أزواج وزوجات يرفعون شعار الصلح خير.. مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة تسعى لإزالة أسباب الشقاق والتخاصم بين المتزوجين

"هناك قضايا تنتهى بالصلح".. كثيرا قد نظن أن اللجوء لمحكمة الأسرة نهاية لقصص الحب والزواج، ولكن فى بعض الحيان قد تكون بداية جديدة لحياة زوجية سعيدة، وذلك بعد المرور على مكاتب تسوية المنازعات الأسرية التى تضم مجموعة تضم عددا كافيا من الإخصائيين القانونيين والاجتماعيين والنفسيين، قادرة على التعامل مع ما يواجهه الأزواج من ضغوطات أثناء نشوب الخلافات الأسرية، ليكون هدفهم الأساسى بذل المساعى الجادة للصلح بين أطراف النزاع قبل لجوئهم إلى رفع الدعوى، والقضاء على ظاهرة الخلافات الأسرية وتقديم الدعم النفسى للأسرة المصرية من زوجات وأزواج وأطفال وأجداد، وإيجاد حلول عملية لأطراف النزاع.

متى تم إنشاء مكاتب التسوية ودورها؟
 

وتم إنشاء مكاتب تسوية المنازعات وفقا للمادة 5 من قانون 1 لسنة 2004 على: "تنشأ بدائرة اختصاص كل محكمة جزئية، مكتب أو أكثر لتسوية المنازعات الأسرية، يتبع وزارة العدل ويضم عددا من الإخصائيين (القانونيين والاجتماعيين والنفسيين )، الذين يصدر بقواعد اختيارهم قرار من وزير العدل"، بهدف إزالة أسباب الشقاق والخلاف بين أفراد الأسرة ومحاولة الصلح فى دعاوى الأحوال الشخصية التى يمكن الصلح فيها قانونا، ويتم تدريب الموظفين بالمكاتب بصفة دورية لكيفية التعامل مع الأزواج والحالات التى تتردد عليهم لمحاولة إنهاء الخلافات بشكل يحافظ على كيان الأسرة، وتوضيح عواقب واثار التمادى فى الخلافات وإبداء النصح والإرشاد لتسويه الخلاف وديا .

 

وحدد قانون الأحوال الشخصية رقم 10 لسنة 2004، الخاص بإنشاء المحاكم الأسرية، الدعاوى التى لا يجوز عرضها على مكاتب تسوية المنازعات الأسرية، والتى تضم كلا من دعاوى الأحوال الشخصية التى لا يجوز فيها الصلح بين أطرافها، والدعاوى المستعجلة، ومنازعات التنفيذ، والأوامر على العرائض.

 

والقانون جعل اللجوء إلى مكاتب التسوية وجوبيا فى كل الدعاوى التى يجوز فيها الصلح، وعدم قبول أى منها حال عدم اللجوء لمكتب تسوية المنازعات الأسرية أولا، وخلال السطور التالية، نتعرف على إجراءات عقد الصلح بمكاتب تسوية المنازعات الأسرية، بكافة الدعاوى من نفقات وطلاق وخلع، وما هى أبرز القضايا التى تنظرها تلك المكاتب؟، والقضايا التى نجحت مكاتب التسوية فى إنهائها.

قضايا نجحت مكاتب تسوية المنازعات فى إنهاء الخلافات فيها:-

8 شهور خلاف.. انتهت بجلسة تسوية وعقد اتفاق ودى بمحكمة الأسرة
 

هناك العديد من القضايا التى تنتهى بالصلح داخل محاكم الأسرة، بعد تذكر الزوجين أهمية الحفاظ على الحياة الزوجية، والسعى لإنجاحها، وهو ما تمثل بواقعة الزوجة التى وقفت داخل محكمة الأسرة بإمبابة بعد 8 شهور خلاف حتى تتنازل عن دعواها لتقبل التسوية بعد قيام مكتب تسوية المنازعات الأسرية بعقد الصلح بينهما.

 

ووافق الزوج من جانبه على تحرير قائمة منقولات جديدة وشرائه مصوغات ذهبية بقيمة 50 ألف جنيه كهدية لزوجته.

 

وأكدت الزوجة: "عدت لمنزل عائلتى بسبب تعنت زوجى ورفضه حل الخلافات وديا وتنفيذ وعده لأبى بتحرير قائمة منقولات لي، واستمرت القطيعة بيننا طوال 8 شهور، وبعدها أقمت دعوى طلاق خلعا، وبعد محاولات مكتب تسوية المنازعات لحل الخلاف وافق زوجى على تنفيذ وعده ووقع على قائمة المنقولات ".

 

لم شمل زوجين تفرقا بسبب تدخل الأهل فى حياتهما الزوجية
 

وتسعى مكاتب تسوية المنازعات، لإخماد الخلافات الأسرية، لتسطر النهاية السعيدة لخلاف استمر استمرت 3 سنوات، حيث نجح مكتب التسوية فى لم شمل زوجين بمحكمة الأسرة بالجيزة، أثر ترك الزوجة لمنزلها بسبب تلقى تعليقات غير لائقة من والدة زوجها وتدخلها فى حياتها وزوجها وافتعال الشجار لاتفه الأسباب، وبعد عدة جلسات تمكن مكتب التسوية إنهاء الخلافات وتنتهى بلم الشمل.

زوج يرفض تطليق زوجته ويتمسك بها.. والزوجة تقبل الصلح
 

ذهبت أحدى الزوجات لمحكمة الأسرة بمدينة نصر للحصول على الطلاق للضرر، ورفضها كل محاولات الأهل والأقارب للتدخل والاصلاح، وكانت النتيجة تدهور الحالة النفسية لطفليها، وتمكن مكتب التسوية فى إنهاء الخلاف الذى استمر حوالى 16 شهر .

أبرز القضايا التى تنظرها مكاتب تسوية المنازعات:-
 

وقال مصطفى سعد المحامى المختص بقانون الأحوال الشخصية أن هناك قضايا تعرض على مكاتب تسوية المنازعات، ومنها دعاوى التطليق بكافة أنواعها، قضايا النفقات والأجور، وحضانة الصغير وحفظه ورؤيته وضمه والسفر، و دعاوى الحبس، والاعتراض على إنذار الطاعة، و الخلافات حول مسكن الزوجية، ونفقة المتعة، و دعاوى المهر والجهاز والشبكة.

للمتزوجين.. إجراءات يتم اتباعها لعقد الصلح بداخل مكاتب تسوية المنازعات:-
 

وأوضح سعد الخطوات التى تتم للتصالح بمكاتب تسوية المنازعات الأسرية، وذلك بأن يقوم مكتب التسوية بعد تقدم الزوج بالطلب بتحديد ميعاد لحضور لحضور أطراف الخلاف، وإذا لم يحضر أى من الزوجين بغير عذر جاز اعتباره رافضاً لاجراءات التسوية، و تجتمع هيئة مكتب التسوية بأطراف النزاع وبعد سماع أقوالهم تقوم بتوعيتهم بأثر الخلافات على حياتهم الأسرية وتحثهم على الصلح، وتبدى لهم النصح والإرشاد بقصد تسوية النزاع وديا، ويقوم المكتب بتقريب وجهات النظر ومحاولة التسوية خلال 15 يوما من تاريخ تقديم الطلب، وإذا فشلت فى ذلك جاز لها أن تمد الفترة بموافقة الزوجين وإذا تم تسوية النزاع فى جميع عناصره أو بعضها يحرر محضر بما تم الصلح فيه و يوقع من اطراف النزاع.

 

واكد المختص بالشأن الأسري:" أحيانا يتم الصلح بين الزوجين فى المحكمة بعد الحكم، وهنا يتم التصالح على الصيغة التنفيذه والتنازل عن الحكم الصادر سواء للزوج او للزوجة، أما لو تم التصالح بموجب عقد اتفاق خارج المحكمة يجب أن يتم العقد تحديد مستحقات الاطفال من نفقات، تحديد مستحقات الزوجة".