ذي الخلق العظيم، في سيرته العطرة أن مجمل حياته وأخلاقه، كانت ترجمة حقيقية وتطبيقية، لأخلاق وقيم القرآن الكريم".

كما أكد الرئيس السيسى على "أننا نمضي معًا في طريق التنمية والبناء في مرحلة غاية في الأهمية تمر بها مصر في مرحلة قوامها العمل والإنتاج بتفانٍ وإخلاصٍ للوصول إلى آفاق جديدة للمستقبل المنشود لوطننا الغالي وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر العظيم لاستكمال الطريق الصحيح الذي بدأناه، ودعمًا لجهود الدولة التنموية من خلال المشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات، على امتداد رقعة الوطن".

وشدد الرئيس السيسى خلال كلمته على أن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله "سبحانه وتعالى"، والعمل المنظم والجهد المتواصل المبني على الأخذ بأسباب الحياة وقوانينها وتطورها لهو المنهج الرشيد، الذي حرص نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" على ترسيخه وبثه في نفوس أصحابه الكرام وتعليمه لأمته "صلى الله عليه وسلم".

وأضاف الرئيس السيسى: "كما يتعين علينا أن ننتبه في ذات السياق، إلى خطورة بث الشائعات فلقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فالشائعات جريمة ضد أمن المجتمع وصاحبها آثم في حق نفسه ودينه ومجتمعه ساعيًا إلى الاضطراب والفوضى؛ ولهذا يتعين علينا جميعًا الانتباه إلى ضعاف النفوس الذين لا يسعون إلى النقد البناء، بهدف التعمير والإصلاح، وإنما إلى إثارة الفتن والأكاذيب، بهدف الهدم والإفساد".

وشهدت الاحتفالية تكريم الرئيس السيسى لعدداً من علماء الدين المتميزين الذين أثروا بجهودهم في نشر سماحة الإسلام الوسطى والمجتهدين داخل وخارج مصر، وشملت قائمة المكرمين من داخل مصر الدكتور سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، الشيخ محمد فتحي أبو الحسين محمد خشبة مدير مديرية أوقاف الإسكندرية السابق، عبد الحميد محمود عمر فراج رئيس الإدارة المركزية للشؤون المالية والإدارية والفنية، الدكتورة جُنيَّة محمود محمد عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للرعاية الطبية بمستشفى الدعاه بوزارة الأوقاف، الشيخ صالح أبو القاسم صالح حسين إمام وخطيب مسجد عمرو بن عبد العزيز في بني سويف، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ومن خارج مصر الدكتور محمد أحمد مسلم الخلايلة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن، والشيخ أبو بكر زبيري علي مفتي تنزانيا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق